الشيحي وحرب النخبة

الكاتب صالح الشيحي وصف الملتقى الثقافي الذي أقيم مؤخراً في فندق ماريوت بالرياض في الفترة من 1-4/2/2012م بمركز الملك فهد الثقافي وصفه بـ"الخزي والعار"، وكانت له رؤية خاصة ككاتب ومفكر، فقد رأى أن مشروع التنوير الذي يحمل لواءه بعض النخبة المثقفة في المملكة، تم اختزاله في المرأة وقضاياها المجتمعية، ولم يتناول الملتقى قضية التنوير بمعناها الشامل والكبير، فقد رأى أن التنوير قضية ثقافية في المقام الأول، لذا كان يجب أن تكون المناقشات شاملة وهادفة.


هذه نظرة حيادية كمتابعين للأحداث، وتلك النظرة هي الدافع والرسالة التي نتبناها كصحيفة إلكترونية لها مصداقيتها، وما آلمنا – حقيقة – أننا رأينا مبارزة كلامية كردود أفعال على تصريحات صالح الشيحي، وكان الأولى أن تكون المعركة معركة فكرية، يتناقش فيها الجميع، ويطرح كل فريق على طاولة البحث كل ما لديه من أفكار، ولكن مشكلتنا الكبيرة في العالم العربي نحاسب الكاتب وليس ما كتبه، أو ننقد المعتقِد (بكسر القاف) لا المعتقَد (بفتح القاف)، فيجب أن تشملنا لغة احترام الفكر مهما اختلفنا معه، ولكن ما حدث مع الشيحي كان غير ذلك، ففي الوقت الذي يعلن فيها الشيحي عن أدلته وبراهينه على صدق ما يقول، لم يجد من يجادله ويناقشه بنفس المنهج، فكانت ردود الأفعال عبر القنوات الفضائية وصفحات الصحف تحمل اتهامات من البعض، وسباب من البعض الآخر، متخلين عن أدب الحوار، وفن النقاش.


هل وصلنا إلى هذا المستوى؟ فإذا كان هذا حال الصفوة المثقفة فماذا سيكون الحال للمتابعين من البسطاء؟ هذا على المستوى الداخلي، وماذا سيكون الحال أمام وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية؟ فالمملكة ليست بمعزل عن العالم، ولها مكانتها وقدرها، وتحظى المناقشات الفكرية بمتابعة عالمية كبيرة، فهل يضع النخبة هذا الأمر أمام أعينهم؟ أم أنهم يسعون لانتصارات كلامية على الصعيد الداخلي في محاولة لدغدغة مشاعر البسطاء؟


إن حروب النخبة تطال الوسط الثقافي، وتقوّض اللُحمة المجتمعية، فهل ينتبه هؤلاء المزايدين؟


رغم أن صحيفة الخليج الإلكترونية صحيفية محايدة، إلا أنها ترى أن الشيحي بلغته الهادئة كان أكثر تأثيراً وعمقاً، فلم ينسق لمهاترات لفظية زادته زخماً عند متابعي المشهد الثقافي في المملكة..
إنها رؤية محادية كمراقبين للمشهد دون زيف، ودون ادعاء بطولة زائفة..



http://www.al-khaleeg.com/article-auid-73.html


محمد بن عبدالله الطيار
Jan 6, 2012