فلاشات ...... من ليلتىْ !!!
[align=center]LOSS OF ORIENTATION OF TIME AND PLACE [/align]
[align=center](1)
جسدٌ جميلْ
وجهٌ من الأريافِ تلمحُ بين طينتهِ المزارعَ والحقولْ
وثلاثُ أزواجٍ من العينينِ تهبطُ من سماواتِ
كى تأكلَ الجسدَ الجميلْ
(2)
صوتُ انتظارْ
وجهٌ يغادرُ مسرعاً ويفيبُ عن باقي الإطارْ
يمضي إلى الجسدِ الجميلْ
تتحولُ اللحظاتُ أزمنةً من الصبرِ الطويلْ
والواقفونَ هناكَ ألمحهم وهم يدعونَ ألا تستجيبْ
وأنا أكادْ أجنُّ بالصوتِ الرتيبْ
وأكادُ أتركها لأبحثَ عن مدارْ
(3)
صخبٌ
يحطّمُ زرقةَ الأحلامِ في عقلي
ويفرضُ سطوةَ الموجودْ
أديرُ الوجهَ من حولي .....
أرى جسراً
أرى نيلاً
أراها تنزوي في المقعدِ الخلفي
وتخفي جسمها المعبودْ
أراقبها
فأدرك أنها للمرةِ الأولى تلاحظني
تكفُّ الأيدىَ الممدودةَ البلها
وتسألني عن الأحزانِ ......
ما هو عمرها في العينْ ؟
عن الكفّينِ والشفتينْ
وعن طقسي..... وعن أنباءِ حرماني
وآهٍ منكِ لو تدرينَ ما أعمار أحزاني
وما جدوى الحديث الآنَ
خلّينا على الشطآنِ نحترقُ
وألمحُ قافلات الناس ترقبنا
فأنطلقُ
(4)
صحراءُ تلمعُ فضةً بالبدرِ في ليلٍ غريبْ
وأنا أفيق من السبات لكى يطوّحني الهواءْ
وأرى الرفاق تناثروا كالميّتينْ
هى وحدها
ترنو إلى القمر الحزينْ
أدنو بجانبها
وأحملها بعيدا في العراءْ
ويدىّ تشعلها ....... ولا أطفي اللهيبْ
أتصفح الأنثى بها
يستكشف الكفّانِ أخيلةً من الخلجانِ
والوديانِ
والطرقِ الصغيرةِ
والمفارقْ
وأنا أعلقُ عالمي
حلمي الذي لا أبتغيهِ على المشانقْ
وأبدّلُ العمرَ الكئيبْ
(5)
ضوءُ الصباحْ
ولّى الرفاقُ وها أنا وحدي
وأنا أحركُ جبهتي ........
وأعودُ أغفو في ارتخاءْ
أرنو لها حينا وأسألها إلى أينَ الرحيلْ ؟
تتأوهُ القسماتُ في الوجهِ الجميلْ
تحكي لنا أسطورةَ الفقدانِ
تمضي بنا قدماً
إلى أحضانِ ماضيها
وتحكي لي مآسيها
وتشركني مع النعناعِ في حزنِ الليالي السودِ والشاى المعطرِ بالتعبْ
وأنا أسافرُ في عوالمها ويغلبني النواحْ
(6)
الساعةُ الحمقا
تطاردنا وتقذفنا إلى وقتِ الظهيرةْ
وأعودُ أرقبها بشوقٍ من جديدْ
تتكونُ الهالاتُ في الفكرِ الوليدْ
تتداخلُ الأشياءُ والأسماءُ والأحلامُ والفِكَرُ المثيرةْ
والكلُّ يصطفُّ انتظاراً
للذي يأتي من الأعماقِ
يحملنا إلى المجهولِ
يلقي حزنهُ الشفافَ في قصديرِ أنفسنا
ويرحل من جديدْ
أنا لم أزلْ
أنمو على صفعاتِ ذياكَ النشيدْ
وهى التي
ولّتْ إلى المجهولِ
يجرفها اندفاعُ الموجِ
يلقيها مع التيارِ
ثم يعودُ يحملها إلى حلمٍ بعيدْ
فتعود ترحلُ من جديدْ
(7)
جرسٌ يرنُّ
وها أنا للمرةِ الخمسينَ أنسى أن أبعثرَ هاتفي المحمولَ
كيلا يوقف الضباط أخيلتي
ويسألني عن التفاحِ والدفترْ
وكيلا أبدأ المحضرْ
وكيلا أسرد الأسماءَ والتهمَ الثقيلةْ
من ذا تجرأ أن يبعثرَ صحوَ أحلامي الجميلةْ ؟
ويعودُ يحملني إلى دنيا الهواجسِ والظنونْ
أوَهكذا يصحو الرفاقُ النائمونْ ؟!!!!
