- 
	
	
	
		أصحاب الغار والصخرة 
		أصحاب الغار والصخرة
 http://www.al-wed.com/pic-vb/819.gif
 
 
 أصحاب  الغار   والصخرة  :
 
 عن ابن عمر قال : سمعت رسول  الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( انطلق ثلاثة  نفر ممن كان قبلكم ، حتى  آواهم المبيت إلى غار ، فدخلوه ، فانحدرت صخرة من  الجبل ، فسدت عليهم  الغار  ، فقالوا : إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن  تدعوا الله تعالى بصالح أعمالكم)
 قال رجل منهم : اللهم كان لي  أبوان شيخان كبيران ، وكنت لا أغبق (أقدم)  قبلهما أهلاً ولا مالاً ، فنأى  بي طلب الشجر يوماً (أبعدت) فلم أرح عليهما  (فلم يرجع) حتى ناما ، فحلبت  لهما غبوقهما (حصتهما) فوجدتهما نائمين ،  فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق  قبلهما أهلاً أو مالاً ، فلبثت – والقدح في يدي –  أنتظر استيقاظهما حتى  برق الفجر ، والصبية يتضاغون عند قدمي (يصيحون)  فاستيقظا فشربا غبوقهما  (شرب اللبن) .
 (اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة) .
 فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منها)
 وقال الآخر : اللهم إنه كانت لي  إبنة عم كانت أحب الناس الىّ ، فأردتها على  نفسها ، فامتنعت مني ، حتى  ألمت بها سنة من السنين (أصابها جوع) فجاءتني ،  فأعطيتها عشرين ومائة  دينار على أن تخل بيني وبين نفسها ، ففعلت ، حتى إذا  قدرت عليها ، قالت :  اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه ، لا تقربني إلا  بنكاح شرعي) فتحرجت من  الوقوع عليها ، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إليّ  وتركب الذهب الذي أعطيتها  .
 (اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه) .
 فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها .
 وقال الثالث : اللهم استأجرت  أجراء ، وأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي  له وذهب ، فثمرت (كثرت)  أجره حتى كثرت منه الأموال ، فجاءني بعد حين ،  فقال : يا عبدالله أد الىّ  أجري ، فقلت : كل ما ترى من أجرك ، من الإبل  والبقر والغنم والرقيق ، فقال  : يا عبدالله لا تستهزئ بي ، فقلت ، إني لا  أستهزئ بك ، فأخذه كله  فاستاقه فلم يترك منه شيئاً .
 (اللهم عن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه ) .
 فانفرجت الصخرة ، فخرجوا يمشون .
 
 
 من فوائد القصة :قال الله تعالى  : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا  اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا  إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي  سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ  تُفْلِحُونَ) ، قال قتادة : تقربوا اليه بطاعته ،  والعمل بما يرضيه .
 1- الأعمال الصالحة وقت الرخاء  يستفيد منها الإنسان وقت الشدة ، قال رسول  الله صلى الله عليه وسلم ( أحفظ  الله يحفظك ، أحفظ الله تجده تجاهك ، تعرف  إلى الله في الرخاء ، يعرفك في  الشدة) .
 2- يجب على المسلم أن يلجأ إلى  الله وحده دائماً بالدعاء وخاصة حين نزول  الشدائد ، ومن الشرك الأكبر دعاء  الأموات الغائبين ، قال الله تعالى :  (وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا  لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن  فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ  الظَّالِمِينَ) - الظالمين : المشركين .
 3- مشروعية التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة ، وهي نافعة ومفيدة ، ولا سيما عند الشدة ، وعدم مشروعية التوسل بالذوات والجاه .
 4- حب الله مقدم على حب ما تهوى النفوس من الشهوات .
 5- من ترك الزنى والفجور خوفاً من المولى نجاه الله من البلوى .
 6- من حفظ حقوق العمال حفظه الله وقت الشدة ، ونجاه من المحنة .
 7- الدعاء إلى الله مع التوسل بالعمل الصالح يفتت الصخور .
 8- بر الوالدين وإكرامهما على الزوجة والأولاد .
 9- حق الأجير يحفظ له ، ولا يجوز تأخيره ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه) .
 10- استحباب تنمية مال الأجير الذي ترك حقه ، وهو عمل جليل ، وهو من حق الأجير .
 11- شرع من قبلنا هو شرع لنا  إذا أخبر به الله تعالى أو رسوله صلى الله  عليه وسلم على طريق المدح ، ولم  يثبت نسخه ، وهذه القصة قصها علينا رسول  الله صلى الله عليه وسلم في مدح  هؤلاء النفر الثلاثة لنقتدي بهم في عملهم .
 12- طلب الإخلاص في العمل حيث قال كل واحد ( اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه) .
 13- إثبات الوجه لله سبحانه من غير تشبيه ، قال الله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)