الحمد لله رب العالمين , وصلى اللهم وسلم وبارك على أشرف الأنبياء والمرسلين , نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد :
تعربف الاعتبار : هو أن يأتى المحدث إلى حديث لبعض الرواة , فيعتبره بروايات غيره من الرواة , وهذ بتتبع طرق الحديث , ليعرف هل شاركه فى ذالك الحديث راو غيره , فرواه عن شيخه أولا , فإن لم يكن فينظر, هل تابع أحد شيخ شخه , فرواه عمن روا عنه , وهكذ إلى آخر الإسناد .
من ذالك يفهم أن الاعتبار ليس قسيما للمتابعات والشواهد , كما يفهم من كلام ابن الصلاح ( رحمه الله)
مثال المتابع التامة :
ما رواه الشافعى فى (الأم) قال: أخبرنا مالك عن عبد الله بن دينار , عن ابن عمر رررقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الشهر تسع وعشرون , لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه , فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين) هذ الحديث أخرجه مالك فى (الموطأ) , ألا أنه قال : ( فإن غم عليكم فاقدروا له ) أخرجه الشافعى فى (الأم) , ورواه البخارى فى الصحيح قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبى , حدثنا مالك عنه عبد الله بن دينار, عن ابن عمر رررعنه فساقه باللفظ الذى ذكره الشافعى , فهذه متابعة تامة لرواة الشافعى فلقد تابع عبد الله بن مسلمة القعنبى الشافعى فرواه عن مالك , وإنما سميت هذه المتابعة تامة لاتفاق الراويين معا فى الإسناد من أوله إلى آخره .
مثال المتابعة الناقصة :
ففى الحديث السابق قد توبع عبد الله بن دينار من جهتين :
الأولى : أخرجه مسلم من طريق أبى أسامة , عن عبد الله بن عمر , عن نافع عن ابن عمر , فذكر فى آخره ( فإن غم عليكم فاقدروا الثلاثين ) لقد تابع نافع عبد الله بن دينار فى هذ الحديث عن ابن عمر .
الثانية : أخرجه ابن خزيمة فى صحيحه من طريق عاصم بن محمد بن زيد , عن أبيه عن ابن عمر بلفظ ( فإن غم عليكم فأكملوا ثلاثين ) فقد تابع محمدبن زيد عبد الله دينار فى رواية هذ الحديث عن ابن عمر , فهذه متابعة لكن ناقصة حيث وقع الاتفاق فى الصحابى فقط .
هذ وبالله التوفيق