أم أنني أدمنتُ أحلامي وأدمنتُ الخيالْ
وطرقتُ باباً لا يطالْ
حتى الزوالْ
(8)
وجهٌ تبدّلَ في الصباحِ فصارَ أسودَ في المساءْ
والكلُّ جاءْ
نفسُ الرفاقِ وإن تبدّل واحدٌ منهم
وما جدوى الوجوهْ
الكلُّ في الأحلامِ والذكرى يتوهْ
وأنا أرتبُ أحلامي التي أبغي لها أن تستفيقْ
وأراكِ تجتاحينَ أحلامَ الطريقْ
ليصيرَ وجهكَ أمنياتي للسماءْ
(9)
تأتين فوق مراكبِ الدخّانِ يحملكِ الشراعْ
والكلُ ضاعْ
لو كنتُ أملكُ بعض قافيتي
وأحكي مدّ أمواجي
وأسردَ كيف كانَ التينُ فوق التلِّ ينحدرُ
وكيف المدُّ لا يبقي ولا يذرُ
وذاكرةَ الخداعْ
لكنّ حتى الشعر ضاعْ
(10)
لم يبقَ لللحمِ المبللِ أى ذكرى
والوقتُ جاءْ
الآنَ قد وجب القيامْ
وأراكِ وجها تائهاً في الصمتِ يلمعُ بالكلامْ
فأدير عيني
كى أسدَّ الأذْنَ عن باقي الرجاءْ
الآنَ تقذفكِ البيوتُ إلى الشوارع والزحامْ
والأعينِ المتربصاتِ على الدوامْ
وأنا أبعثرَ عقليَ المكدودَ كى أهديكِ بعضاً من ظلامْ
أوّاهُ ما أقسى التخفيَ في الظلامْ
لكننا أممٌ تعيش على الخفاءْ
الكلُّ يبتكرُ الجريمةَ في المساءْ
والكلُّ يحترف الإدانةَ في الضياءْ !!!
(11)
تغفو على صدري
وتحضنني ملياً كى تنامْ
وأنا أحاولُ قدرَ إمكاني بأنْ أنسى التنفسَ والكلامْ
حتى تنامْ
(12)
دعها لترحلَ
أو تمهلْ
كى تشاهدَ رقصةَ الأضواءِ في العينِ الحزينةِ
حين يغلبها السكونْ
فغداً يعودُ الراحلونْ
وغداً ستلقي جرحها الدامي على جسدٍ جديدْ
وتعودُ ترحلُ للبعيدْ
وغداً ستنتسى وجهكَ المعجونَ بالأحزانِ والشوقِ الدفينْ
من ذا تكونْ ؟؟؟!!!!
فارجعْ لنفسكَ
واستعذْ بالطهرِ من شبقٍ جديدْ
واترك لها
شيئا تخلدهُ القصائدُ و النشيدْ
حتى تعودْ
حتى تعودْ ........
محمد عبد الحفيظ قرنه
مصر
5/9/2004[/align]
