رسـالة من مسلم إلى الشيخ الشتري
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين كالمبتدعة والمشركين وكل من سب أصحاب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، ورضي الله عن أصحابه أجمعين .
والله نحن في زمن تعالت فيهأصوات البهائم البشرية تحت مسمىحرية التعبيرالذي كان فكرة أجنبية أتت إلى مجتمعنا الإسلامي فكان يحمل أفكارا مضلةمن ضمنها الاستهزاء برسول البشرية فما لقوا منا إلا أسودا لا ترحم فأعلنا المقاطعةفأصبحوا تحت مخالبنا بتوفيق من الله عز و جل , ولكن عندما يكون من بيننا أمثالهؤلاء المظلين فلاخير فينا إن لم نردعهم , ففي هذه الأيام ارتفع صوتهم على من همخير البشرية بعد رسول الله وأصحابه الكرام والسلف الصالح ألا وإنهم مشايخنا الكرامالذين يبذلون الكثير والكثير من أجل دين الله عز وجل فكما علم الكثير منا علىالانتقادات من كثير من الصحفللشيخ الكبير : سعد بن ناصرالشتريعلى رده الذي حدث في قناة المجد الإسلامية لأحدالسائلين عن أحداث جامعة الملك عبدا لله التقنية الحديثة من الاختلاط الحاصل يسرني في هذا المقام أن أشكرذلك العالم الرباني المسدد الشيخ / سعد الشتري شكر الله لك فضيلة الشيخ وأسأل الله أن يرفع قدرك ويغفر ذنبك وييسر أمرك ...
لقد تذكرت قوله سبحانه ( ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما) وأنا أرى تلك الحملة الإعلامية الظالمة على فضيلة الشيخ سعد بن ناصر الشتري ، عندما صدع بالحق في إنكار الاختلاط المقر بجامعة العلوم والتقنية ، الذي سيكون في جامعة الملك عبدا لله فهنئا والله للشيخ صدعهبالحق وثبتك الله وأيدك وكثر الله من أمثالك وجعلك مباركا أينما حللتورحلت .
الجدير بالذكر/ أن العلمانيون أو الليبرالية ( بغال الليبراليةاشتاطوا غضبا على الشيخ سعد الشتري ولا كوه بالكلام القبيح لكنلا يضرالبحر أمسى زاخرا ....أن رمى فيه طفل بحجر (بحجرين , بثلاثة , بأربعة .............الخ)
والسحاب لا يهمه نبــح الكلاب ....
ففي خضم هذه أو تلك ـ اندفعت أقلام كان الأولى بها أن تكسر لا لتكتب عن هوى وتحط وتطايرت كلمات من أفواه مستأجره كانت أولى بها على قلتها لتعلن حربها على الثوابتوالقيم وما يتصل بها ـ بدابالمناهج الشرعية الهئيات والعلماء والدعاة وحلقات التحفيظ وغيرهاـ فكانوا أداة العدو في اختراق الأمةوتسويق مشاريعه باسم التغيير والتطوير ( يسارعون فيهم يقولون نخشى أنتصبينا دائرة ) وهذا ديدنهم . كلما نزلت بالأمةنازلة أو المت بها ملمة ( ولونشاء لاريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم فى لحن القول ) ما فجاؤنا ليس هناك من حدثإلاويظهرون في صور وأشكال قد تتباين لكن المخازيا واحدة .
وما هم اليوم إلا من عرفناهم بالأمس حال الأمة معهم يقول بقول القائلاشكواإلى الرحمن من علق يعيش على جراحى من جلدتى لكن اشد على من طعن الرماح اخذالديانة عن مسيلمة الكذوب وعن ساجـحى من كل تيس كلما كبرت بربر للنـطـاحعميو بصائرهم , طمس معاشرهم , كانهم فى مراعى وهمهم غنم, فالشر منطقهم , والغدر شيمتهم , والخبث ديدنهم إنالعدو همو , هدرت شقاشقهم وقرت , وظهرتبعض الحقائق واستقرت , وأخرجت الصدور دفائنها وافتضحت , وعناللبن الصريحالرغوة انجلت . وسكتنا كل هذه المدة لا سكوت المشدوه عقدت الحيرة لسانه , ولا سكوتالجنان سكنالهلع جنانه, ولا سكوت الغافل تفاجاه الاحداث فيجنو لها ويطرقويعيا بيانه , لكننا سكتنا سكوت المعتد بايمانه ويقينه ,المستبصر فى ماخذومدارك شئونه , الواثق بان هذه الاحداث وان اعتكلرت ظلماها ,غمرات ثم ينجلين, وانهذه المكائدمردودة في نحور الكائدين , ولا يحيق المكر السيىء إلا بالماكرين , وان العاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين .
ظهر لنا أحدهم في صحيفة "الوطن"، أو بتعبير أدق: الجريمة التي ارتكبت بحق الوطن. رأيت على يسار الصفحة الأولى صورة عالم شاب، هو عضو في هيئة كبار العلماء بالسعودية، وعلى يمين الصورة تعليق يقول: "غبار الشتري و"المجد"وهنا أقول للأقلام المأجورة لم يشوش الشيخ والقناة على حلم الملك؟". كان الشيخ الشتري واجماً في الصورة لا مبتسماً، وهو ما يؤكد أنه تم اختيارها بعناية ، ومع "فظاعة" الجرم الذي ارتكبه الشيخ. بدا الشتري كأنه "مجرم حرب" أو قاطع طريق أو متهم بعملية اختلاس كبيرة.
شدني العنوان ويبدو أن رئيس تحرير الوطن، كان يأخذ عناوين من صحف أخرى وهنا لي هذه الكلمات لابد أن يعرفها كل صحفي (( إن الحراك الثقافي والأدبي والصحافي الذي ازدهر في السعودية خلال السنوات الأخيرة يجب ألا يتحول إلى ظاهرة سلبية تقوم من خلالها فئة محددة بإقصاء فئة أخرى أو تهميشها أو وصمها بالعنف أو اللا وطنية لمجرد أنها تختلف معها. إذا كان الأمر كذلك، فلا يمكن أن يكون هذا الحراك إيجابياً، بل هو ظاهرة مرضية تنذر بمزيد من الاستقطاب والاحتقان والتوتر. بل يمكن القول إن اتهام الشيخ الشتري أو غيره من الفقهاء بضعف الانتماء الوطني أو "اللين", و إن التخوين والاتهام با اللا وطنية هو الوجه الآخر للتكفير, وكلاهما سلوك إقصائي استبدادي ضار بالوطن (في التاسع من أيلول/ سبتمبر كتب خاشقجي في "الوطن" متهماً الداعين إلى تأجيل الدراسة باللا وطنية, وبعدها صدر القرار الملكي بالتأجيل..هكذا استسهل الرجل تخوين قطاع كبير من الشعب بجرة قلم, ومع أنه عارض إرادة ملكية وشعبية فإن أحداً لم يتهمه باللا وطنية). لا أرى فرقاً كبيراً بين من ينال من هيبة الحاكم، وبين من يشتم علماء الدين، فالهجوم على هيئة كبار العلماء والتعريض بأنها "هيئة للمشاغبين والمحاربين" هو هجوم ينال من هيبة الدولة السعودية ذاتها، ويضع شرعيتها موضع تساؤل.
في هذه الأيام أصبح بغال الليبرالية أصبحوا يثورون ويشرعون سيوف التخوين والاتهام باللا وطنية على مشايخنا واتهامهم وتبييت النية على أنهم يردون تدمير "الحلم" والانقضاض على المشروع الوطني ووأد الحداثة واغتيال الحضارة... هكذا ببساطة، يتحول عضو في هيئة كبار العلماء، له مواقف مشهودة في خدمة الدين والوطن لفريسة لأحد الأقلام ألمستأجره حسبنا الله ونعم الوكيل .
وإليكم بعض الأدلة من الكتاب والسنة على تحريم الاختلاط يا بغال الليبرالية :
1. قال الله تعالى في قصة موسى عليه الصلاة والسلام ( وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ .فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ .فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) القصص: ٢٥.
2. قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفوف الصلاة: (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها, وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها) فدل هذا الحديث الشريف على ما يلي :
أولاً: على انعزال النساء عن الرجال في صفوف خاصة بهن منعاً لاختلاطهن مع الرجال في أثناء العبادة وفي المساجد فكيف يجوز لهن الاختلاط في الجامعات.
ثانياً: دل الحديث على أن خير صفوفهن آخرها لأنه أبعد عن الرجال مع ما يلزم من ذلك من بعدهن عن الإمام وتمكنهن من سماع صوته حفاظاً عليهن وعلى الرجال من الفتنة لأن درأ المفسدة مقدم على جلب المصلحة.
