.+.خطــــــوات هـــــــادئة على رمـــــل نـــــدي .+.
كم هو بخيل ذلك الإنسان الذي عارك الحياة
وانتصر عليها .. بحنكته .. بتجاربه .. بمهارته
ثم جمع كل أحداثها التي دارت معه
وأخفاها في صندوق صغير
أقفله .. ورمى بمفتاحه في بئر عميق
لكي لا يتصدق بثمن تجاربه على أولئك الضعفاء الذين وقفوا ببابه
طالبين منه العون بالرأي والمشورة
اصنع من نفسك شخصا مهما
أحكم قبضتك القوية على الأحزان
لا بد وأنها ستخور بين يديك
ستعترف لك بأسرار الحكمة والحياة
تلك التي كنت تبحث عنها
في كل شيء
ما عدا الأحزان
إذا سرت يوما قرب الأوحال
فسر شامخا
ارفع رأسك عاليا
واجعل شعاع الشمس ينعكس على جبهتك
واحمد الله أن رزقك قلبا يتحسس الشبهات من حول الحفر
ويدق في روحك نواقيس الخطر
ويرفع لافاتات تفول
احذر أن تقترب
فالمنطقة موبوءة
انعطف يمينا واسلك الاتجاه المعاكس
فحتى إن استطاعوا أن يغيروا طريقك
لن يستطيعوا أبدا أن يغيروا المؤمن الساكن في أعماقك
لا تعتب عليهم
لا ترمقهم يوما بنظرة لوم واحدة
فهم على هذا الوضع منذ سنين طويلة
يجلسون كالأطفال أمام البحر الباحث عن زرقته
يبنون قلاعا واهية من الرمال الملوثة
ليأتي رجل بثياب طفل يدعي البراءة
قد سلطه الله عليهم
فيحيل كل ما بنوه في حياتهم إلى دمار
بخطوة واحدة
من نعله الأسود
لا تحتجز نفسك يوما في خانة ضيقة لا تستطيع منها الهروب
اجعل نوافذ قلبك مفتوحة دائما
ولتجلس طويلا على شرفة الأمل تقلب النظر
لا بد وأنك سترى العالم
أوسع مما كنت تراه
قبل دقائق معدودة
مهما عاندتك الأيام
و نكأت جراحك الخطوب
كن ثابتا
كن راسخا
كالجبل الذي لا يسمح للرياح مهما قويت أن تزحزحه
ولا أن تعبث به
وافتخر بنفسك
بماضيك التليد
بأجدادك
بأمجادك
وكن أعند من الأيام
غير نظرتها إليك
دعها تحملق فيك من جديد
اجعلها تمزق صورتك القديمة من خيالها
لتضع محلها صورة المتحدي العنيد
كن ذلك الجندي العتيد
الذي يقاتل بضراوة حتى الرمق الأخير
فإذا مات
استحق أن يلقب بالشهيد
قيل:
حين يكتب الإنسان بعاطفة ٍ صادقة ،، فسيوصل للناس تلك العاطفة ،، فإن كتبَ كلماته فأَسالت دمعه ُ رقراقا ً فليعلم أن هناك مهجا ً ستذوب وتذوي كلما قرأت كلامه ،،
عندما تمتزج ُ روحك بروحٍ أخرى ،، وحين تشعر بأن قلبيكما يدقان دقة واحدة ، دقة ً واحدة ً تمد كلاكما بالحياة ، دقة ً واحدة ً تدلل على أنكما كيانٌ واحد ،، وروح ٌ واحدة ،، وإن اختلفت الأجساد ُ والصور ،،، عندئذٍ ،،، تذوق السعادة الحقيقة .
عندما تفقد الصديق والصاحب الذي ما تعودت أن تتمتمَ إلا في حضنه ،، وما تعودت أن تتعلم أبجدية َ الحياة إلا في استدارة عينيه ، والذي رفضت العشرات ممن كانوا يخطبون ودك من أجله ومن أجل إخلاصك له ،، حينئذٍ ،، تستحيل الدنيا إلى غابة ٍ مرعدة ، ويقابلك عالمكَ مكفهر الوجه مربد القسمات ،، ويستحيل قلبك إلى آنية ٍ خزفية ٍ مهشمة ، أو وردة ٍ ذهبت نضارتها ويبست على عودها ، فاغتالتها يدُ صبي ٍ لاه ٍ فسحقتْ صمتَ موتها وبددته ، فعبثت الريح بها ما شاءت .
خطوات هادئــة .. تموج بالفكر النير ..
و تتوشح بالحكمة النورانية التي تنطلق من روح مؤمنة ..
و هل الروح إلا تلميذة في مدرسة الحياة ..
تأخذ من الإيمان دروسها لتكتسب رؤى عميقة
تمتد من كينونية يقينها بالله إلى مدى تطلعاتها في الوجود ..
و تثمر حينئذ بحرف يأخذ ألقه مسارا في النفوس !!
أعجز عن الرد ..فيراعك أصبح وسام للإبداع !!
تحيتي..
