يا سمو الوزير ويا معالي الوزير !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:
:
: :
: :
مقال د. وليـد أحمد فتيحي
نشرت بجريدة عكاظ اليوم
الثلاثاء 26 مايـو 2009م
يا سمو الوزير ويا معالي الوزير
وإنها لمصيبة كبرى عندما يصبح الشباب عبئاً ثقيلاً ولا ُيؤهل التأهيل الصحيح وُيصبح إعداده عبئاً وتفعيله عبئاً وتوظيفه عبئاً أكبر.
إن بلادنا تمر الأن بعقود الشباب ولن تطول هذه الحقبة وسننتقل شئنا أم أبينا في خلال ثلاثة عقود إلى مرحلة أخرى يزداد فيها عدد المسنين وان الإستثمار الحقيقي في بلادنا في هذه المرحلة ليس في زيادة أرصدة البنوك أو في ارتفاع الأسهم ولا في الاحتياطي المالي العام بقدر ما يكون في زيادة الرصيد الجسدي العقلي النفسي في شباب هذا المجتمع وارتفاع قيمة الواحد منهم داخلياً ودولياً في عصر العولمة.
فكل أموال الأرض في أيد لا تعرف كيف تستخدمها وتسخرها وتجندها في بناء مجتمعاتها سيكون وبالاً على المجتمع ومعول هدم لا بناء.
ولذلك سيكون حديثي اليوم عن اهم استثمار في اي مجتمع الا وهو الاستثمار في صحة المجتمع بمفهومه الشامل من جسد وعقل وروح.
إن الدول المتقدمة تصرف ما بين (8-16%) من دخلها القومي على الصحة في حين نصرف في بلادنا مايقل عن (5%)، وقد فكرت كثيرا ما هي انجح وأسرع وأفضل طريقة لنشر الوعي الصحي السليم في المجتمعات وخاصة المجتمعات الشابة مثل مجتمعاتنا هذه التي مازالت في فترة الشباب علماً بأن معظم ما يصرف على الصحة يمكن تفاديه بالوقاية وانتشار الوعي الصحي واتباع اسلوب حياة صحي.
فالريال الذي يصرف اليوم في الوقاية يمكن ان يوفر عشرات الريالات بل مئات الريالات في معالجة تبعات ومضاعفات هذه الامراض وهذا ما تبينه الدراسات، فعلى سبيل المثال وجد أن صرف 248 مليون دولار في البرامج التوعوية لمحاربة التدخين في أمريكا وفّر خمسة بلايين دولار في الأمراض الناجمة عن التدخين وذلك لحماية 450 ألف شخص من أن يصبحوا مدخنين أي كل دولار يوفر 22 دولاراً (22 ضعفاً)، وقد وصلت الى قناعة إن أنجع واسرع طريقة هي تحريك هذا الجيش من الأطفال والطلبة والشباب لتغيير مجتمعاتهم ليصبحوا هم الضمير الحي لكل عائلة ويصبحوا هم المعلم والمدرس في البيت والشارع والسوق .. ولكن كيف يتم ذلك؟
أنني أؤمن بأن وضع منهج قوي نظري وميداني للتربية الصحية يُنفق عليه بإغداق ويصبح هذا المنهج منهجاً رئيسياً في المدارس يبدأ في مرحلة الإبتدائية ويتدرج في عمقه وتفاصيله والجزء العملي منه والميداني لمرحلة الثانوية ويختبر فيه الطلبة تحريرياً (لايتم إنجاح أي طالب لم ينجح في هذه المادة وإن نجح في كل المواد الأخرى)، واستنفار أفضل الكوادر في هذا المجال وإخراجها من منظومة وشروط السعودة. إننا ان نجحنا في تطبيق مثل هذ المنهج فإننا سُنفعل أكثر من ربع المجتمع خمسة ملايين من المجتمع كسُفراء في كل بيت وكل شارع وكل سوق وكل مسجد ليصبحوا ضميرهذا المجتمع.
نعم .. لنجعل من ابنائنا اساتذة لنا.. ليصححوا طريقة حياتنا ان كانت غير صحية.
لنجعل طالب الابتدائي يفهم كيف يؤذيه استنشاق دخان المدخنين (التدخين السلبي) والأمراض التي ستصيبه من جراء استنشاقه لدخان الكبار الذين يجلسون معه ويطالب بحقه في استنشاق هواء نقي نظيف، ولنجعل الطالب والطالبة في المرحلة الإعدادية يغيرون طريقة التغذية في بيوتهم، ولنجعل الطالب في الثانوية يدرك كل الإدراك منذ مراحله الاولى ماذا يعني التدخين له وكيف يدمره وماذا تعني المخدرات وكيف ستنهي حياته ان سلك هذا الطريق، ولنجعل طالب وطالبة الثانوية على إدراك تام بخطورة ممارسة الجنس خارج الإطار الشرعي والتبعات المترتبة عليه من أمراض نفسية وجسدية فتاكة وفاضحة، ولنجعل كل طالب وطالبة مؤهلين لإجراء الاسعافات الأولية فبدلاً من أن نجد عشرات الشباب يوقفون سيارتهم للتفرج ويحيطون بإنسان يموت أمامهم بعد حادث سيارة أوسقوط من عمارة نجد شبابنا وشاباتنا يوقفون سياراتهم ويخرجون ليتنافسوا من منهم سيُكتب له اليوم أن يحيي نفساً تفعيلا لقول الله تعالى "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".
