أســـباب المشــــاكل السلوكية .. هاااام

قضية جعل التلاميذ خصوصاً الذين في سن المراهقة يقبلون بالنظام المدرسي بسهولة هي قضية شائكة وصعبة في نفس الوقت وليست كما قد يتصور البعض ، خاصة أن التكيف مع الضوابط والنظم عموماً وليس المدرسية فقط يواجه مصاعب عديدة ، ففي جميع المجتمعات والمؤسسات التربوية نجد أفراداً لا ينسجمون مع الضوابط وقيودها بل يخالفونها ، وهم وإن كانوا أقلية إلا أن فرض الأنظمة وعبء ذلك يحتاج إلى قدرات مؤهلة فكيف إذا حاولنا فرض النظام المدرسي على مجموعة من التلاميذ تحكمهم تقلبات خصائص النمو ، وتعدد البيئات ، واختلاف الثقافات والميول !!
ولكن هناك أشياء لابد منها للصالح العام 00فإن نتج ذلك سلبيات أو مخالفات فلا شك أن هناك أسباباً تقف وراءها 00لذا من الطبيعي أن تكون هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء المشاكل السلوكية ويمكن أن نلخصها في الآتي :
- وجود خلل ما في تطبيق النظام المدرسي أو أسس البرنامج التعليمي ناتج عن قصور من قبل القائمين على تطبيق هذا النظام إما لعدم الجدية أو المتابعة الغير دقيقة أو قلة الخبرة في التعامل أو سوء فهم للوائح والضوابط والأنظمة والطرق المناسبة لتطبيقها أو مما يتعلق بالمعلمين من عدم اشغال الطلاب بما يفيد 0
- تعدد البيئات والثقافات لطلاب المدرسة أو وجود جوانب أخرى أسرية أو قبلية أو عنصرية 0
- وجود فترات انتقالية بين الأنشطة أو البرامج المدرسية أو بين فقرات شرح الدرس ، وهي أوقات (ميتة) لا تُشغل بشيء من الأشياء التي تُلهي الطالب عن السلوكيات الخاطئة فيجد متسعاً للاستجابة لدوافعها 0
تتبع تأريخي لمحاولات وضع الحلول للمشاكل السلوكية :
- تعتبر مسألة الثواب والعقاب من اقدم الحلول التي أُتجه إليها لمعالجة المشاكل السلوكية 00 فتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي جعلت مهنة التعليم من أسمى المهن تحدثت عن هذا المبدأ ففي ثنايا القرآن الكريم وفي حديث خير المربين وسيد المرسلين عليه الصلاة والسلام ورد الكثير مما يتعلق بهذا القضية ، كما تحدث علماء الإسلام عنها باهتمام كبير لأثرها الخطير في بناء الإنسان وعمارة الأرض 0 يقول تعالى في محكم التنزيل : { فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فأعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ) 00 آية (159) سورة آل عمران 0
وقال تعالى : { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة } 00
وقال صلى الله عليه وسلم : (( لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من الدنيا وما فيها )) 0
وقال عليه أفضل الصلاة والسلام : )) الدال على الخير كفاعله ))
وقال عليه أفضل الصلاة والسلام : : (( مروا أبناؤكم لصلاة بسبع واضربوهم عليها لعشر )) 0
