كثيرة هي المشاعر التي تختلج النفوس وتتملك الألباب والقلوب ، وأكثر هي المواقف والذكريات
التي لها زفرات خاصة عند تذكرها واسترجاع شريطها الذهبي بسلك الحريروأيضا شخصيات هذه المواقف والذكريات كثر قد لايستطيع المخزون الذهني في إعادتها لسبب وآخر ولكن هناك ذكريات وهناك أشخاص مهما تعاقبت السنين والأيام ومهما مر عليهامن عوامل التعرية العمرية والإجتماعية والجغرافية لايستطيع أيا كان أن يمحيها من ذاكرةالزمن وخاصة إن كان محبة لحبيبها وعشيقا لعشيقته بينهم الوفاء مرسولا وحبل الود ممدودا والظنا والهيام والتيم ذبذبات إلى غير وجهه لا تدري إن كان في الجنوب أم مازال في الشمال أوزفه الموج شرقا كان أم غربا قرأت قصيدة جميلة تحكي مرارة الفراق كتبها شاعرها بنبض قلبه ، وحرقة فؤاده كتبها بهول الصدمة والمفاجأة والصمت المحدق الذي تملكه عند التلاقي بعد انقطاع اللقاء وفرقة السنين يقول في استهلالها
شفتها يا سعود صدفه بعد ما غابت سنين * عند قسم المختبـر وسط مشفى الجامعـه
جيتها ثم قلت ممكن في سؤالي تسمحين * ناظـرت فينـي بدهشه نظره متواضعـه
دائما للإنسان صديقا وفيا يكون له نصيب الأسد من بث الشكوى والهموم وما يظهره الزمن من الحلو والمر يجد فيه التعاطف ووحدة المشاعر وصدقها وشاعرنا أسند قصيدته لصديقه سعود لعله يواسيه فيما أهمه وأغمه ولاع خاطره وفؤاده فقد راى ذات يوم بعد انقطاع طويل فتاة أحلامه التي طالما حلم بها أن تكون أما لأبنائه وأنيسة له تسير صدفة عن ألف ميعاد كما يقال في مكان عام عرفها شكلا ومشيا كيف لا والتواصل البريء كان حاضرا فترة من الزمن الإرتباك كان سيد الموقف وبعثرت الأفكار والكلمات كانت هي المسيطرة وبعد أن استجمع قواه ذهب إليها وبادرها بسؤال عفوي بأدب جم وسلهمت له بنظرة المستغربه بتواضع يترك سؤالا وآخر ولكنها ردت قبل سماع سؤاله
قالت انته تـحسبني من بنات صايعين * تـحسبني في زماني عن طريقي ضايعـه
قلت انا ماراح اطـول كلبوها كلمتين * وابعـدت عني شويه ثم جتنـي راجعـه
رمزا لعفتها ومبادئها السامية وأنها ليست ممن يغرهن الثناء وينجرفن خلف الذئاب البشرية ذوي الكلام المعسول والفعل المذموم والذي يتسابقون على كسر الزجاجة وهيهات أن تجمع بعثرتها
فتوسل إليها متذكرا بين شغاف القلب لقاءاتهم وبث أحلامهم سريعا وبعد أن أرادت تكمل بعدهاالسابق إلى بعد آخر مرير عادت حتى لايكون في نفسها شيء من حتى وحب الإستطلاع كان سيدها في هذه اللحظة فأذنت له بالسؤال لما رأت فيه من شهامة الرجال والأدب الجم والخوف عليها من كلام فلان وفلان وعين الرقيب بعين السخط ولكن كان هناك وقفة منها واستفسار محير لماذا أنا والمكان فيه الكثير من الرائحات الغاديات يسلبن ذا اللب حتى لاحراك له مائلات غانجات فاتنات
قالت اسال واضح انك من رجال طيبين * بس هرجك يالسنـافي كان وشهو دافعـه
قلت انا حبيت وحده يـوم كنا صغيرين * ومن ثمان سنيـن راحت للمواصل قاطعـه
فقضى برده على حيرتها مخبرا إياها أنه منذ ثمان سنين ونيف من الزمن أضناه الهوى وتيمه العشق بحب فتاة سلبت اللب والقلب صغارا كنا في ذلك الوقت ولكن حدث ما يحدث بين العاشقين من انقطاع اللقاء وبعد الشقة والمسافة والرحيل الذي حل بواحد منا ليس للمحبوب وجهه أتوجه باحثا عنه فلم أجد مايؤنسني سوى تذكر البسمات والقسمات وكيف كنا وكيف هي الآن سعيدة أم حزينه جميلة هي أم مسح الزمن الجمال والبهاء رقيقة ناعمه أم صنوف الزمن ذهبت بالنسيم العليل محبة للورود من النرجس والياسمين والتي مازلت زارعا لها مرويها بدموع الحنين أم راح الحب مع من أحبت
