بدايـــــــــــــــة
أنت الّذي باسمك تضيق الحناجر
لو إنطقوا بك همس .. سمعوا بك صياح
تقفي وكن الحرف للحـرف هاجـر
وتقبل وقـلب الصـخـر بالشـعـــر بــوّاح
داهمني الحنين ... كما تداهم الدمعة ذلك المغترب
لليلة المائة ... آويت غربتي .. ووضعتها تحت وسادتي ...
خاطبتها في الليلة الأخيرة .. احتظتني ... ازددت توجعا
نامت قبلي .. وهرعت إلى نافذة غرفتي .. أودع القمر
ضاجعت الحنين ... ومراكب السهر ... وساعات الليل .. والسحر ...
هو ذاك ... وقـــت السحر
جميل ذلك الوقت
تمرني الأشياء ولا تحصى
تثور المشاعر ولا تهدأ
تزين السماء قناديل المساء
والسَّحر .. متوهج .. لا يخبو
آه ياوقت السَّحر الوقت غريب بغيابك ...
آه لو تعلم ... ما معنى الليل ... بدون وقت للسحَّر ...
غردت الأطياف بجوار نافذتي ...
و داهمتني الشمس ... دون نصف القلب ... وكل الرووووح
.
/
.
\
.
/
.
\
يداي باردتين ... أنفاسي لا تتسع لملايين الجزيئات من الهواء
ورئتاي ... فقيرة بالهواء
أعقاب السجائر .. تزين وحشتي .. ونافذتي ترضخ للدخان
ترتفع ألسنة الدخان مودعة صدري ...
وحشرجة أنفاس السَّحر... توشك على الهرب من زوايا غرفتي
رائحة عطرها .. تختبئ وراء فيالق قطع القماش المزجاة على المدخل
وروحها من خلف الغطاء ... تمارس شقاوتها المعتادة
أستشعر دفئ أنفاسها ... ولهيب إحساسها ...
تهرم الثواني بيننا ... والسحَّر ... يتوقد بعذوبة
حبيبتي ... لعمري ألف باب
أغلقت كل أبوابي ... وانتظرتك
أمسك بيدي اليمنى باقة .. وفي اليسرى ... شمعة
تحرقني الشمعة .. وأنا أنتظر وقت السَّحر ...
كل فجر يداهمني ... لا يخلو من عبق أغنياتك القديمة
هل تذكرين بقايا فنجان قهوتي ...
ذلك المنزوي خلف نافذتي الصغيرة
عندما كنت أرشف من كوبك عشقا ...
تتأملين .. فراغي .. من ارتشافها
لا لشيء ... بل لتقرئيها ....
وتزينين هامش أيامي بظنون من وحيك
.
/
.
\
.
/
.
\
أحزاني .. تتشبث بأحزانك ...
وقطرات العرق تتساقط مني
أزحف وراء السَّحر
وتركضين وراء الانتظار
وأنا ... خطواتي تخطو ولا تخطو
طفل أتعلم المشي ...
خطواتي .. مرتبكة وثقيلة
والأرض تبتعد من أمامي ... وتستقر تحت قدمي...
ومدينتي الصغيرة ... تستعد لاستقبال الفجر
الانتظار يجتاح بقايا لهفتي
والنافذة تستمر في الترقب
ولا تعطي أي إشارات لوصول السَّحر
الطريق يتسع لدبيب قدمي المتعبتين
السرير احتضن أنفاسنا المتحرقة حبا .. وشوقا ... ووهما .. وهَما
وقت السحر .. ضاق ذرعا بي ... وضقت ذرعا به
مزيد من الثواني ... لم تتحمل أي شيء من هذا أو ذاك
وقت السحَّر ... تخيل أن ذلك يحدث كل لحظة
أبقيت الباب مفتوح
والنافذة مفتوحة ...
وقلبي .. أيــــــــــــــــــضــــ ـا ..
وانتظرته
همسة
ارفع جروحك عن نصـال الخناجـر
نـزفك عــزيز ومثلك النجــم لا طـــاح
ولا تنحني للريــح والذل فـاجـــر
والخـوف ســـاس الـذل والغبن ذبـّاح
