أكد التونسي فتحي الجبال مدرب فريق الفتح عميد مدربي دوري زين أن فريقه يسير وفق منهجية وتخطيط بعيد المدى، وقال: "الاستقرار الفني في الفريق ساهم في الظهور بالمظهر الجيد خلال السنة الثالثة للفريق في دوري زين في تاريخه، مقدما شكره لإدارة النادي برئاسة المهندس عبد العزيز العفالق التي طرحت فيه ثقتها".
ولم يخف المدرب التونسي خشيته من سوء الطالع، مرشحا فريق الهلال لتحقيق لقب الدوري، معتبرا مدربه الأسبق البلجيكي إيريك جيريتس الأكثر تأثيرا على الكرة السعودية.
ووصف الجبال لقاء فريقه يوم الخميس المقبل أمام الرائد ضمن لقاءات الجولة 16 من دوري زين السعودي للمحترفين بالتنافسية، مضيفا أنها مباراة قوية خصوصا بعد الصحوة التي يقدمها فريق الرائد مع مدربه الجديد .
كل ذلك وأكثر جاء في ثنايا حوار (قووول أون لاين) مع المدرب صاحب الرقم القياسي في الكرة السعودية من حيث طول الفترة التي قضاها مع فريق واحد هو الفتح، والتي تجاوزت السنوات الأربع.
- ماهي آخر استعدادات الفتح لمباراة الرائد ؟
* المباراة بالطبع تنافسية وصعبة على الفريقين، و فريق الرائد بات متطورا بعد إشراف المدرب التونسي عمار السويح على الفريق، ونطمح من خلال اللقاء إلى الظفر بنقاط المباراة لتعزيز موقفنا في مراكز المقدمة بالدوري ، في ظل اكتمال عددي دون نقص أو غيابات.
* هل هناك علاقة بين الاستقرار الفني في الفتح وبين النتائج المبهرة التي قدمها الفريق مع مطلع الدوري هذا العام وحتى الآن؟
- قبل كل شيء يجب أن تعلم أن كل شيء تحقق في الفتح هو نتيجة مخطط سابق وعمل طويل المدى، ونتائج العمل ذي الأمد الطويل تظهر دائما التدرج بالأداء نحو الأعلى، فأنا أتممت 4 مواسم مع الفريق، وكانت الأهداف تتباين مع مرور الوقت، فقد كنا نرنو في السنة الأولى للتأهل لدوري زين فحسب، وبعد أن حققنا ذلك، كنا نقاتل في العامين التاليين لأجل البقاء، وها نحن استهللنا في الموسم الحالي رحلة البحث عن مركز متقدم يخولنا للمشاركة في كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال وفقا لمنهجنا هذا العام.
* ماهو هدف فتحي الجبال مع فريقه في هذا الموسم ؟
- في البداية الأهداف تتم بشكل سنوي، بمعنى أننا نقيم إمكانات اللاعبين الفنية في نهاية كل عام، وبحسب النتائج ترسم الأهداف، وبالتأكيد أن تطلعاتنا ستزيد في السنوات المقبلة، لكني لا أستطيع الحديث عن الأهداف المستقبلية طالما أني لا أملك التقييم الفني الذي يشير إلى قدراتنا في الوصول للمراحل المرجوة.
* تعرضت لهزائم قاسية، وخسرت هذا الموسم بسداسية من القادسية، ولكن ثقة إدارة النادي لم تهتز تجاهك، على عكس معظم المدربين في دوري زين الذين هم ضحايا لنتائج مباريات دورية، إلى أي درجة تعزز ثقة إدارة الفتح بك لتقديم مهامك مع الفريق الأول؟
- صحيح، تلك ثقة تشكر عليها إدارة الفتح الواعية، وبالمناسبة فنحن نجتمع بشكل دوري لنقيم المرحلة السابقة، ونكشف عن الأخطاء ونطرح سبل التصحيح، وذلك يعني أننا نؤمن بالنجاح المشترك والإخفاق الجماعي، وهذه بيئة عمل صالحة لا تتوفر مع جميع المدربين في دوري زين.
* الفتح الذي تغلب على النصر في الرياض، وقهر الاتحاديين في معقلهم بجدة، بنتيجة واحدة 2/1، هل كان يتطلع للكسب في هاتين المباراتين قبل بدئهما، أم أن رغبة الفوز اجتاحتكم أثناء سير المباراة؟
- من الطبيعي أن يقدم الفريق الذي يهدف إلى احتلال مركز جيد، نتائج إيجابية، وتلك النتائج المميزة تتحقق ببذل العطاء الأوفر، وحينما تلتقي الفرق الكبيرة تسعى إلى تقديم أفضل مردود، ولعبة كرة القدم جماعية، لقد كنا ندلف جميع المباريات وأعيننا على تحقيق أفضل نتيجة ممكنة، ونكون أكثر تركيزا في المباريات أمام الفرق الكبرى، وأمام المنافسين من مستوانا نتشبث أكثر بتحقيق الانتصار.