وذهب يقول شاعرنا
طابعا اسمه بقلبي فيه (سين) وفيه (عين) * وفيه (الف) وفيه (دال) وسط قلبي طابعه
قاطعتنـي بقولها سبحـان رب العالمين * كـررتـها مـره .. ومرتين .. ورابعه
مثبتا حبه وعدم نسيانه لتلك الفتاة بأنه قد طبع بماء الذهب حروف اسمها في سويداء القلب وقد انهمرت حروف اسمها من لسان العاشق غير عابها بالمكان ولكن لابد أن يكمل المسيرة عندما أعطي الفرصة مرويها بعطش السنين ولوعة الحرمان انبهرت بما سمعت هل هذا إنس أم جان فشعرت بما تملكها وذكرت رب العالمين أمل المنقطعين وسبحته بعدد ذكره الشاعر ولا أجزم أنه يعرف العدد فالموقف لايسمح مندهشا مما سمعه من تسبيح وحشرجة وأنين على استحياءورجفة غير معهودة سائلا إياها
قلت وشفيك وشبـلاك يابنيه ترجفين * ليش عينك يابنيـه من كلامـي دامعـه
قالت الموقف وقلبـي والمحبـه والحنين * كيف اشوفك بعد ماكنـت عنك قانعه
مجيبة له أن الموقف كبير وغريب وأن القلب مازال متوقفا عن نبض المشاعر مكتفيا بالآهات والزفرات على سنين غدت وكذلك الحنين الذي تغلف بالحزن والقناعة بعدم الرؤية من جديد فسبحان الله على من ( يظنان كل الظن أن لا تلاقيا
غير مصدقة ... أنت من كنت لي ، وأنا من كنت لك ، أنت من وضعت كل حرف لك
على خريطة عمري هضابها وسهولها برها وبحرها آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآه ه ه ه ه
قطع شاعرنا مشاعرها بهل مازلت على العهد وافية أما ماذا حل بك بعد مسيرة الراحلة وتركها الدمن والأطلال والديار وانقطاع التواصل والإتصال بقوله العذب
قلت انا بسألك ان كانك انتـي تذكرين * عن مواثيـق ثـمنها من حياتـي دافعـه
مذكرا إياها ببقائه عل العهد حتى بمرور الزمن صامدا ذومراس على من أرادها حليلة له وكانت الصدمه والقنبلة التي لم يتوقع أن تكون شظاياه بهذا الحجم فقد نثرت بل مزقته إربا إربا حيث قالت وليتها أطعمته المر والعلقم ولم تقل وتخبره بالفاجعه
قالت ظروف الزمان ماتطيـع العاشقين * بيعونـي غصب حبك لو هو ماني بايعـه
انا في دنياي حالي كنهـا حال السجين * حتـى لو فكـوا سراحه فيه شي ٍ مانعـه
زوجوني غصب واحد وحرموني حاجتين * السعاده فـي زمانـي والحياه الرائعـه
والحين انا ام لثلاثه ريـم وياسمين *والولد اسمه على اسمك والمشاعـر جايعـه
فقد زوجت قصرا وباعوني جسدا بلا روح ، امرأة وليست أنثى ، تريد مواساته
مذكرة إياه أن الزمن لايطيع أحدا ولايقف عند سعادة أو حزن ، لايعبه بمصير
العاشقين وماذا يكون حالهم بعد الفراق .
تصف حالها بعده أنها في سجن بلا سجان أوغضبان توشحت الحرمان وتزينت بالحزن والكتمان لاتريد أن يسمع حنينها وأنينها أحدا من جلاديها الذين لم يرحموا توسلاتها ودموعها التي سكبت على مدامعها مودعة إياه بقولها أنها أم لثلاثة أطفال لم أنسى أن أطلق على مولودي اسم من لا ينسيني الدهر صورته ومشاعره وأحلامي وأحلامه وأنه في يوم من الأيام كان سيكون هو والده ولكن حكم القدر وبه مؤمنين بخيره وشره ...
همسة ///
اليوم جسمي بالجنوب ونبض قلبي بالشمال
ليلي طويل الله يعين الجفن بالليل الطويل
ياجرح قلب اللي عشيره بالعرب صعب المنال
لا صار قلبه من جميع البيض مايرضى بديل
