بسم الله الرحمن الرحيم رب السماوات و الأرض و ما بينهما و لا إله غيره
و الصلاة و السلام على خاتم النبيين و آله و صحبه و من والاه و السلام على جميع الملائكة و المرسلين و لا نفرق بين أحد من رسله
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته أما بعد
لقد أخبرنا أفضل خلق الله عليه أفضل الصلاة و السلام أن لسورة الإخلاص ما ليس لغيرها من فضل حتى أن المداوم عليها يبني له جلّ جلاله قصرا في الجنّة كما جاء في الحديث الشريف :
عن أنس الجهني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرًا في الجنة ". ( السلسلة الصحيحة )
و من قرأها فكأنما قرأ ثلث القرآن الكريم ..ترى لماذا ؟؟؟.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم " أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن ؟ ، قالوا وكيف يقرأ ثلث القرآن ؟ قال صلى الله عليه وسلم " قل هو الله أحد " تعدل ثلث القرآن " "رواه مسلم "
إن قراءة عميقة لكتاب لله متمعنين فيه تجعلنا نستنتج أن كل الكتب السماوية و كل الرسل عليهم السلام حملوا نفس الرسالة و لم تختلف و إن اختلفت الكتب المنزّلة و الأمم و الشعوب كلمة واحدة لا غيرها كما جاء في قوله تعالى :
وَمَآأَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاعْبُدُونِ} (19ـ25الأنبياء{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} النحل 36
" أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } البقرة 133
"قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُو يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ الأعراف 158
إذا كانت إذن الرسالة الإلهية هي التوحيد فإن سورة الإخلاص هي أساس ذلك التوحيد لأنها ترذّ في نفس الوقت على الصليبيين الذين يدّعون أنه اتخذ ولدا -سبحانه- "لم يلد و لم يولد"
كما أن الجميع يعلم أن الله سبحانه يغفر كلّ الذنوب لأنه غفور و رؤوف رحيم بعباده إلا من أشرك به كما نعلم أن سبحانه قد حرّم على جهنم أن تأكل جسد من قال "لا إله إلا الله"
هنا إذن يكمن فضل سورة الإخلاص التي تعادل ثلث القرآن لأن ثلث ما جاء فيه توحيد فهي جمعت و شملت ...فمن أكثر من الإخلاص فاز بالخلاص بإذن الله سبحانه و الله أعلم
وفقنا إن شاء الله للعمل الصلح و نعوذ به أن نشرك به أحدا ف :"لا إله إلا الله وحده لا شريك له "