3. لماذا المرأة إذا صلت وحدها مع الرجال تكون خلفهم منفردة مع أن الرجل لا يجوز أن يقوم وحده خلف الصف إلا لأن اختلاط المرأة بالرجال لا يجوز. قال أنس رضي الله عنه: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت أنا ويتيم خلفه وقامت أم سليم خلفنا.
أما تلك الهجمة على الشيخ فلا تستغربها من هؤلاء ، فهم تبع لأسلافهم المنافقين ، ولأسيادهم الغربيين (أتواصوا به بل هم قوم طاغون ) وما هجومهم على الشيخ صالح اللحيدان عنا ببعيد ، فليست الأولى ولن تكون الأخيرة ، والله أعلم ، ما داموا لا يجدون من يردعهم ويأخذ على أيديهم ( لتأخذن على يد السفيه و لتأطرنه على الحق أطرا أو ليخالفن الله بين قلوبكم٠٠٠)٠
ومع مرارة هذا الهجوم والفجور في الخصومة ولكن له فوائد كما قال الله سبحانه في حادثة الإفك (لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ) .
· رفع منزلة الشيخ سعد، وبيان حكمته وسداد رأيه ، حيث صدع بالحق في وقته المناسب لا تأخذه في الله لومه لائم ، وهو مؤمن بأنه لن يضره إلا ما كتب الله عليه ولو اجتمع الخلق كلهم ضده ، ثبته الله وسدده٠
· إظهار موقف العلماء ، وأنهم لم يسكتوا عن هذا الباطل الصريح ، وليس كما يتهمهم بعض المتعجلين ، فلو طلب الشيخ من هذه الوسائل نشر موقفه لما استجابوا ، ولكن تشنيعهم عليه أظهر الحق (وإذا أراد الله نشر فضيلة / طويت أتاح لها لسان حسود )
· إن هذه الحملة الإعلامية على الشيخ ومن هو في منزلته أوصل الحق لمن بيدهم القرار ، حيث أن كثيرا من مواقف الإنكار قد تحجب فلا تصل إليهم٠
· إن هذا الهجوم دفع بعض كبار العلماء للدفاع عنه ، وبيان صواب موقفه ، بل تأييدهم له ، وإنكارهم لهذا المنكر العظيم، كما فعل الشيخ ناصر العمر و الشيخ صالح الفوزان وغيرهم ، علما أن الشيخ صالح مشهود له بمواقف الإنكار علانية قبل هذه القضية ، وقد ناله من هؤلاء المنافقين الأذى والظلم والبهتان٠
· إن هذا الهجوم أظهر المنافقين على حقيقتهم وكشف عوارهم بادعاء حرية الرأي ، فماذا فعل الشيخ سوى أن قال رأيه ؟
(وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون. وان يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين. أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون) ،، قاتلهم الله أنى يؤفكون٠
وأخيرا:
فأن أهل الباطل مصرون وماضون في طريق الإفساد كل في موقعه ، وشعارهم (أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشئ يراد) ، ولكن المحزن أن انهزم بعض الأخيار واستسلموا لهذا الضغط الإعلامي الرهيب (رهبة أو رغبة) ، فحدث تلبيس على الناس وتهوين للمنكر ، ولكن مع مرارة هذا الأمر فسنة الله جارية ( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب) فكم في كشف حقيقة هؤلاء من منح عظيمة تفوق تلك المحن٠
اللهم اعزنا بالإسلام واعز الإسلامبنا
اللهم طهر نسائنا من كل فكر منحرف وضال
اللهم أكرمهمبالتسلح بالإيمان واخذل كل من أراد لنسائناوشقائقنا بالتبرج والخروج عنمنهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلموخلفائه الراشدين ابي بكر وعمر وعثمانوعلي رضي الله عنهمأجمعين ...
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وارنا الباطل باطلاوارزقنا اجتنابه
ختاما.. لابد من العلماء إن يتقوا الله في المسؤولية الملقاة عليهم، لأنها مسؤولية سنسال عنها أمام الله تعالى.
أعتذر عن الإطالة ...
ما كان من صواب فمن الله، وما كان من خطأ فمن الشيطان أو مني ومن نفسي الأمارة بالسوء.
والله تعالى أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه الفقير إلى الله الراجي عفوه وغفرانه
شبل الإسلام ...
17 شوال 1430 من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم .
