مقال للكاتبه / جهير بنت عبدالله المساعد من صحيفة عكاظ
اللافت للنظر في تصعيد الحديث عن النوادي الرياضية النسائية
أن الجمع الغفير مشكورا قدم أوراق اعتماد طلباته في إتاحة الفرصة للنساء
الرياضيات، ولم يتساءل أحد كريم ماذا عن الرياضة للرجال؟
وماذا قدمت لهم؟ وكيف إقبال الرجال على ممارسة الرياضة؟ وأين؟
إن حال الأندية الرياضية الرجالية ليس على ما يرام،
والأماكن التي يجد فيها الرجال فرصتهم لممارسة الرياضة ليست بالمستوى
المأمول أو الآمن،
وفي النوادي الرياضية الرجالية الكثير والعديد من السلبيات والإعاقات،
وتنتشر فيها عدة ثغرات معيقة ومؤثرة وتكاد تكون خطيرة،
لكن لا أحد يناقش أوضاعها ولا آلياتها ولا نفقاتها ومصادر تمويلها ولا إلى من
تكون مرجعيتها الأساسية،
في حين أن الأندية الرياضية النسائية أشغلت الصحافة والصحافيين،
مع العلم أن النساء يمارسن رياضتهن المفضلة في أماكن عدة تجارية موجودة
في الميدان لكن باسم غير مسماها الحقيقي،
فكلمة (مشغل نسائي) تعني غطاء لأعمال خاصة لا يظهر لها إعلان،
منها الرياضة والتدليك والمساج و.. و.. وكلمة مركز أيضا تحتمل أكثر من تفسي
ر إلى المستشفيات الأهلية وحتى البيوت الخاصة.
ففي الواقع والحقيقة لا شيء ممنوع عن النساء بما في ذلك السباحة والتنس
والقفز وركوب الدراجات والمشي والجري وحتى رفع الأثقال.
إنما الأماكن المتاح فيها كل ذلك أو بعضه تحمل أسماء غير صريحة وعليها
أغطية من كل اتجاه، ولكم أن تتخيلوا مسبحا لا يرى الشمس،
ومسبحا في الدور التاسع بينما المسابح في كل بلاد الدنيا أرضية.
وتخيلوا آلات رياضية لا يشرف عليها مختصون ولا يرعاها مختصون
ولا هي تحت إشراف مختصين،
وتخيلوا أن الجهات المعنية بالتراخيص فيها لغط وعليها غموض وتتداخل
شبكاتها وكأن طالب الترخيص في متاهة عامة.
أريد أن أقول: واقعنا ــ النسوي ــ مليء بكل ما هو ممنوع ومرغوب لكن تحت
غطاء التستر والفوضى والاجتهادات الشخصية والواسطات.
أما المؤسف فإن أحوال الرجال في هذه الشؤون ليست أسعد كثيرا، لكن مسكوت
عنهم لأنهم ليسوا نساء. ويبقى في حلقي سؤال غصة:
ماذا قدمت النوادي الرياضية للشباب الذكور حتى نطالبها بشيء للإناث؟
أين جهودها في احتواء الشباب الذكور وهي مصرح لها ولها إعانات وميزانيات
ومجالس إدارات؟
ماذا فعلت الأندية الرياضية الرجالية حتى نطمع بأندية رياضية نسائية؟
تقوم بواجبها.. في رأيي إصلاح الموجود أولى من البحث عن المفقود.
