(الإنسان أغلى ما نملك))
الإنسان أغلى ما نملك.. مقولة تنتشر على مستوى الكلمات في أشد دول العالم تخلفا وظلما وبطشا !! وهي لا تعني
بحال من الأحوال الإهتمام بالإنسان فكرا وروحا وجسدا ..وأنا لا أجني على دول العالم التي تطلق
هذه المقولة ،ولكنه الواقع المر الذي يفضح هذه المقولة ويعريها !! إنسان معظم دول العالم الثالث
فكرا وروحا وجسدا ..انه -إلا من رحم ربي -خاوي الفكر ،مخروم الروح مهلهل الجسد....
خاوي الفكر ..فمن أين يأتيه فكر وهو الذي استنفذ جميع قواه من أجل ان يخطف لقمة عيشه
وعيش أولاده من فم تنين الجوع والجشع المسلط على كاهل الشعب ...
مخروم الروح ..فما الروح الغارقة بطين الخوف والهلع والترقب ..بطين المخاوف والشدائد والمغريات.. بروح!!
مهلك لجسد ..فجسد ابن العالم الثالث هدته علله التي لا تكاد تعد او تحصى...
وعلى الرغم من انتشار هذه المقوله في بلادنا ،إلا ان الانسان في عالمنا ..الذي فيه( الانسان اغلى ما نملك) ..
يحارَب في فكره وروحه وجسده..ويحارَب في لقمة عيشه أملاً في تذليل ما تبقى لدى انساننا من كرامة وضمير
ولست اشك بأن الانسان في أنظمتنا هو أغلى ما تملكه الأنظمه الحاكمة ..فهو البقرة الحلوب ..
بئر نفط سلطات الحكم ،وهو الليمونه التي ترمى حال ما تعصر!!
الانسان في بلاد الانسان اغلى ما نملك ..مهدر الطاقات ،مهدر القدرات ،تتنازعه المخاوف والشكوك
والولاءات ،وهو بعد هذا كله لا يساوي بلحمه ودمه ،بفكره وروحه وجسده شيئا في قاموس سلطات
بلاده إلا بمقدار ولائه للانحراف والانحلال والتبعيه ،فإذا ما ترفع هذا الانسان عن الانحطاط
والسفاسف ،وترفع عن الذل والتبعية ..وإذا ما تمتع بضمير حي ، وحس يقظ ..
فانه لن يساوي مداد الحبر الذي سيخط فيه أمر إعدامه ...
هذه هي بكل بساطة فلسفة
(الإنسان أغلى ما نملك)
...والله المستعان
