امرأة كانت وراء انتشار التدخين
امرأة كانت وراء انتشار التدخين في العالم
كان الهنود الحمر، سكان امريكا الأصليون، أول من عرف التبغ،
وتشير الموسوعة العلمية البريطانية إلى أن كريستوفر كولومبوس
يعد أول من شاهد عادة التدخين بين أفراد ذلك الشعب.
عندما وصل كولومبوس إلى أميركا وجد اهلها يضعون أوراقا جافة
في عصاة خشبية طويلة المقبض، ومجوفة من الداخل وفي مقدمتها
فتحة توضع فيها تلك الأوراق، ثم يشعلون فيها النار، فيخرج دخان
من أفواههم وأنوفهم،و عندما استفسر عن هذه الأوراق عرف انها
أوراق التبغ، وتضيف الموسوعة أن الهنود الحمرعرفوا التبغ منذ
زمن طويل وكانوا يدخنون أوراقه ظنا منهم ان الدخان يساعد
على الشفاء من الأمراض، و يطرد الأرواح الشريرة من أجسامهم،
وبعد ان وجدت تلك المعتقدات طريقها إلى عقل كولومبوس حمل
معه في طريق عودته إلى أوروبا كميات كبيرة من أوراق التبغ
ومن بذوره، إلا أن هذا النبات في بداية الأمر لم يجد استحسانا
لدى الأوروبيين، سوى بين فئة قليلة من الرجال، فآل مصير التبغ
إلى الاهمال إلى درجة اقتربت من النسيان التام.
دور الملكة كاترين: يشير الكثير من المؤرخين بأصابع الاتهام
إلى الملكة كاترين، ملكة فرنسا، إزاء انتشار عادة التدخين
في بلادها، ومن فرنسا انتقلت هذ العادة إلى بريطانيا ثم إلى مختلف
دول العالم، وتقول مجلة (ذي وومان) السويدية ان الملكة كاترين
أصيبت بمرض غير معروف في ذلك الوقت، ولم يستطع الأطباء في فرنسا
وصف الدواء الشافي لها، فلزمت السرير عدة أشهر، وفي أحد الأيام
أخبرتها إحدى وصيفاتها عن التبغ، وأبلغتها ان الهنود الحمر
يستخدمونه لأغراض الاستطباب من بعض الأمراض، واقترحت عليها الوصيفة
ان تجرب هذه الأوراق، عندها أمرت الملكة كاترين بإحضار كمية من
أوراق التبغ،وبدأت بتدخينها، و يبدو أن المصادفة لعبت دورها حيث
بدأت الملكة تتعافى من مرضها،واستمرت في التدخين حتى شفيت تماما
وعند ذلك اعتقدت الملكة ان سبب شفائها يعود إلى التبغ، لذا أمرت
بزراعة التبغ في كل انحاء فرنسا،وشاع الخبر، بين الناس ان التبغ
يشفي من الأمراض الخطيرة، وفجأة أصبح للتبغ اسم مرموق في عالم
الطب،وبات يوصف بالدواء المعجزة.
وانتقلت عدوى التدخين سريعا من فرنسا إلى بريطانيا، حيث اصبحت ظاهرة
التدخين بين الرجال والنساء أمرا مألوفا وعندمابدأت بريطانيا
باستعمار قارات العالم، نقلت إلى تلك المستعمرات عادة التدخين،
فانتشرت زراعة التبغ وراء البحار،وأصبح التدخين من العادات
المتأصلة بين أفراد تلك المجتمعات رجالا ونساء.
المرأة أكثر تدخينا من الرجل: في تقرير نشرته مجلة (سيانس أند ميديسين)،
أشارت المجلة الى أن نحو 60% من النساء البالغات في الولايات المتحدة
وأوروبا وكندا واليابان من المدخنات، في حين تقل النسبة إلى 25% بين
النساء في بقية دول العالم، وتضيف المجلة ان المرأة اصبحت أكثر
شراهة للتدخين من الرجل، ففي الظروف العادية يستغرق الرجل في تدخين
السيجارة الواحدة فترة تترواح من 4 إلى 5 دقائق، بينما تدخنها المرأة
في ظروف مماثلة خلال فترة زمنية أقل.
التبغ في البلاد العربية: ظهر التبغ في البلاد العربية أول مرة في مصر،
وكان ذلك في أواخر القرن السادس عشر، ومع انتشار التدخين ظهرت المقاهي
في مختلف احياء القاهرة، وفي أثناء حكم العثمانيين أدخل الأتراك على
المقاهي عادة التدخين عن طريق الشيشة، ومن مصر انتقلت هذه العادات
إلى بقية الدول العربية، حيث استحدثت كل دولة طريقة معينة في تدخين
الشيشة، إلا أنها في النهاية تعتمد على نوعية التبغ وجودته، فالتبغ نبات
ذو أوراق خضر عريضة، وعند قطفها يتم تجفيفها تحت الشمس، ومن ثم يتم
تخزينها وشحنها إلى المعامل، وهناك يتم طحنها ومعالجتها كيميائيا
بإضافة بعض النكهات المميزة التي تجعل أنواع السجائر مختلفة في مذاقها
عن بعضها ولكنها لا تختلف من حيث الضرر، فجميع السجائر تؤدي إلى أمراض
خبيثة، منها السرطان وتصلب شرايين القلب والذبحة الصدرية، وضيق التنفس.
..وغيرها من الأمراض التي لا يمكن حصرها.
------------------------------------
تحياتي لكم
كل بلاوي الدنيا من تحت راس الحريم
