حط الطيب وهات القهوة ياولد !!
.
.
.
يحكى أن جماعةً من العرب البسطاء شدوا رحالهم إلى أحد الملوك لأمرٍ ينشدونه .
فاستقبلهم الملك بالحفاوة والترحاب ، وأضافهم مجلسه العامر ، كلٌ بحسب مكانته
وسّنه ، فكبيرهم أقربهم منه وصغيرهم أبعدهم عنه .
أمر الخدم بواجب الضيافة ، فجيء بـ " دلال القهوة " ودارت الفناجيل على ضيوف
الملك ، وفاح عبق الهيل والزعفران ، واختلطت رائحته بصوت الملك مرحباً ومحتفياً
بضيوفه ، في صورة عربية أصيلة ونبيلة .
جاء الخدم بعدها بالشاي ، المشروب الفاخر والغريب على الكثيرين من أهل ذاك
الزمان ، ليسكبوه في أقداح رشيقة مزخرفة ومذهّبة ، وزعوها على ضيوف الملك ، راسمين
بذلك علامات التعجب والحرج على وجوههم ، فهم لايعلمون لأي غرض يستخدم هذا السائل ؟!
تصرفوا كما أملت عليهم أدبياتهم ، وراحوا يرقبون ردة الفعل من أكبرهم قدراً وسناً ،
فهم في طوع أمره نصاً وفعلاً وتقريراً . إلاّ أن كبيرهم لم يكن بأحسن حال منهم ، فهو يجهل
هذا السائل كجهلهم ، لكن وجب عليه التصرف منعاً لإحراج قومه . فما كان منه إلأّ أن أمسك
بطرف غترته وغمسها في الشاي ومسح بها وجهه وهو يقول :
طيب الله فالك ياطويل العمر !
ليصيح بعدها الملك على خدمه قائلاً :
حط الطيب وهات القهوة ياولد !
*****
تخيلوا معي في القصة أعلاه ، لو أن أحداً من الخدم رد على الملك قائلاً :
" ياطويل العمر ترى هذا شاهي ماهوب طيب "
ذلك هو الغباء !
*****
أو تخيلوا معي لو أن أحد الخدم راح ينشر في كل مكان أن الملك لايفرق بين الشاي والطيب !
ذلك هو التذاكي !
*****
البعض القليل من جمهور الهلال للأسف يجمع الأدلة القولية والفعلية ضد إدارة الهلال أو أحد
منسوبيها ليقنع محاوريه بصحة رأي معين يتبناه ، وهو في الكثير من الحالات يدلل على
غبائه . هذا على أحسن الأحوال ، بإفتراض أنه يبحث عن مصلحة الهلال ، بينما هناك بعض
العينات المندسّة أوالمرتزقة الذين يهمهم فقط سقوط الهلال أو ملئ جيوبهم أو تحقيق مصالحهم
الذاتية ، و اولئك هم المتذاكين !
على سبيل المثال :
بعد تسرب الأخبار حول رحيل جريتس عن الهلال إلى الجامعة المغربية ، اضطرت الإدارة الهلالية
لنفي تلك الأخبار رغم علمها برحيل جريتس منذ توقيعه مع الجامعة المغربية سراً ، وذلك
لهدف واضح وهو إبعاد هذه الفكرة عن أذهان اللاعبين ، لأنها قد تخلق لهم نوعاً من العذر المسبق
في حال إخفاقهم .
البعض من " الأغبياء أو المتذاكين " راح يستغل هذا التناقض " السطحي " ليثبت صحة رأي معين
يتبناه مثل كذب الإدارة على الجمهور أو إثبات صحة مصادره الإخبارية التي قاتل من أجلها ، وروج
لهذه الحيلة في المنتديات والأوساط الهلالية للأسف ، بهدف خبيث أو غباء مفرط .
