التربية فن و أساليب واعية!!

التربية فن و أساليب واعية!!

إن التربية موضوع أشغل الكثير من الآباء و المربين و ذوي الاختصاص , و كثر الحديث حولها , و تعددت الأساليب التربوية في هذه الحياة , و كثرت الآراء و المقالات في التربية مابين الهادف السديد , و الضار غير المفيد حتى نجم عنها اثار سيئة في المجتمع , و أصبحنا نرى اليوم صورا كثيرة , وأشكالا متباينة من الاضطراب النفسي و السلوكي و الاجتماعي سببها إهمال التربية أو القصور فيها , أو عدم الوعي بأساليب التربية السليمة مما كان لهذه التربية الآثار السلبية على سلوكيات الأبناء و حياتهم العلمية أو العملية فنجد الكثير منهم مترددين في اتخاذ القرارات في الأمور التي تواجههم في حياتهم, و عدم القدرة على الاعتماد على النفس في مواجهة مشاكل الحياة , و عدم الثقة بالنفس , مما ينتج عنه الانطواء , و عدم مشاركة الأسرة و المجتمع مشاركة إيجابية في الرأي أو غيره , و الابتعاد عن تحمل المسؤولية خوفا من النتائج الخاطئة في هذه الأمور , و خوفا من نظرة المجتمع إليه نظرة سلبية . فمن المسؤول عن هذه السلوكيات السلبية التي انتشرت بين شباب اليوم ؟! ومن السبب في انتشار الأمراض النفسية و التي نجم عنها الاضطرابات السلوكية كانحراف بعض الشباب إلى طرق مشبوهة أوقعتهم في سموم المخدرات , و غذت عقول البعض الأخر بالأفكار المنحرفة فكانوا وبالا على أنفسهم و الوطن ؟! أليس ذلك بسبب التربية و المربين الذين سلكوا طرقا, و اتخذوا أساليب غير واعية في التربية , !! لاسيما من قبل الوالدين اللذين فرطا تفريطا بطرق التربية السليمة , وانتهجا أسلوب الحزم والشدة , أو أسلوب اللين والتساهل , فالابن إذا كان يتلقى الأوامر من والديه بالردع و الزجر بعيدا عن التودد و التلطف , أو بأسلوب يحمل أحيانا معاني التهكم والسخرية , أو كان هذا الابن يعيش بين والديه حياة منعمة قد ذللت أمامه العقبات , ونفذت له المطالب والرغبات , و ترك له الحبل على الغارب حتى أعطته الثقة الزائدة بنفسه , حتى أصبح لا يعرف من أمر هذه الحياة إلا القليل , فكيف يسير هؤلاء الأبناء , ويخططون لمستقبلهم العلمي أو العملي , فيخدمون أنفسهم و الوطن ؟! ولماذا يلام هؤلاء على تعثرهم في الحياة ؟! و ظهور بعض السلوكيات الخاطئة والسبب في ذلك قصور في التربية إما شدة أو إفراطا , وإن خير الأمور الوسط في التربية أو غيرها في مجالات هذه الحياة الواسعة, وينبغي على الآباء والأمهات أن يسلكوا مسالك التربية السليمة مع أبنائهم صغارا التي تسير على مبادئ الدين القويم حتى يكسبوا أبناءهم , و يطمئنوا على سلوكياتهم صفارا , فيرتاحوا كبارا , وينشأ أبناء أقوياء في شخصياتهم , ولديهم الثقة القوية بأنفسهم , والقدرة على مواجهة مشاكل هذه الحياة , ويكونون أجيالا صالحة تخدم الدين والوطن, و يفتخر بهم الآباء في هذه الحياة . .
عبد العزيز السـلامة / أوثال