إن مشكلة الاستدلال بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة يجب أن تؤخذ بحذر ، فالسطور السابقة توضح بعض نظرة الإسلام إلى أساليب التربية وخصوصاً مبدأ الثواب والعقاب 00كما أن لنا في سيرته صلى الله عليه وسلم وتعامله أسوة حسنة فقد كان لطيفاً ودوداً رحيماً في تعليمه وتعامله في كل شأن من شئون الحياة وينبغي على كل معلم أن يرجع إلى سيرته صلى الله عليه وسلم ليعرف كيف كان سيد المربين عليه الصلاة والسلام يربي قومه ويعلّم أصحابه دون قسوة ولا عنف و زجر و لا تعنيف 00 إن المستدلين بحديث الضرب على الصلاة على جواز استخدام الضرب في التعليم يخلطون بين الأمور فالضرب هو أحد أقسى أساليب العقاب ولا يستخدم إلا في حالات خاصة لم يعد ينفع معها أسلوب أخر 00 تعالوا نقرأ في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم الكثير من المواقف التعليمية والتربوية مثل قصة الحسن والحسين الذين ركبا على ظهر المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو يصلى فأطال السجود حتى يمنحهما فرصة أكبر وحتى يعلمنا كيف نتعامل مع الأطفال بروح فيها المودة والمحبة والصبر 00 كما أنه صلى الله عليه وسلم لم يضرب أحداً في حياته لا طفلاً و لا خادماً ولا كبيراً و لا صغيراً 00 والكثير منا يعرف كيف تعامل مع جاره اليهودي الذي كان يلقي الأوساخ على بابه صلى الله عليه وسلم 00 فتعامل معه بروح التسامح والصبر فكانت النتيجة أن دخل في الإسلام!! ،
لنكن صرحاء ونتحدث عن الموضوع الذي يدور في أذهاننا فعلاً 00فموضوع الضرب في الإسلام ليس هو العقاب الأول أو المفضل بل يسبقه سلم طويل من الوسائل التربوية 00 إن للضرب عواقب وخيمة نفسية وجسدية مستديمة الضرر 00 لنسمع بعض أراء علماء المسلمين عن ذلك :
- يقول ابن خلدون : "" من كان مرباه بالعنف والقهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم سطا به القهر ، وضيق النفس في انبساطها ، وذهب بناشطها ، ودعاه الكسل ، وحمله على الكذب والخبث خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه ، وعلم المكر والخير معه 0ولذلك صارت له هذه عادة وخلقا وفسدت معاني الإنسانية التي له ""
- ويقول ابن سينا : "" إذا اضطر المربي إلى الالتجاء للعقوبة وجب عليه أن يحاط كل الحيطة ، ويتخذ الحكمة في تحديدها ، وقد نصح ألا يعامل المعاقب بالشدة والعنف في البدء بل باللين واللطف ويستعمل معه الترغيب تارة والتخويف تارة أخرى ، ويستخدم العبوس والتوبيخ والتأنيب إذا اقتضى الأمر وأحياناً يكون النصح والتشجيع أجدى في الإصلاح من التوبيخ والتأنيب""
- ويقول الغزالي عن التعليم أنه : """ إفادة العلم وتهذيب نفوس الناس عن الأخلاق المذمومة المهلكة وإرشادهم إلى الأخلاق المحمودة المُســــعدة """ 0
وهكذا نرى أن نظرة الإسلام وعلمائه إلى أساليب الثواب والعقاب هي في الأساس نظرة توجيه وإرشاد وهي التي أخذت بها التربية الحديثة بعد حوالي 1300 سنة من توصية الإسلام بها بل ونسبتها لغيره 0
- أهم الحلول الخاطئة التي وضعت لعلاج المشاكل السلوكية خلال العقد الماضي :خلال العقد الماضي على أقل تقدير كانت السلوكيات الخاطئة تقوم بأساليب عديدة نتجت عنها بعض الإيجابيات وفشلت فيما هو أهم 0 ويمكن حصر هذه الحلول والعقوبات في :

