من أنا حتى أتمشكل مع سمو الوزير

من أنا حتى أتمشكل مع سمو الوزير

كتبه : محمد مطر
[email protected]


فأنا في الأخير مجرد معلم
استيقظ أول الكائنات الحيه بلا منازع
وأدحرج نفسي بسرعة الريح لإيصال فلذات كبدي لمدارسهم بعد أن أعطيهم مصروف ريالين ولو احتاجوا شئ ثاني يدبرون أعمارهم فراتبي منتقص منه ظلماً وعدواناً .
بعدها اتوجه لمدرستي لأبدأ يومي بالتوقيع على حبيبي ورفيق دربي دفتر التحضير لأتفوق على أكبر التجار بالتوقيع ولكن على بياض .
وأحرص كل الحرص على أن يكون توقيعي فوق خط الاستواء الاحمر ثم الزاماً علي أن أكون حاضراً للطابور العسكري الذي لايسمنني ولايغنيني من جوع .
بعد هذا الروتين الصباحي اذهب الى أحد المطابخ ليس للطبخ بل للشرح والنفخ
وأقابل 40 طالباً في مكان واحد وتحت سقف واحد فأنسى نفسي وصحتي وكرامتي وأبدأ في نشر رسالتي وآداء أمانتي ومهنتي
وفي حال احتج احد الطلاب او تعكر مزاجه او كان متعباً من سهر البارحه على البلايستيشن او التويتر فيتوجب علي وبدون أي مقاومه أو احتجاج أن اتوقف عن الشرح وأجند نفسي للبحث عن رضى هذا الطالب حتي لو وصل الحال
الى ( بليز وتكفا وطلبتك انتبه للدرس ياابني ) . وفيما لو استشاط غضباً وانقض علي مثل انقضاض الذيب على طريدته فوزارتي تشدد علي أن لا ارد عليه حتى لو اسقطني ارضاً لأنها باختصار تستطيع إبدالي بمعلم بل بضحيه جديده .

من أنا حتى اتمشكل مع سمو الوزير

فهو ليس بصاحب الايادي البيضاء فقط بل تعدى ذلك ليصبح صاحب الأقلام الملونه
وقاعدة الأصفار الشهيره ونظرية اشارات المرور العجيبة. فقد يكون حنينه لعمله العسكري السابق جعله يدمج التعليم بالعسكريه ويوهمنا بان قلمه الاخضر يعني أنه راضي عن المعلمين وحين يشهر قلمه الاحمر فيعني أن الصاعقة آتيه وهناك تعميم نووي سيقلع من وزارته إلي مدرستي لعدم رضا سموه عن المعلم خصوصاً وأن معاليه قد وصل قبل قليل من مهرجان الكشافه في اوروبا أو سباق الفروسية في جنيف .

من أنا حتى اتمشكل مع سمو الوزير

فهو ادرى بمصلحتي وحقوقي
إن أعادت وزارته حقوقي فجزاها الله خيراً وهذا الذي يجب أن يحصل ولكنه لم يحصل حتى الآن .
فأنا أيها المعلم يصرف راتبي ناقصاً 3 آلاف ريال وتطلب مني الوزاره أن احمد ربي وأنا ولله الحمد أحمد ربي ليل نهار بها أو بدونها
وإذا طالبت بحقوقي فأنا في نظرها ونظر المجتمع طماع وأولاً وأخيراً أنا مجرد معلم

من أنا حتى اتمشكل مع معالي الوزير

فهو لايريد أن يقر لي التأمين الطبي
لإحساسه القوي أنني أنا المعلم أؤدي رسالتي في أجمل وأنظف بيئه مدرسية
وأن مدرستي نظيفه فوق العاده خاليه من الأوبه المحجريه التي لا اسمعها الا مره واحده في السنه في تصريح وزير الصحه نهاية حج كل عام .
ولو أحضرت مختصين في البيئه والتلوث البيئي من كوكب زحل حتى اضمن الشفافيه وعدم مجاملة سموه فإنهم سيجدون أن المدرسه أكبر مصدر لإنتقال العدوى بحكم وجود أكثر من 400 نسمه في مكان واحد
إضافه ألى عدم توفر وسائل السلامه البيئيه في المدارس .
ومع هذا بقيت أنا المعلم بلا تأمين طبي لأن الوزارة تنظر إلي بأنني ( ضب ) لاتؤثر في خشتي أقسى الظروف

من أنا حتى أتمشكل مع سمو الوزير

فهو من يدير الكفه ويتحكم بزمام الأمور بمساعدة وزير الخدمه المدنيه ووزير المالية
وحتى يؤدي المعلم دوره الوطني والمهني على أكمل وجه فإنه يجب أن يجلد بنقص حقوقه وبكثرة التعاميم حتى يبقى مطيعاً مروضاً
بعكس لاعبي المتتخب الوطني
الذين تتغنى بهم الصحف والقنوات بأنهم سفراء الوطن وأنهم خير من يمثل الوطن وحين يخسر المنتخب أمام العالم أجمع فإنه يصرف لهم راتبهم بدون نقص ويصدر قرار فوري بإقالة المدرب .
وكأن رفعة وعلو الأمة والوطن لن تقوم إلا بلعب الكره .
وما أنا الا مجرد معلم

من أنا حتى أتمشكل مع سمو الوزير

فأنا السبب في تعب نفسية ابن التاجر الفلاني لأنني أردت تهذيب ابنه .
وأنا السبب في إحراج وزارته حين طالبت بحقوقي .
وأنا السبب في عدم احترام الطلاب لقواعد المرور .
وأنا السبب في ارهاق خزينة الدوله .
وأنا السبب في مشكلة ضعف السياحة الداخلية .
وأنا السبب في ازدهار ارباح البنوك .
وأنا السبب في تسويق أدوية القولون .
وأنا السبب في الحوادث المرورية .
وأنا السبب في زحام الصرافه البنكية .
وأنا السبب في المستوى الضعيف للطلاب.
وأنا السبب في ثقب طبقة الأوزون .
وأنا السبب في تحريض موظفي ا الوزارات الأخرى ليطالبوا بحقوقهم .
وأنا السبب في عدم نظافة الطلاب وحالتهم الصحية .
وأنا السبب في سيول جدة وبراعم الوطن .
وأنا السبب في إهانة المهنه التي أوديها .
وأنا السبب في تطاول الطلاب وعنتريتهم .

فأنا مجرد معلم جعلتني وزارتي بلا حول أو قوه .
فلا داعي لأن أجادل سمو الوزير فصحتي وكرامتي وقيمتي وحقوقي أصبحت في نظره = صفراً
والله المستعان