...
حُـرُوفٌ مِنْ صِـدقْ ,
لاَضَربٌ مِنْ الأحْلاَم , ولاَ طيفٌ يسْكنُ بينَ الحَقِيقةِ وَالخيَالْ
........................ هيَ حي ـــاَةٌ بَعْـدَ مَمَـاتْ
مُجَرَدُ ذَاتْ جُلِدتْ فَأخذتْ تُصَارِعُ بَينَ البَقَاءِ عَلىْ رَغبَتِهَا بالإبتِعَاد
وَبَينَ رَغبَتِه العَنيِده , لَكِنَها عَادتْ _ صَفَحَتْ وَسَامَحتْ _
بَعدَ أنْ فَكَرَ وَ فَكَر ثُمَ استَبَدَ وَسيطَر ..
أخالُه تَعَلمَ أحَدَ الأمرين بَرمجةً لغَويه , أوْ فَنَ الحِوارِ والإقنَاعْ
أُقسِمُ ياسَاده أنْ اللغه أنفذُ عَلى الرُوحِ منَ السحِرْ المُعَقد إنْ كَانتْ _ صَادِقَه _
.................................................. .................تفضلـوا ..
استهــلال ـ
عندما يكون للقدر كلمه وللزمن وقفه وللحلم موعد تتغير القناعات وتتبدل المشاعر ونسير بلا قرار
أو تحكم "والحكم كله لله "
اقتحمت حياتي مجدداً ووصلتني من حيث لا أعلم بعد أن خلفت لي جرحاً يستحيل بروءه فقلبت موازين حياتي رأساً على عقب حياةٌ كنت أعيشها وأرضاها لولا جرحك الـ ......
أووووه ,, عفـواً قلت جرحك .. بل جروحك الغائرة في الصميم .
ليس مهمٌ كل ذلك ..
لأنني أعتدت جروحك التي ستسكنني حتى أموت , ولن أنساها أبداً ماحييت ..
بل سأحكي لك قصة قدري معك ..
وستكون قصتنا متناقضه تخوننا فيها البدايات وتعشقنا النهايات
لكنها ياسيدي مشوقه , مشوقه كما لو أننا أبطال قصص حبٍ عنيفه مجدها تاريخ البشريه .
وكيف أنك كنت آخر من سأسلم له روحي التي رعيتها وهذبتها منذ الصغر ؛ لتفخر بي وتُساجل بأني أنثى بصورةٍ ملائكيه .
وآخر من سأهبه قلبي الذي صنته من اللهو والعبث والحب المزيف ؛ ليستقر بين يديك .
وآخر من سأؤمنه القادم الأحلى من عمري .
سأحكي لك كل شيءٍ عني وسأروي عطش فضولك في معرفة تفاصيل حياتي بعد أن اخترت أنا مصيرنا وهو ( الإبتعاد)
في موقفٍ جامدٍ صامدٍ ولم أرضَ سواه ..
لم أكن أعلم حينها أنك تكن لي ذاك الحب العظيم , أو بأنني وصلت لأصغر وأدق خليةٍ في جسمك واستحوذتُ عليها وتمكنتُ من كُلِك ..
أو أنني الأسطورة التي لم ولن تَملَ قراءتها , وسرابٌ جميلٌ يسعدك ملاحقته .
إلى أن اعترفت لي بأني أنثى ليست ككل الإناث في عالمك , ذلك العالم الذي ينتمي لزمنٍ مشوهٍ وسقيم..
وكيف أن سنينك بابتعادي كانت سنيناً عجاف وحياتك كلها اتسمت بالكآبة والجفاف .
وحاولت بكبرياء أن تثنيني عن قراري بارتحالي عنك , وكأنك كنت تعلم بأن ذاك القرار مرتبطٌ تماماً بمصطلح الإنعزال , فهو حتماً سيعزلك عن حياةٍ مترفةٍ حالمه .
وكنت أتمسك أكثر وأكثر , وتجنُ أكثر ويزداد عشقك الجنوني , عشقٌ تعدى حدود الكون , وتحدى أقوى حقائقه .
يـالصبـرك وطـولة بالـك .!
فأنا لاأتنازل عن كلمةٍ قد نطقتها , وأنت لاتتنازل عن حبٍ وضعته أمامك ورسمته في أحلامك
( مشكلتنا صورةٌ طبق الأخرى لبعض ) نشترك في كل الصفات ..
فكيف إذن سنرتاح ! لابد وأن يتنازل أحداً منا .
ولا أبالي وكلمتي هي من كانت الأولى في اعتباري
ويخبرني أخاك العطوف عليك أنك كمن يتقلب بين جمرٍ وهجير , وأنك في سوءٍ وتخبطٍ أكثر
تُحادث تلك وتهمس لتلك بهدف الخروج عن تلك العزله , وظاناً بك أنك تريد نسياني بهم .
