أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
الاختلاط لغة: فساد العقل، يقال: اختلط فلان أي: فسد عقله.
اصطلاحًاهو: فساد العقل أو عدم انتظام الأقوال بسبب خرف، أو عمُى، أو احتراق كتب، أو غيرذلك؛ فللاختلاط أسباب كثيرة قد يكون بسبب كبر السن فيُصاب الراوي بالخرف، مثل ماوقع لعطاء بن السائب الثقفي الكوفي، وقد يكون بسبب احتراق الكتب مثل ما وقع لعبدالله بن لهيعة المصري، وقد يكون بسبب ذهاب البصر كعبد الرزاق بن همام الصنعاني.
ومنهم من اختلط بسبب توليه القضاء كحفص بن غياث النخعي، ومنهم من اختلطلعلة أصابته كسهيل بن أبي صالح، أصابته شجه في رأسه فاختلط، ومنهم من يختلط لفقدعزيز كولد ونحوه، كمحمد بن عبد القادر الحنبلي اختلط بسبب موت ابنه
حكم حديث المختلط
هو على مراتب ودرجات متفاوتة،
فمنهم من كان اختلاطه ضعيف،ومنهم من كان اختلاطه شديد؛
1. فأما من كان اختلاطه شديدًا فلا يُقبل من حديثه إلا مارواه عنه من سمع قبل الاختلاط؛ لأن سماع من سمع منه بعد الاختلاط يغلب عليه الوهموالخطأ.
2. وأما من سمع من المختلط قبل الاختلاط وبعده ولم يتميَّز حديثه فإنه يتوقَّففيه ويُسبر حديثه، فإن وافق الثقات قُبل، وإلا رُدَّ.
3. فأما من كان اختلاطه خفيفًافالتحقيق قبول روايته مطلقًا ما لم يتبيَّن خطؤه في حديث بعينه، وذلك بجمع الطرقوسبر الروايات، وهذه هي طريقة الشيخين في صحيحيهما.
4. وأما من اختلط فامتنع أو مُنعمن التحديث فمثل هذا يُقبل حديثه مطلقًا؛ لامتناعه من التحديث زمن اختلاطه، ومن هذاالصنف سعيد بن عبد العزيز التنوخي، قال أبو مسهر: كان سعيد بن عبد العزيز قد اختلطقبل موته، وكان يُعرض عليه قبل أن يموت وكان يقول: لا أجيزها.
ومنهم من حجبه أولاده عند اختلاطه ومنعوه من التحديث كجرير بن حازم،قال عبد الرحمن بن مهدي: جرير بن حازم اختلط، وكان له أولاد أصحاب حديث، فلماخَشُوا ذلك منه حجبوه؛ فلم يسمع منه أحدٌ في اختلاطه شيئًا.
