-
رحلتي مع الإرشاد (55)
[frame="10 98"]
رحلتي مع الإرشاد(55)
هذا مقال كنت قد نشرته في موقع جامعة الملك سعود/ السنة التحضيرية قارنت فيه بين حالي لما كنت في وزارة التربية والتعليم وحالي الآن لما عملت في السنة التحضيرية مسئولا عن التوجيه والإرشاد ، أترككم مع هذا المقال لعله يكون مفيدا لمن لا يعرف شيئا عن السنة التحضيرية .
لم يدر بخلدي يوما أن أكون أحد المسئولين عن التوجيه والإرشاد في السنة التحضيرية بجامعة الملك سعود ، ولكنه حلم أصبح حقيقة فكم كنت محبا لهذا الصرح العلمي المتميز صرح جامعة الملك سعود، أنا لايهمني سعة البناء وأناقته بقدر ما يهمني من يعمل في هذا البناء من رواد العلم والمعرفة - سبحان الله - جلست أقارن بين عملي في وزارة التربية والتعليم (سابقا) وعملي الآن ، فلاحظت أشياء وأشياء ، أحسست أن العمل مع الطلاب يختلف إلى حد بعيد عن العمل بين المكاتب من اجتماع لاجتماع ومن تعميم إلى تعميم ، ولا أحد يعلم ماذا تفعل؟ ، وجدت العمل الميداني أكثر متعة وأكثر حيوية ، وجدت أن أفكاري لايحتاج أن أصبها على ورق وأرسلها باليريد لتصل إلى أناس يضعونها في أسفل درج من أدراج مكاتبهم ثم لايسألون عنها شيئا، وحتى من يتابعها لاأحد؟ .
على العموم السنة التحضيرية أو قل سنة الإعداد للحياة وليس للجامعة ، كان الطلاب قديما يتخرجون من التوجيهي ويدخلون الجامعة مباشرة بدون مقدمات ، وقد يكون هذا سببا في إخفاق الكثير من الطلاب ، فالطالب بحاجة ماسة لتهيئته قبل كل مرحلة دراسية ، يحتاج إلى من يعلمه ويعرفه ماهي الجامعة ؟وما الفرق بينها وبين دراسته في التعليم العام ؟، يردد الطلاب كثيرا كلمة ( تعلم ذاتي ) أي أن الطالب يعلم نفسه بنفسه عن طريق الأبحاث والمشاريع والتكاليف، لم يعد متلقيا كما كان في مراحل التعليم العام ، لذا سيكون غريبا عليه الدراسة في المرحلة الجامعية ، الطالب يعاني من مشكلة الخجل ، والأمر يتطلب في الجامعة أن يقوم بتقديم بحثه أمام زملائه ، وهذه صعوبة نفسية لابد أن يتغلب عليها ، الطالب بدأ يفكر ماذا بعد التخرج ؟ بناء أسرة الحصول على وظيفة ، هل بمقدوري أن أواصل الدراسة وأحصل عل درجة الماجستير والدكتوراه ؟، الوقت تغير إذا لم يكن لديك شهادة عاليه فلن يقيم الناس لك وزنا، هذه أفكار يحدث الطالب بها نفسه وتشغله في غالب وقته فمن يجيب عنها ؟
قبل بدء عملي في السنة التحضيرية شاهدت فلما يوضح الفرق بين الدراسة الجامعية والدراسة في التعليم العام وشاهدت الانجازات التي وفرتها الجامعة لطلاب السنة التحضيرية ( روعة البناء ، الصالات الرياضية ، الأندية الشبابية ، المدربين المؤهلين الذين يتبسمون في وجوه الطلاب يدربونهم على مهارة التواصل الذي يقودهم إلى النجاح في الحياة ، الحقيقة ان طالب السنة التحضيرية وفر له مالم يوفر لغيره فتمنيت أن يعود بي الزمن إلى الوراء 35عاما عندما كنت طالبا في كلية اللغة العربية ندرس في عمارة قديمة على شارع الوزير في الرياض نتمنى الحصول على الماء البارد وضعت لنا العمادة بوفيه( مقصف) في السطح يفتقر إلى أدنى وسائل الراحة والنظافة وقد حرموا علينا الخروج لنتفسح ونفطر في حلة العبيد وكما سميت أخيرا حلة الأحرار فكلنا عبيد لله ، حيث قالوا لنا لايليق بكم الجلوس في هذه المطاعم أنتم طلبة علم، ولكن السؤال المهم ، هل يلاقي الطالب هذه الجهود التي وفرها المسئولون في إدارة الجامعة له بالجد والاجتهاد واستثمارها في صالحه وصالح الوطن هذا ما أتمناه ،والله الموفق إلى سبيل الرشاد.