عجباً لأمرك تحب ولاتصون !! وبرأيك أن تلك الخيانات مبطنةٌ بأسباب ٍ مشروعه وردة فعلٍ طبيعيه لمن هو في وضعك .
وعندما أحسست أنك فشلت في التخلص من ذلك الحب الذي يجري بك مجرى الدم في العروق ,
وتيقنت بأن جميعهن الآلات ورخيصات تعمدت إغاظتهن بحبك الأعظم والأسمى وأنك لست بحاجتهن ,.
أعلم وربي أنهم لم يكونوا سوى أدوات تملأ بهم ذاك الفراغ الكبير الذي أحدثته , وذاك الإحتياج الذي تحول إلى مرضٍ مزمنٍ لروحٍ لاترضى بديلاً لها .
وأعلم وتعلم بأنك لن تحب غيري حتى لو سكنك الآلاف الحِسان .
لن أعاتبك بمرارة تلك الحقيقة ؛ لأنها خيانةٌ استثنائيه لحالة حبٍ استثنائي .
لن ألومك أبداً فأنا من جنى عليك وأوصلك حد اليُتم والهذيان .
ولأنك لم تكن في حياتي وذاك ماضيك وهو ملكٌ لك , ولا أملك محاسبتك .
وتزدادُ شدة إصرارك التي أقف لها احتراماً وأبادلك عناداً أشد , ولست أنا من يرده لك ,
بل هي أفعالك وجراحك من ترد عليك ..
وتتوالى في طريقك العثرات وتتسلط العُقد كلما تذكرت حب رفيق دربك وقريبك لي ,
فتنشطر نصفين بين حبٍ غالي وأعمى وبين صديق العمر الوفي .
ولم يكن بحالةٍ أفضل منك فهو أيضاً حُكم عليه بالإبتعاد المؤبد , لكنك تجن عندما تحس أني لطيفةٌ معه بالتعامل
, أو عند تخيلك أني ربما أكون يوماً بصحبته .
يالســوء الحظ أمامـك .!!
تصحى وتأكل وتسهر وتضحك معه , ويشاركك نفس الحلم , وترى بعينيه بريق الحب , ويخبرك بأن له قيمةً حجمها بحجم الجبال , ويبثُ لك همومه ,
ويتكئ بأوجاعه عليك , وتسمع منه نفس التنهيده والزفرة التي يطلقها صدرك , فتغص في ألمك , وترحل لتصرخ بعيداً عنه ,ولاتلبث إلا ويشدك زمام الأخوه , فيسلمك هروبك له بعد أن دعوت ربي بأن أكون ملكاً لك .
وتظــل منهكـاً مـن الـدوران فـي حلقـةٍ واحــده ..
إلى أن أجبرك السفر خارج الوطن بالإبتعاد عني , ولأن رحلتك هذه المرة ستكون طويلة جاء موعد كشف الأسرار , واتصلت به وتجرأت بقول تلك الحقيقه , ورجوته أن لايكون سداً منيعاً في طريقك
ولبى لك الأمر في عُجاله وضحى بحبٍ لم تضحي له به أنت .
بعد أن أخبرني كيف ومن أسدل ستار النهايه ؟!!
واستأذنني بأنها الشهامه تحتم عليه أن يكون كريماً معطاءً معك فأنت صديق الطفوله , حتى وإن كان ذاك يتعارض معه رغبته وأن الثمن "حلم عمر "
وبدونك سيقضي طيلة حياته بانتظاري , وبطهـارة قلـب : ( إن لم تكوني لي في الدنيا ستكوني لي ف الجنه )
فصكت كلماته مسامعي وضاقت بي هذه الأرض , وكيف أنه عاش نهايته لوحده حتى أنت لم تشهدها كما شهدت البدايات وكيف كنت تشد من أزره وتخفف من عذابه ومعاناته ..
في تلك اللحظه كنت ألومك وألومه وألوم نفسي فكلانا سببٌ لعذاب بعض ..
كنت أحاول بأن ألملم مشاعره وأحتويها حتى وإن كنت أرفضها ..
كنت أحاول أن أجد مبرراً لما فعلت , فليس لك حق البت في أمري , وليس لك أن تفرض على أحد أمرٍ كهذا .
كيف خرجت له الآن واصطدمت معه بهذا الحب ؟..
بل كيف تجرأت ورسمت له هذا الموقف ؟
ولِمَ تناسيت الصداقه يوم نويت على تمزيق حلمه " حتى وإن كان مستحيلا " ؟؟
أَأُخبرُك أمراً . . .
( هذه أسوأ ذكرى أحملها لك في قلبي ) ..