*****
وعلى ذات السياق ، مايدور حالياً في الوسط الهلالي حول رحيل دول وإيمانا ، والنفي المتكرر للإدارة
عن صحة هذا التوجه ، ومايقابله من تأكيدات لمصادر إخبارية إما لهدف الحصول على السبق
الصحفي أو لتصفية حسابات شخصية مع بعض أعضاء مجلس الإدارة الهلالية .
أنا كمحب هلالي لا أجزم ببقاء دول وإيمانا أو رحيلهما ، لكني حريص جداً على الركوب في ذات
المركب الذي تقوده الإدارة الهلالية ، لأني أثق تماماً بمدى إخلاص الإدارة للهلال وحرصها
على مستقبل أفضل للكيان ، فالحقيقة أني لن أكون أحرص على الكيان من رجل يبرهن عن
حبه للهلال بدفع الملايين باليورو لخزينة النادي مثل عبدالرحمن بن مساعد أو حسن الناقور
أو غيرهما من أعضاء الإدارة الذين يعملون ليل نهار وبعضهم بدون مقابل ثابت .
*****
قبل بداية الموسم ، وفي أثناء المفاوضات الهلالية لإيمانا خرج سامي الجابر على العربية ليقول
أن الهلال ليس بحاجة إيمانا ، وأن ويلي يؤدي مستويات كبيرة مع الهلال ويصعب التفريط بلاعب مثله !
مثل هذا التصريح إستخدمه " المتذاكين " ليبرهنوا على أن سامي لايرغب بإيمانا ، وأنه يحاول
إيجاد العراقيل للاعب مع الفريق ، وذلك ظهر بعد قصة مشكلة إيمانا وسامي في غرفة
الملابس لمباراة الشباب .
هؤلاء المتذاكين يشبهون تماماَ الخادم الأحمق في القصة السابقة !
المفاوضات الهلالية مع إيمانا شهدت شداً وجذباً قويين من طرف المفاوض الهلالي من جهة
وريال بيتس من جهة أخرى ، ومثل هذا التصريح يساهم في تقوية موقف المفاوض الهلالي
من اللاعب خصوصاً إذا ماصاحبه تقيداً واضحاً من الجماهير بتوجهات الإدارة ، والكف عن
المطالبة بجلب إيمانا بأي طريقة .
كما أن مثل هذا التصريح لو صاحبه تأييداً من الجماهير الهلالية لساهم بشكل قوي في الإستفادة
من بيع ويلهامسون بقيمة أعلى .
إن من غير المنطقي أن تظهر الإدارة الهلالية لتوضح للجماهير الأهداف الحقيقية لتصريحاتها
السابقة ، ومن باب أولى فإنه من غير المنطقي أن تصرح الإدارة الهلالية برغباتها على
الملئ ، كون ذلك سيعطل الكثير من المصالح الهلالية إضافةً إلى أنه سيكلف الهلال الكثير من
الخسائر المادية والمعنوية .
والحل الصحيح بوجهة نظري هو تماشي الجماهير الهلالية مع تصريحات الإدارة وتوجهاتها ، وذلك
لا يعني بأي حال تحويل المشجع الهلالي إلى إمّعة ، بل يعني " على أسوء إحتمال " إبعاد المشجع
الهلالي عن الوقوع في منزلق الغباء والتذاكي !
وبحكم قربي من الكثير من الهلاليين سواء في المنتديات أو في الحياة العامة فإني أدرك تماماً أن
أغلب الجماهير الهلالية " وبدون مجاملة " هم من الأذكياء الذين يفهمون توجهات الإدارة
ومقاصدها الحقيقية من وراء بعض التصريحات والأفعال الإدارية .
ليسَ الغَبّيُ بِسيدٍ في قومِهِ **** لكن سَيّدَ قَومِهِ المُتغَابِي
.
.
.
.
.
.
.
.
كتبه لشبكة الزعيم الموقع الرسمي لنادي الهلال
أخوكم / أبو سواج
كونوا بخير ،،
.Twitter
.
.
.
.
.
