بسم الله , توكلت على الله
في احد المطاعم ,, كان هناك رجلان يتناولان وجبة الغداء ,, قدم المضيف الأطباق , سأله أحدهم : هل في طبقي ( كزبرة ) ؟ أجابه بـ : نعم ,, إستاء الرجل كونه نسي أن يذكرهم بعدم وضع الكزبرة مع الطبق , أكد المضيف بأن الكزبرة شيء أساسي ولا يمكن إستئصاله ولكن طلب منه أن يتذوق الطبق وإن لم يعجبه ,, سيعيده بدون دفع الحساب ,, تذوق الرجل الوجبة ,, وأعجب بها بالرغم من وجود الكزبرة ,, هكذا هي ( الأخطاء ) في العمل , لا يمكن إستئصالها منه , بل هي من تقّومه , وتطوره حتى وإن كانت ظاهراً تسيء له فمن لا يخطأ لا يعمل ,,
منذ تولي عبدالرحمن بن مساعد رئاسة نادي الهلال , ظهرت تهمة على السطح أصبحت ملازمة له , ومع الوقت تطورت لتكون ( جريمة عظمى ) , وهي ( المثالية ) . حتى الان لم أستطع أن أستوعب هل ( المثالية ) فعلاً جريمة ! أقدم عليها المدعو / شبيه الريح المتهم ( سابقاً ) , والمجرم ( حالياً ) ؟!
أعتقد بان هناك إختلاف ( كبير ) بين ( المثالية و الضعف ) ,, فالمثالي لا يرضى أن يكون ضعيفاً , ولكن الضعيف دوماً ما يبرر ضعفه بالمثالية وهو بعيد عنها بالطبع ,, ولكن ما يحصل من إتهامات تجاه الإدارة ,, حقيقة ,, تصب في جانب ( الضعف ) وليس ( المثالية ) ,, فهل السبب : لتلطيف حدة الطرح ؟
لنتفق ,, هل الإدارة ( مثالية ) أم ( ضعيفة ) ,, وبالطبع شتان بين هذه وتلك ,, هل الصمت عن ( الحقوق ) يدخل في جانب ( المثالية ) ؟ بالطبع لا ,, لذا ,, اعتقد أن تهمة ( المثالية ) لا تتطابق مع تفاصيل التهمة , إذن قولوا ( الإدارة ضعيفة ) ,, كون من المهم ان تحدد التهمة الصحيحة المتوافقة مع تفاصيل الإتهام ,,
تمر الأيام ,, حتى ظهرت قصص على السطح لا مصدر لها , مفادها بأن ( عبدالله بن مساعد و سامي الجابر ) هما من يتحكمان بنادي الهلال , و الرئيس وكما يقال ( لا يهش و لا ينش ) , وبنيت أراء على أساس هذه القصص , فـإن كان الأمر كذلك ,, فأنا أصرخ بشدة : إرحل يا شبيه الريح ,, انت لا تستحق البقاء ,,
ولن أطالب بإبعاد عبدالله بن مساعد ولا سامي , لإن : حتى وإن غادرا ,, سيأتي غيرهما من يتحكم بالنادي في ظل الضعف الذي تعاني منه الإدارة ,, إن كانا كذلك ,, لا أعتقد أن الامور تؤخذ بهذه الصورة ,, فالرئيس يبقى الرئيس ,, قد يكون سامي وعبدالله بن مساعد لهما حضور قوي , لكن الكلمة الأخيرة لدى شبيه الريح ,,
البعض ,, اساء لـ مفردة ( مثالية ) وجعل منها ( جريمة ) , والواقع يغالط هذا الرأي ,, فـ ( المثالية ) صفة حسنة , متى ما اتصفت بها الإدارة وكانت مستحقة لها ,, فهي إدارة رائعة , قوية , قدمت عمل جبار ,, وبرأيي أن الإدارة فعلاً مثالية مقارنة ببقية الأندية ,, ولكن مثاليتي تختلف عن ( المثالية التهمة ) ,,
جزأية يجب أن يعلمها الجميع ,, القرار البشري لا يمكن أن يكون صحيح 100٪ ,, وكما هو معمول به لدى العالم أجمع كل مسؤول له نسبة 20٪ على الاكثر من الخطأ ,, لذلك ,, من يريد الإنتقاد سيستطيع أن ينتقد كل القرارات البشرية على وجه الارض إذن الإنتقاد ليس كل شيء , لاتنسى الـ 80٪ النسبة العظمى ,,
قرأت ردود افعال كثيرة ,, تلصق تهمة الضعف في عبدالرحمن بن مساعد ,, وكأني شعرت بأنه شخص وكما يقال بالعامي ( ما أسرّحه مع الغنم ) ,, لا أستطيع أخفي مخالفتي الشديدة لهذا الطرح ,, فـ رجل إستطاع أن يحدث نقلة نوعية في النادي ,, لا يمكن أن يكون رجل ضعيف , هو مثالي ؟ أعتقد ذلك ,,
نقد العمل إجمالاُ : إنتقاد ( نصف موسم ) بـ إحتساب ( الإيجابيات ) و ( السلبيات ) جميعها وبحياد ,, وهنا نستطيع أن نحدد نسبة نجاح الإدارة ,, لا أن ( نقتنص ) الأخطاء فقط ,, فـ إحتساب ( الإيجابيات ) فقط ليس نقداُ وإنما ( تطبيل ) ,, وإحتساب ( السلبيات ) فقط ,, يصنف ( إستقصاد ) ,,
همسة
من الرائع , ان تنتقد العمل ( إجمالاً ) , ولا تتصيد ( الأخطاء )
أبـو راشـد
