طفولتي في الأمم المتحدة ..!!
[align=center][glint]*1*[/glint][/align]
هذا الموضوع اسقاااااط من الواقع
عندما توجهه بي ابي الى المدرسه كان اول اختبار لقبولي ان اُمسك اذني اليسرى بيدي اليمنى كانت حركه بهلوانيه وانا اطبقها والشراسه تتطاير من عيني وانا ارى المدير وبعض الأساتذه وهم ينتظرون مني هذا الانجاز .. والدي كان يعرف انني لا امت لبراءه الأطفال بصله ويمكنني ان افعلها وافعل ابوها.. يوم بحلقت بعيوني الصغيره اللتي لا تختلف عن عيون جويل بحلق ..!! سوى بالشر اللذي يتطاير من الحدقه ويكاد ان يقذف بالبؤبؤ ..!! نحو كل شيء هادي وساكن وكان اكثر مايثيرني الألوان الهاديه اللتي تغلي كاالشاي والقهوه و(( البترول ))..!! كنت لا احب هذه الألوان ولكني اتعاطاها اكراماً ..!! للأصاله حتى اثبت مدى حبي وأنتمائي لعالم الكبار..!!
ودخلت المدرسه وبداءت الدراسه .. لقد وجدت صفوة القوم من اطفال الحارة متناثرين على الكراسي الخشبيه وكان هناك ولد غريب لم نعرفه
يومها قررت ان اؤدب هذا الطفل ( بشسع نعل كليب )..!!
كنت مهاب السطوة وصاحب الحضوة بين اقراني ولكن هذا الطفل يجب ان يعرفني ويجب ان يتعرف علي ولو( بكف حلاقه) ..!!
وتم التعارف دون ان اعير قوانين المدرسه ايه اهتمام ..لقد تذكرت منظر اختبار قبولي والنظريه الأولى اللتي تعلمتها(( نظريه طول الذراع)) وهي أول نظرية اضعها وقبل ان اتعلم حرفاً واحداً : (أنه لا يمكن لمن يريد إمساك إذنه اليمنى أن يمدّ يده من خلف رأسه للوصول إليها ، فأقصر الطرق هو الخط المستقيم .) لذا قررت ان اطبق هذه النظريه على خشم عبدالرزاق (المدور ) ..!! وهذا كان تجاوز مني ، بسبب حساسيه الموقف واوضاع المنطقة..!!
سحبته من انفه(( بشكل محكم وضيقت الخناق والحصار على انفاسه )) و بعد ان اخذت عدد من الغنائم من شنطته المدرسيه من اقلام رصاص وغيرها .. عرضت هذا المشهد امام السبورة على مراء ومسمع ، وطبقت نظريتي الثانية (( الأعلام استخدام واستعباد لسلطة النظام)) يومها لم يخف مني عبدالرزاق فقط بل حتى صفوة القوم من الأطفال دب فيهم الرعب... بعد ان شاهدوا حركه جديده..!! وسلاح جديد على مسرح الأحداث يتم تطبيقه امامهم فعلياً وعملياً ..!!
يومها فر عبدالرزاق من المدرسه ، اثناء الفسحه الأولى وعادت به امه قبل نهاية الحصه الأخيره، والرعب والمطر الأسود يملاء عينيه ( المدوره )..!!
بعدها اصبح عبدالرزاق تحت حمياتي بعد ان عرفت انه طفل يتيم الأب..!!
وكان ابناء عمومتي الكبار يمدوني بقوه الوجاهه اللتي تجعلني آخذ الفصول المدرسيه بالطول والعرض دون رادع من الطلاب فقط كنت اخشى المدرسين وبالذات مدرسين الدين ..!!
وكان عبدالرزاق يحضى بهيبة الحمايه المتشعبه ..وقررت منحه صفة حليف استراتيجي غير مشارك ..!!
لأن صفاته الجسمانيه لا تساعده على العراك ولا حتى الفرار السريع بحكم شكله ( الأصطواني )..!!
وفي السنه الثانيه اتى طالب شكله مختلف وكان مثار الحديث في المدرسه..يدرس في الصف ( الخامس ) عرفنا انه ممن يحملون بطاقه نازحين.. كان طويل وبشرته حمراء اللون وكان اكبر واطول طالب في المدرسه .. ..!! .. وكان هذا مثار قلق ابناء (( العمومه ))، وكان يجب اخضاع هذا الطالب لسطوة حتى لا تنكسر شوكة سطوتنا .. وتم اختياري لمهمه التحرش به ( بدنياً )..!!
وبعدها ينظر القوم ماهم فاعلين من امر ..!!
وفي اثناء ( الفسح )((جمع تفاسيح ))..!! .. تحرشت به بعده طرق لم يعيرها ادنى اهتمام .. بعدها لجاءت الى خطه سحب غترته ..وسحبتها وثارت ثائرته .. بعدها طبقت جميع مهارات النحشه ..النحشه..!!والمراوغه..
حتى اتى المدد..!! وتم الصدام الكلامي بينه وبين ابن عمي الكبير قائلاً له :(( عيب عليك وش طولك وتركض ورى (( وغد )) )..!!
وانتهى النقاش بتلقين هذا الطالب حصه ثامنه..!! بعد نهايه المدرسه
وكانت الحصه الثامنه ( الهده ) لا تمت لأسمها بأي شي فهي حصه ليست لتهديئه الأمور بل لأثارتها بعيداً عن الأدارة والمدرسين..!!
وفي الحصه الثامنه (( الهده ))تم سدح هذا الطالب على رمضاء الظهيره وتم التعامل معه بطريقه لا تمت لدبلوماسيه بشيء و(( انت تفهم )) حتى فهم الدرس ..!!
يومها حفظ هذا الطالب الدرس جيداً واصبح حارس مرمى في فريقنا ..!! بل انه اصبح المتعهد الرسمي بصيانه العوارض وتركيب الشباك في الملعب .. كبرنا وكبرت السياسه .. عقلنا وتعلمنا الركاده والهدوء وتركنا العراك والطيش ولكن الكبار الكبار الكبار مازالوا يطبقون سياستنا ونحن اطفال ..!!
لفته انسانيه:-
هذه القصه مازال يطبقونها ((الكبار)) على (( الصغار )) .. في مدرسه الأمم المتحده ..!!
بقلم // خالدين
