هل للطبيعة أثرها وفعلها؟
أم في الألوان سحر هو من
يختار مكانها في القلب؟
فينشرح لبعضها ويسر بها،
ويمقت بعضها، فينكفئ على نفسه·
....................
لماذا ترى شخصاً فيتسلل إلى قلبك
مباشرة، وترى آخر فينقبض
قلبك لمرآه؟
واحد يحجز له مكاناً دافئاً في القلب
والذاكرة، والآخر لا تشعر
أن لغيابه ذاك الفراغ،
هل ثمة معادلات كيميائية
خاصة بين الناس،
هي من يحدد من يدخل إلى الداخل
ومن يبقى خارجاً للأبد؟
لماذا ترى مدينة فتتملكك؟
وتشعر أنها لك، تبادلها
الفرح والعشق،
وترى أخرى فلا تعني لك شيئاً،
هل للأمكنة تأثيرها وجذبها وخصوصيتها
التي لا تبيح بها إلا
لمن تحبهم وتعشقهم؟
.....................
لماذا تفضل زاوية في مقهى
أو مطعم دون أخرى؟
قد تكون كراسيها غير وثيرة،
ولا مطلة على بحر أو شارع أو
حديقة عبر شباك صغير بجانبها،
لكنها تحظى بتلك المعزّة وتمنحك
الراحة والسكون على الرغم
من أن كراسيها غير مريحة·
لماذا تختار قلماً أزرق لتكتب
به وتوقع به حتى تفرغه من حبره؟
بينما يبقى أخوه، القلم الأسود،
ممتلئاً بحبره وبغيظه ومهجوراً
للأبد على طاولتك·
...................
لماذا يكون يوم الاثنين أو
الأربعاء فرحاً وحيوياً وتنتظر
منه دائماً وعداً ومواعيد؟
في حين لا تصدق متى ينتهي يوم
الثلاثاء أو ليته لا يظهر خلال
الأسبوع أو لا يعد من أيام عمرك·
...................
لماذا تحب قرص الشمس البرتقالي
المتوهج في شروقه أو في غروبه
أو لهيب النار المتوقدة
وطقطقة حطبها في الموقد الشتائي
الحجري؟ لكنك لا تطيق أن ترى
سيارة برتقالية في الشارع
أو فوطة برتقالية في الحمام أو
بوابة منزل برتقالية،
مغلقة في وجوه الناس·
....................
لماذا عطر بذاته ينفذ إلى
داخلك ويعطي لرئتيك دفقة
من الحيوية والنشوة والنشاط؟
ويظل أنفك يتبع ظله البارد،
في حين هناك عطر بذاته تغلق
أنفك بإصبعيك لكي لا يتسلل
لداخلك،فيخرج ذاك التأفف·
لماذا نزعج من اللوحة المائلة
والتي لا تستقر بثبات في مكانها
الصحيح على الجدار؟
لماذا يبهجنا منظر الورود أو
الموج الآتي من بعيد؟
لماذا يغرينا الصباح الغائم أو
الماطر بأشيائه الجميلة أو
يذكرنا بأشيائنا البعيدة؟
.....................