وبعد عشـرة أيامٍ من هذه النهايه ترك مكانه لك وكأنه يقول : صديقي لك المركز الأول .
وترك لنا الدنيا بأكملها ورحل من عليها , فكانت الفاجعة تلك الموتة المفاجئه وذلك الحادث المأساوي
فتذكرت كلماته الأخيره ودعواته الصادقه لي , فأصبت بزلزالٍ هشم قلبي , وفقدت شخصاً كان تابعاً لي كظلي .
فبدأت تداهمني تلك المواقف والصور التي كنت أتجاهلها وأهرب منها كما تجاهلت تلك الورقة الصغيره وقد كانت فاتورةً لثيابه وقد ذيل بها اسمي بدلاً من اسمه !!
الآن فقط تذكرت شكل اسمي يوم أن دخلت حجرته بالصدفة مع أخته ووجدته قد كتبه بكل لون وحجم على الأوراق والجدران , بل نحته حتى على محفظته الخاصه .
الآن تذكرت كل الوجوه التي توسطت له وفهمت للتو ماحكته تلك الملامح لي .
تعلمت من حبه بعد موته مالا تتخيله , وزاد ذلك فوق عمري عمر ..
" ربي ارحمه واجعل نصيبه في الآخرة الحور العين "
وبحكم أنهم لم يخبروك لظروف سفرك أن نصفك في التراب سكن .
افتقدته طويلاً وانتظرت اتصاله على أحر من الجمر , وأخبرت أحدهم أنك عاتبٌ جداً عليه , وهو في غمضة عين قد رحل , ولم يكلفك حتى أن تشهد جنازته وتواري التراب عليه , وتدعو له وتودعه آخر وداع , وعلي يـؤمنـك ..
إنها الأقـدار وتجـري بدون لانختـار ..
فتعود للوطن محملاً بالشوق له . وتجد نفسك بلا أنت , وتقضي لياليك وحيداً هائماً , وتتذكر من كان يصبح ويمسي معك , وتسير بشوارعٍ وطرقات جمعتكم وشهدت أيامكم وتسأل التفاصيل والأرصفة والأماكن عنه ؟ ولامجيب . . .
فترد : بأنك ودعته عندهم .
فأخبروني بربكم هل سامحني ؟ .. هل كان راضياً عني ؟!!
هل أخطأت في حقه ؟؟
وتتقطع ألماً وحسره , فالموت حال بين جلسة المصافحه وقضى على أصدق قلب وجدته ينبض حياً أمامك .
صعدت الروح لبارئها قبل أن تعود وتحتضنه طويلاً كما تعودت , وتطلب منه العفو والسماح .
صعدت قبل أن يجمعكما ذات الوطن وذات المكان والنبض كما كنت تتمنى .
والمـوت نهـاية الأعمــار ~ ..
وقبل أن تعود للغربه أردت الإطمئنان علي وأنك لازلت متمسكاً بي
أجبتك بـ : ( أحسن الله عزاءك في صديقك )
فكانت كلماتي كافيه لأن تفهم ردي , واستجمعت أجزاءك المتناثره وخُطاك الثقيله , وحملت معك كل الصور والذكريات الأخيره ؛ لتسليك مهما بلغت مرارتها , فأنت تنتمي لها وتنتمي لك ..
وها أنت تعود للإقتراب من نفسي .
ولأنك تؤمن بأن الحب يتحدى كل الأسوار , ويضرب مثل الإعصار , جئت هذه المره
ويداك خاليتان إلا منه ..
لتخبرني بروحٍ متهالكه :
أني حبك منذ الصغر , وأني الحقيقة التي لاتجرؤ على تجاهلها , وأنه يجب علي أن أستوعب تلك الحقيقة وأعتمدها ..
وودعتني لتكمل مشوارك على أمل العودة مرةً أخرى , ولأكمل أنا مشواري بالسير حافية على الشوك , تركتني أعيش انقلاباتك وبطولاتك على حياتي .
أعتني بجروحك لوحدي وأُرتِبها لوحدي , وأساعد نفسي بنفسي ...
‘‘ وتتقلب الأوراق وتمحي كل ماأمليناه فيها كما تتقلب الأقدار بما تشاء ‘‘
نهايةٌ حديثه ..
أعلمُ أني صعبة المراس وأنك أصعب وأصعب , وسندخل معترك الحياة سوياً لأن كلانا يهوى الصعب وهنا فقط قد نتفق ..
وأنه لولا هذا الممات لما كانت لك حياة ..
قلت سأحكي لك كل شيءٍ عني ولم أقل شيئاً
ببساطه .. لأن البطل كان هنا أنت واسمي لايستحق أن يذكر ..
::
أختكم
عشآن قلبك ..
آداب _ لغه عربيه _