وُيدعم المنهج بزيارات ميدانية للمستشفيات ومرضى يحكون قصة حياتهم ومعاناتهم من جراء التقصير والإهمال في الأخذ بأسباب السلامة والصحة وما أكثر هؤلاء الذين يحبون أن يجعلوا من مأساتهم دروساً لغيرهم ليكسبوا أجرعرض العبرة لغيرهم وإرضاء ربهم.
وقد يكون من المناسب تصحيح كثير من السلوكيات الخاطئة غير الصحيّة في المجتمع مثل إلقاء النفايات في الشارع والبصق في الأماكن العامة وإلقاء أعقاب السجائر وإهمال الأخذ بشروط السلامة في قيادة السيارة، ومرة أخرى الزيارات الميدانية الى المستشفيات ومرضى ُأصيبوا بعواقب وخيمة من جراء هذا الإهمال تصل الى الشلل الرباعي وهم في ُمقتبل العمر ..
يا سمو وزير التربية والتعليم ويا معالي وزير الصحة ..
لو لم أعلم من أخاطب لم أكن لأكتب عن هذا المشروع الأن وهو في عقلي يعمل منذ أعوام طويلة ولكني أجد أنكما خير من يتبنى مثل هذا المشروع الحضاري لمعرفتي الجيدة بكما وإنني أتطوع أن أكون جندياً في هذا المشروع الذي هو جزء رئيسي في صناعة المواطن الصحيح الصالح وتفعيل التطبيق الصحيح لمعنى المواطنه على أرض الواقع.
وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير لوطننا الغالي..
د. وليد أحمد فتيحي
طبيب استشاري، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمركز الطبي الدولي
رد: يا سمو الوزير ويا معالي الوزير !
هذا الكلام مثل الحلم بالنسبة لي
ولكن إن لم يتحمس الوزير لهذه الفكرة فستبقى فكرة نظرية
ولن تجد لها مكانا على أرض الواقع
رد: يا سمو الوزير ويا معالي الوزير !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اغلب ظني ان الدكتور الفتيحي يريد ان يزيد مناهجنا منهجا ويزيد معاناتنا معاناة هذا الدور دور اعلامي
ثقافي توعوي يشترك فيه الجميع من صحة واعلام وإسلامية وحج وتجارة وتجار
ترى اين دور المؤسسات الصحية الخاصة في نشر هذا الوعي
لو الأمر منهجا فسيحفظ اليوم ويفرغ في ورقة الإختبار ويذهب مع المعلومات التي ذهبت
التركيز على الإعلام.... و ملاعب كرة القدم ولاعبي كرة القدم والأندية والمباريات فهذه لعمري
يراها ويرتادها
الاف الشباب بل مئات الالاف
لا نريد مزيدا من الكتب بل مزيدا من الوعي والإعلام الموجه خبراء في فن الدعاية والإعلان فتنظم
هذه الإعلانات وترسل برسائل واضحة وليست مشوشه بوسائل مشوقه وفي اوقات مناسبة
حتما سجني ثمارها وإما وانك تبحث عن عصا سحرية لتحرك بها جبال فهذا لعمري هو
المستحيل بعينه قم بدورك ودور مؤسستك الصحيه وكن قدوة للأخرين فأنت ومؤسستك جزء
من المجتمع لو صلحت وتأسى بك من تأسى لصلح المجتمع
كفانا إنتظار وعرض للمشاكل وكفانا ننتظر دوما من يعلق الجرس
رد: يا سمو الوزير ويا معالي الوزير !
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبدالرحمن
هذا الكلام مثل الحلم بالنسبة لي
ولكن إن لم يتحمس الوزير لهذه الفكرة فستبقى فكرة نظرية
ولن تجد لها مكانا على أرض الواقع
اشكر لك حضورك بارك الله فيك و وفقك واسعدكم في الدارين
رد: يا سمو الوزير ويا معالي الوزير !
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة << جميل>>
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كفانا إنتظار وعرض للمشاكل وكفانا ننتظر دوما من يعلق الجرس
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بالاستاذ جميل
اشكر لك اضافتك القيمة
فالمطلوب في مقال الفتيحي شيء وما هو ممكن شيء آخر
ولكن تبقى فكرة كشمعة في الظلام لعلنا نجد من يقتبس منها ليضيء ما حوله
اشكر لك حضورك بارك الله فيك و وفقك واسعدكم في الدارين
رد: يا سمو الوزير ويا معالي الوزير !
مشكلتنا في الوقت الراهن
الكفاءة الاداريه والقياديه في المجتمع العربي
وعدم تقبل الاقتراحات والدراسات
شكراً لك
تحيه ع ــطره
