نظرية العقل . نظرية افلاطون في العقل . نظرية العقل . افلاطون
نظرية العقل هى إحدى النظريات الفلسفية التي بدأت مع افلاطون وارسطو بل وجد لها جذور فى الفكر الاهوتى الديني ثم ثم أخذت اتجاها جديدا على يد بيركلى الذى نسف العالم المادي واعتبر أن ما يحدث فى الكون هو مجرد أفكار فى عقل الله ثم تطورت النظرية على يد هكسلى احد تلاميذ داروين أما فى مجال علم النفس الحديث يعتبر فرويد أول من تحدث عن نظرية العقل
وفرويد لم ينكر ، بأي حال من الأحوال، أن العقل كعقل هو عبارة عن وظيفة دماغية ويرى أيضا أن كل منا يملك عقلا خاصا به، لسنا واعين به، ولا يمكن التحكم به، كما لا يمكن الدخول إليه إلا عن طريق التحليل النفسي
ورغم أن نظرية فرويد في العقل اللاواعي لا يمكن البرهنة عليها تجريبيا ، الا انها قبلت بشكل واسع ، وأثرت بشكل كبير على الفهم الشعبي الرائج للعقل
ومنذ كتب دكتور ليوكانر مقاله الشهير عن التوحد ، ومن ثم انتقل الباحثين والدارسين في علم النفس الى محاولة تقديم تفسيرات مختلفة بهدف محاولة تفسير أسباب التوحد والأساس البيولوجي والعصبي للأعراض المصاحبة له
وكانت نظرية العقل إحدى أهم النظريات التى حاولت أن تقدم لنا تفسيرا للتوحد.
ومن أهم الباحثين فى مجال التوحد والمنتمين الى مدرسة العقل هو سيمون بارون كوهين العالم الشهير وصاحب نظرية تأخر العقل لدى التوحديين ، وهى ببساطة تعتمد على فكرة بسيطة وهى أن كل السلوكيات الصادرة منا تعتمد على القدرة على فهم ما يجرى فى عقول الآخرين من خلال تعاملنا معهم ، حيث أن هذه القدرة ضرورية للإنسان ، فهى التي تمكنه من التواصل مع الآخرين والتفاعل الإجتماعى ,
وبمعنى اخرهي القدرة على استنتاج وتقدير الحالات العقلية الموجودة لدى الاخرين مثل الاعتقادات، والرغبات، والنوايا والانفعالات
فعندما أقوم بضرب احد الأشخاص فانا افترض انه من الممكن أن يقوم بالرد على هذ السلوك فأقوم بمحاولة للتصدي للسلوك الصادر عن هذا الفرد ومن هنا هذا السلوك هو نتاج لتخمين عقلى للسلوك الذي من الممكن أن يصدر عن الفرد الأخر وهذا بالضبط ما تريد أن تقوله نظرية العقل من أن معظم سلوكنا الصادر هو نتاج لتخمينات عقلية أو عاطفية عن ما يرغب الاخرين في فعله وهنا تفترض نظرية العقل أن فئة التوحد تواجهها صعوبات في المقدرة على هذا الاستنتاج.اى أن أطفال التوحد يجدون صعوبة في تصور أو تخيل الإحساس والشعور لدى الآخرين أو ما قد يدور بذهن الآخرين من تفكير وهذا بدوره يقود إلى ضعف مهارات التقمص العاطفي وصعوبة التكهن بما قد يفعله الآخرون
بل أن نظرية العقل تذهب الى أكثر من ذلك وهو الأطفال التوحديين يعتقدون بأنك تعرف تماماً ما يعرفونه هم ويفكرون فيه وبالتالي يفترضون انك مادمت تعرف إحساسهم وما يدور في عقولهم فلماذا لا تكون ردود أفعالك متوافقة مع ما يعتقدون به في عقولهم وما يشعرون به من أحاسيس ومشاعر وبالتالي هم ينفعلون بشدة عندما يريدون الحصول على شى هم يعرفونه ويفترضون داخل عقولهم انك تعرفه وانك لابد ان تقوم بتحقيق ما يفكرون فيه بالرغم انك لا تعرف فيما يفكرون فيه وماذا يريدون
هذا هو ملخص النظرية الأساسية لكوهين والافتراضات التى قامت عليها
ولقد استمر كوهين في تطوير نظريته لفترة طويلة ومن خلال هذا التطوير يقدم لنا كوهين تبريرا لأسباب الزيادة في أعداد الأطفال المصابين بالتوحد بأن ذلك يرجع الى زيادة متطرفة فى السمات الذكورية للعقل البشرى . ولذلك وضع البروفيسور سيمون بارون كوهن نظريته عن عقل الأنثى العاطفي وعقل الذكر التنظيمي وهى النظرية التى تفترض أن الإناث يميلون بدرجة كبيرة الى العاطفة وبالتالي هو يرى أن
الإناث أكثر قدرة من الذكور على فهم عقول الآخرين ونواياهم والتواصل معهم ، بينما ينصب اهتمام العقل الذكورى على التنظيم الكلى والتخطيط للأمور الكبرى وبالتالي ضآلة قدرته على العواطف مع ما يدور فى عقل الآخرين. ومن هنا يصاب الذكور بالتوحد بالربعة أضعاف إصابة الذكور به وفى النهاية هل تعتقد بالفعل داخل عقلك مع ما يعتقد به كوهين داخل عقله ؟.