* يحل الفريق الأولمبي لفريق الفتح في مركز متأخر في مسابقة الأمير فيصل بن فهد، كيف اعتمادكم على الفريق الأولمبي لدعم الفريق الأول والنتائج متردية ؟
- بالفعل لم تكن النتائج هذا الموسم بالصورة المأمولة ، ولكن أيضا لا تغفل اهتمام النادي بالقاعدة الأخرى فريقا الناشئين والشباب، وهما اللذان ثبتا أقدامهما في الدوري الممتاز، قبل أن يسقط فريق الفتح الناشئ في الموسم الماضي، أعني أن القاعدة بصفة عامة جيدة، ويعمل فيها خبراء كرويون لتدريب اللاعبين صغار السن، نأمل أن يكون هناك الدعامة للفريق الأول في المستقبل.
* اتضح على أسلوبكم الاعتماد على الهجمة المرتدة، لماذا كان ذلك الخيار الأفضل بالنسبة لك؟
- لدينا أحمد بو عبيد وحمدان الحمدان وجميع لاعبي المقدمة الذين لعبوا طويلا إلى جانب بعضهم البعض وتعودوا بالتالي على تحركات أي منهم، لذلك فعملية الارتداد تسهل طالما أننا يحسنوا تطبيق تدريبات السرعات، كما أن المحاور الجيدين قللوا من مخاطر الهجوم المعاكس لصالح الفريق، كل ذلك ساعدنا في النجاح بتوظيف العناصر بشكل جيد.
* كثر الحديث عن ندرة المواهب الكروية السعودية، كيف ترى مصداقية ذلك ؟
- الدوري السعودي لا يشكو ندرة في المواهب، وبالمناسبة كرة القدم الحديثة أصبحت تعتمد على اللعب الجماعي، ولكن ذلك لا ينفي حقيقة احتواء الدوري السعودي للمواهب كلاعب الاتفاق يحيى الشهري ولاعبي الهلال نواف العابد ومحمد الشلهوب عبدالعزيز الدوسري وهناك أسماء أخرى.
* ما الذي يؤرقك مع الفتح حاليا؟
- يؤرقني غياب النتائج في ظل تقديمنا للمستويات، وذلك ما شغلني في الموسم الماضي، الذي قدمنا فيه عطاءات جيدة لم تكلل بالانتصار.
* من ترشح بطلا لدوري زين هذا العام؟
- تبدو المنافسة محصورة بين الهلال والشباب والأهلي في الدرجة الأولى ومن خلفهم يأتي الاتفاق، وصحيح أن الاتحاد فريق كبير لكنه نزف العديد من النقاط في الدور الأول وبسببها لفظ خارج مضمار المنافسة، وبنظري أن الهلال الأقرب بين جميع الفرق.
* اختلف الحديث حول المدرب الذي أحدث نقلة في الدوري السعودي، بنظرك من هو الأكثر تأثيرا تناسبا مع مدى التغيير الفني على مستوى فريقه؟
- هناك العديد من المدربين الناجحين الذين تحسنت فرقهم بفضل طريقتهم، ولكن إجابة على سؤالك أرى أن البلجيكي إيريك جيريتس، الذي تولى الشئون الفنية في الهلال قد أحدث نقلة نوعية على مستوى الانضباط، لأن الكرة السعودية تزخر باللاعبين المواهب الذين تقل الفائدة منهم لأنهم يسعون لإمتاع الجمهور دون التحقق من تقديم الفائدة للفريق، وهي الرغبة الخاطئة التي نجح جيريتس في تخليص لاعبيه من وطأتها، ليصبح فريقه الأفضل تقديما للمستوى مع الاحتفاظ بحق النتيجة الايجابية ، ويعتبر مدرب الفيصلي زالاتكو داليش من المدربين الجيدين في الدوري ، وكذلك عمار السويح مدرب الرائد كل مرة يحضر للدوري يحدث نقلة مع الفريق الذي يقوده .
* ماهو الفرق بين الدوري السعودي والدوري التونسي وأيهما أفضل ؟
- لكل كرة نهج مختلف فالكرة التونسية تعتمد على القوة البدنية والانضباط التكتيكي ، فيما تعتمد الكرة السعودية على النهج البرازيلي والمواهب الفردية ، أما الشق الثاني من السؤال يعتبر الدوري السعودي أفضل من جميع النواحي من ناحية الملاعب والإعلام السعودي القوي والمؤثر .
* ما رأيك في الهولندي ريكارد مدرب المنتخب السعودي ؟
- مدرب يملك سجلا تدريبيا كبيرا وأتوقع نجاحه في ظل الدعم الذي يلقاه من الاتحاد السعودي ، ولو أن لي وجهة نظر في المنتخبات العربية أتمنى أن يتولى قيادة دفة الفريق الأول مدرب وطني ويعطى الصلاحيات كاملة ولا تستعجل فيها على النتائج .
* كلمة تختم بها الحوار ؟
- استمتعت بالحوار ، شكرا لكم.
