مواطن ينطق الشهادتين ويلقي نفسه في السيل منقذا أسرة من 6 أشخاص

أب يعفو عن قاتلي ابنه قبل 24 ساعة من تنفيذ القصاص بالعلاhttp://www.taibanews.com/inf/newsm/2423.jpg


قبل 24 ساعة من موعد تنفيذ القصاص بحق رجل وامرأة في محافظة العلا التابعة لمنطقة المدينة المنورة لقيامهما بقتل الشاب سليم المشعلي قبل ما يزيد على 9 سنوات رميا بالرصاص.. تنازل والد المجني عليه المواطن عبدالله بن سالم المشعلي عن حقه في القصاص لوجه الله تعالى، رافضا أي مساومات في القضية، التي ظلت على مدى ستة أشهر محل شد وجذب من قبل العديد من المحسنين والمقتدرين ووجهاء القبائل، ليتوج ذلك الجهد بتصديق تنازله شرعا في ساعات متأخرة من مساء أول من أمس.
فصول الحادثة بدأت قبل ما يزيد على 9 سنوات حينما شرع أحد المعلمين في محافظة العلا في مساعدة امرأة على استدراج الضحية ومن ثم قتله، لتسفر جهود الأجهزة الأمنية آنذاك عن القبض على الجانيين، اللذين اعترفا بجريمتهما، ليصدر حكم شرعي يقضي بقتلهما.
وقبل ما يزيد على 6 أشهر سرت معلومات في أوساط محافظة العلا حول دنو موعد تنفيذ القصاص بحق الجانيين بعد أن رفض ولي الدم التنازل عنهما أيا كان المقابل، ليقود مدير شرطة العلا العميد صالح العروي، ومدير مركز النجيل سامي سعد السناني وعدد من مشايخ شمل بلي جهودا مضنية في سبيل تنازل ولي الدم عن حقه بالقصاص، مقدمين له بذلك مبلغ 5 ملايين ريال، غير أن الأخير ظل مصرا على حقه في القصاص.
وقبل 24 ساعة من موعد تنفيذ القصاص بحق الجانيين، عاود مدير شرطة العلا ومدير مركز النجيل التابع للمحافظة وعدد من وجهاء القبائل مساعيهم في القضية، والتي تكللت بإعلان ولي الدم تنازله عن القصاص لوجه الله تعالى.
وكشف العميد العروي عن تفاصيل الساعات الأخيرة قبل موعد القصاص، قائلا إن هناك ترتيبات تمت بين عددا من المشايخ والمحسنين في المنطقة لمقابلة الأب وإقناعه بالتنازل، وبعد ما يزيد على الساعة ونصف الساعة من التحدث معه، وبالرغم من أن أحد المحسنين التزم بتقديم عشرة ملايين ريال في سبيل التنازل، إلا أن الأب صمت لبعض الوقت، ثم قال: تنازلت لوجه الله الكريم، ولا أريد شيئا إلا من الله. وأضاف العميد العروي: اضطررنا بعد ذلك إلى مجاورة الأب في مجلس الصلح خشية أن يتعرض لمؤثرات خارجية قد تحول دون إتمام العفو، وأبلغنا في الوقت نفسه محافظ العلا بتنازل الأب وضرورة حضور كاتب عدل من المحكمة حتى يكتسب العفو الشرعية. وتفاعل المحافظ مع الأمر سريعا، إذ وصل عدد من المشايخ إلى مجلس الصلح، وسجلوا تنازل الأب شرعا. كما تم الرفع لجهة الاختصاص لإيقاف قرار التنفيذ بحق الجانيين بعد تنازل ولي الدم.

بارك الله فيه وكثر من المثاله

الله يجزاه خير