1- تكليف الطلاب المخطئين بأداء فروض منزلية أكثر من زملائهم مما ينتج عنه كراهية الطالب للمعلم والمدرسة 0
- التهديد و الإهانة والإذلال والتحقير مما يؤدي إلى ضعف شخصية الطالب وغرس الحقد والكراهية والرغبة في الانتقام في نفسه 0
3- العقاب البدني بكل أشكاله 00 ومساوئه معروفة للجميع 0
4- الطرد من المدرسة لفترة محددة مما يحرم الطالب من دروس في غاية الأهمية 0
5- الحرمان من حصص التربية البدنية ومن الأنشطة المحببة التي يحبها الطالب ويميل إليها 0
6-قيام بعض المعلمين برفع درجة صعوبة الامتحانات نكاية في بعض الطلاب مرتكبي المشاكل السلوكية0
7- الحجز بعد انتهاء الدوام اليومي للطالب المخالف لزمن معين 0
وهناك أيضاً بعض العقوبات القاسية التي كان لها ولهذه نتائج بشعة لدرجة أن بعضها تسبب في إجبار بعض المساكين على ترك المدرسة 00

( معــالجــــة المشــــاكل الســــــلوكية)
تكاد جميع المشاكل السلوكية تتكرر بصور متشابهة وفي ظروف مختلفة سواء في الفصل أو غيره داخل المبنى المدرسي ولكن يكاد يكون حدوثها داخل الفصل هو الأكثر ضرراً بالعملية التعليمية 00سنتحدث هنا عن كيفية معالجة هذه المشاكل وذلك على شكل خطوات متدرجة :
- أولاً : التعامل المناسب مع المشكلات السلوكية البسيطة :
وكما ذكرنا سابقاً أن من أمثلة المشاكل السلوكية البسيطة : الغفلة المؤقتة عن الدرس –الفوضى عند طلب الإجابة على السؤال التي قد تتطور إلى النهوض والحركة باتجاه المعلم دون إذن – تناول المشروبات والأطعمة أثناء الدرس خلسة 0
- العلاج : يمكن التعامل مع هذه المشكلات البسيطة والتي لا يكاد يكون لها تأثير سلبي واضح ببعض الإجراءات أهمها : أنه يمكن للمعلم إلقاء نظرة عميقة ومركزة على الطالب مصدر السلوك أو إعطاء إشارة مستنكرة باليد ، أو هز الرأس دلالة على الرفض ، أو الإشارة باليد للكف عن السلوك ، وأحياناً يكفي أن تصمت تماماً لفترة وجيزة تركز معها نظرة عميقة على الطالب ، كما يمكن لمس ذراع الطالب بشكل خفيف أو أبوي وتطلب منه عدم التكرار 00 موضحاً أن سلوكه غير مقبول 0
غالباً هذه الأساليب كفيلة بإنهاء هذا السلوك 0 كما أن على المعلم أن يدرك هنا خصوصاً في حالة عدم الانتباه والشرود الذهني أن مسألة التشويق وشد الانتباه تحتاج إلى طريقة عرض أفضل وأقدر 0 كما أنه في جميع الأحوال حاول ألا تعطيها وقتاً أكثر مما يستحق حتى لا تشغل الباقين وتلفت انتباههم بشكل يدعو إلى التقليد 00 عليك أن تواصل عرض الدرس وأدخل في أنشطته وتمارينه دون أن تترك أي فرصة 00 وتذكر دائماً ألا تجعل هناك أوقاتاً ( ميتة ) وهي التي تحدثنا عنها في أسباب المشاكل السلوكية إنها التي تمر بين ثنايا الدرس أو في الانتقال من نقطة إلى أخرى أو من نشاط إلى أخر دون أن تُغطى بما يشغل الطلاب 00 اجعل درسك مترابطاً دون فجوات تسمح بمثل هذه السلوكيات 0
وعلى العموم يمكننا أن نضع تصوراً أو تدرجاً لخطوات العلاج هنا على النحو التالي :
1- حاول أن تقترب أكثر من الطالب مصدر السلوك بجسمك مع استخدام إشارات غير لفظية لإيقاف سلوكه الغير مقبول مع محافظتك على الاستمرار في الدرس أو حث طلابك الباقين على مواصلة أداء تمارين الدرس مثلاً بمعنى أن تصرفهم عن أن هناك مشهداً مثيراً سيحدث ويستحق المتابعة 0
2- غالباً ما يتجاوب الطالب للأساليب في النقطة الأولى متى ما شعر بعدم الإهانة والتجريح 00ولكن في حال استمراره ذكّره بالسلوك الحسن وأن يقارن سلوكه الغير المقبول بسلوك زملائه ، وأشر إلى أنك تستغرب أن يصدر هذا من طالب جيد مثله 0 وفي حال رأيت بقية الطلاب قد بدءوا ينصرفون عن نشاطهم لمتابعة الموقف ذكرهم بالعودة إليه ووضح لهم أن زميلهم سيعود للنشاط بدوره وأنك متأكد أنه سيفوقهم لو بدأ الآن فوراً 00 وفي حال كان السلوك صادراً من أكثر من طالب فأحتفظ بهدوئك واتبع نفس الخطوات 00أبداً لا تظهر و كأنك على وشك أن تدخل معهم في مواجهة 0
3- تأكد من أن أصحاب هذا السلوك لديهم الفهم السليم فقد يكونوا بحاجة لتوجيه بسيط مع بعض الثناء للعودة إلى مقاعدهم 00 أرشدهم وأطلب منهم اللحاق بزملائهم وتذكر أن عدم فهمهم لطريقة أداء التمرين وحل النشاط أو الواجب ربما يكون سبب قيامهم بتلك السلوكيات الخاطئة
4- في حال تكرار المشكلة حاول – فيما بعد – أن تجتمع مع الطالب عند المرشد الطلابي وبكل هدوء وبابتسامة أبوية أن توضح له أن سلوكه غير مقبول وأن زملائه في الفصل يعتبرونه يهدر حقهم في الاستفادة من الدرس بسلوكياته الخاطئة وأطلب منه أن يحكم على نفسه !00 قل له مثلاً : أتحب أن يفعل طالب ما ذلك عندما تكون أنت معلّمه ؟ 00 لا تضغط عليه ما لم تتفاقم المشكلة ، و لا تنس أبداً أن تشيد به في حال كف عن سلوكياته وأمام زملائه وحتى في طابور الصباح إن أمكن 0

- ثانياً : العلاج الوسط المعتدل للمشاكل السلوكية :وهنا حاول أن تستخدم بعض الأساليب التي تعتبر عقوبات معتدلة أو وسط بين العلاج المبدئي والعلاج المتقدم
وتحمل جرعة أقوى لإشعار الطالب بمدى فداحة سلوكه الغير مقبول 00 ولكن من المهم أن تستخدم الخطوات السابقة و إذا لم تجدي فابدأ في الآتي :
1- أصدر أمراً شفوياً حازماً للطالب للتوقف عن سلوكه ولكن دون تجريح ، ثم حاول أن تسحب منه بعض الحرية التي كنت تمنحه مثل حرية التحرك إذا كان هناك نشاط جماعي يقتضي مغادرة المقعد والمشاركة الجماعية في أدائه ، وأطلب منه في هذه الحالة العودة إلى مقعده والالتزام بالهدوء و لا تتركه دون عمل بل أسند إليه نشاطاً فردياً وحفزه أيضا بأنك ستعيده إلى المجموعة إذا التزم بالمطلوب منه 0
2- قم بنقل الطالب مصدر السلوك الغير مقبول إلى مكان أخر في الفصل أو في قاعة النشاط وأطلب منه أن يبدأ فوراً في تنفيذ ما كلف به في مكانه الجديد 0 وعليك أن تكون واعياً لإيجابية العقاب فقد يجد بعض الطلاب في مكانهم الجديد ما ينشدونه من راحة فيصبح هدفاً لبقية المجموعة 00يجب أن يكون المكان الجديد مشعراً بحقيقة العقوبة 0
3- قد يلجأ بعض المعلمين أحياناً إلى تكليف الطالب المخطئ بتكرار عمل بشكل زائد مثل أن يؤدي المزيد من التمارين الرياضية المرهقة أو أن يكتب جدول الضرب في حصة الرياضيات 00 غير أن مثل هذا الإجراء يجب التنبه لسلبياته مثل التأثير على انتباه بقية المجموعة 0
4- من ضمن الإجراءات التي اتفق عليها بعض الباحثين : عقوبة الحجز في الفسح حيث لا يسمح للطالب المخالف بالخروج أثناء الفسحة أو أن يتأخر في الخروج عند انتهاء الدوام ارسمي 15 دقيقة أو أقل أو أكثر عن بقية زملائه 0 ولكن يجب عدم حرمانه أيضاً من إحضار إفطاره من المقصف 0 ومن المضاعفات لهذه العقوبة عناد الطالب ورفضه لها كما قد تسبب سوء فهم مع ولي الأمر 00لذا يمكن أن تطبق في حدود ضيقة وفي المرحلة الابتدائية فقط 0
5- وهذا هام جداً : استخدم الضوابط واللوائح التنظيمية التي وضعتها الوزارة للتعامل مع مثل هذه السلوكيات 0- ثالثاً : مرحلة العلاج المتقدم :
إذا فشلت جميع المراحل السابقة في الحد من السلوك الغير مقبول فإنه يمكن اتباع النقاط التالية كمرحلة متقدمة من العلاج :
1- اللقاء الفردي مع الطالب : رغم أن للقاء الفردي مع الطالب أثر كبير في التخلص من هذه المشاكل وفي فهم الكثير من أسباب السلوكيات الخاطئة إلا أنني أفضل أن يكون المرشد الطلابي متواجداً وأفضل من ذلك تواجد معلم محبوب من قبل الطالب إلا إذا فضل الطالب عدم ذلك 0 00 على كل اللقاء الفردي يجب أن تسود فيه روح المودة وأن يظهر المعلم أن الهدف منه ليس عقوبة الطالب بقدر ما هو مساعدته في تخطي مشكلته 00 وستجد في غالب الأحيان أن الطالب في هذا الموقف - إذا وثق فيك وشعر بأنك ترغب فعلاً في مساعدته وليس في معاقبته – سيخبرك بمعظم الأسباب بل وربما اعترف بخطئه وتعهد بعدم تكراره للدرجة التي يمكنك أن تكتب معه ( عقداً ) أو تعهداً يلتزم فيه بكل ما تطلبه منه 00 ولكن لا تنس في النهاية أن تخبره بما يترتب على عودته لذلك السلوك من عقوبات وأيضا العكس العديد من الحوافز إن التزم بالنظام 0

2- الاجتماع مع ولي الأمر :
من المهم جداً أن يكون لدى المعلم صلة جيدة مع ولي الأمر وأن تكون علاقته به حسنة ، خاصة وأن تفاهمهما يشعر الطالب أنه متى ما قام بما لا يليق فإن والده قد يكون أول من يعرف وهذا قد يجعله يفكر كثيراً قبل ارتكاب أي مخالفة و اتصال هاتفي بسيط قد يكون له تأثير واضح في سلوك الطالب الذي سيشعر أن سلوكه الخاطئ لن يسبب له الإحراج داخل المدرسة فحسب بل وحتى في المنزل ، كما تعتبر الاستجابة الجيدة من ولي الأمر هي نصف العملية المعينة على معالجة السلوك الغير مقبول 0
على أنه من المهم القول أنه يجب ألا تعول كثيراً على ولي الأمر فربما يكون من نوعية كثيرة المشاغل أو تعتقد أن الأمر من اختصاص المدرسة بالدرجة الأولى ! إن لقاءك بولي الأمر عند المرشد الطلابـــــــي مثلاً قد
يمنحك الفرصة لأداء واجبك 00 اشرح له سلوكيات ابنه وسجل ملاحظاته التي يقولها لك فقد تستفيد منها ثم اتفق معه على علاج مناسب يقوم هو بدوره فيه في المنزل 00 ولا تظن أن دورك ينتهي عند هذا الحد وتلقي بالأمر على مدير المدرسة والمرشد الطلابي فأنت أول من يعاني من هذه المشكلة في الأساس ، تذكر ذلك واستفد من الأمر 00 ولا تحبط نفسك إذا لم يثمر اللقاء عن نتيجة أو لم يحضر ولي الأمر في الموعد 0 ويكفيك أن معرفة الطالب باللقاء سواء من خلال مشاهدته لوالده في المدرسة أو حضوره اللقاء أو معرفته به في المنزل سيجعل سلوكه حتما يتحسن ولو بدرجة بسيطة 0 وقد لا يرضيك أن يتجاهل ولي الأمر الموضوع كما قد يؤسفك مبالغته في عقاب ولده وهذه النقطة الأخيرة خطيرة فقد تسبب كراهية الطالب لك لفترة طويلة لذا احرص على أن توصي ولي الأمر أن العقاب مردوده عكسي وتنصحه بعدم استخدامه 0 لديك رسالة ولديه أمانة تستحقان العناية 00أد واجبك و لاحظ سلوكيات طالبك بعد اللقاء وهنئ نفسك إذا صلحت الأمور أما إذا لم يتحسن الأمر فتهيأ للخطوة التالية :

3-قم بإعداد سجل متابعة صغير واصطحبه لصفك أو مكان نشاطك أو إشرافك وأعلن للجميع أنك ستسجل فيه الطلاب أصحاب المشكلات السلوكية وأن هؤلاء سوف ترفع أسمائهم لإدارة المدرسة لاتخاذ العقوبات المناسبة أو سيحالون إلى لجنة التوجيه والإرشاد كما ستسجل أسمائهم في لوحة ( الطلاب الذين لا يحبون مدرستهم ) أو اختر لها عنواناً أقسى – حسب الوضع والتقبل - فكرة صغيرة ولكن قد تكون مفيدة 0

4- خمس خطوات سريعة للعلاج :
أشارت بعض المراجع إلى أن هناك خمس خطوات سريعة للعلاج هي :
1-استخدم إشارة لفظية تحث الطالب على الكف عن السلوك المخالف 0
2-وضح لطالب أن هناك نظاماً مدرسياً ويجب أن يلتزم به
3-وضح للطالب أن يختار ما بين التوقف عن السلوك المخالف أو توضع خطة لتحسين سلوكه 0
1- إذا استمر قم بنقله إلى مكان أخر في الصف أو النشاط حتى يتحسن سلوكه 0
2- إذا استمر أرسله إلى مدير المدرسة أو المرشد الطلابي 0

5- أشار بعض الباحثين أيضا إلى أن هناك بعض الطرق الأخرى- وإن كان بعضها قد سبقت الإشارة إليه مثل :
 أقم علاقة مع الطالب : لأن الطالب إذا لحظ اهتمام معلمه وحرصه فإنه سينفذ توجيهاته وهذا يعني أن المعلم المحبوب يستطيع تعديل السلوك الغير مقبول بصورة أسرع ، ويمكن للمعلم أن يفعل ذلك من خلال تشجيع الطالب وتحفيزه ومنحه الفرصة لإبراز مواهبه وإشعاره دائماً بأنه من الممكن أن يكون طالباً ممتازاً 00على أنه من المهم أن يتم ذلك قبل أن يصبح السلوك في مرحلة متقدمة 0
 عقد اجتماع قصير مع الطالب وقد سبقت الإشارة إليه 0
 أن تحاول أن تقرر الطالب بأن سلوكه ليس إيجابياً وذلك لا يتحقق إلا بالهدوء وحسن التعامل 0
 أن تجعله يجيب على أسئلة تحدد مقدار الضرر الذي سببه خطئه ، وأن ذلك سيؤدي إلى عواقب وخيمة ، ثم هل سيكرر ذلك أم لا ولماذا ؟
 وضع خطة متابعة يلتزم الطالب بتنفيذها بعد أن يوقع عليها ، ومسألة التوقيع هذه هامة لأنها تشعره بأن الأمر لم يعد سهلاً 0
 المتابعة الدقيقة لسلوكه والخطة الموضوعة للتعديل فيها حسب المستجدات و بما يناسب إذا اقتضى الأمر ذلك 0
إلا أن هذه الخطة سيكون تنفيذها صعباً بعض الشيء فكم طالب يمكن أن تطبق معه ، وكم نحتاج من المعلمين لمتابعة حالة كل طالب على حدة !! وحده المعلم يقرر أهمية ما سيفعله 0

نقلته لأهميته أتمنى الفائدة منه