التعلم والتعلم الحركي

إذا نظرنا إلى المجتمع، فهو معلم ومتعلم معا، لان الفرد يبدأ بالتعلم منذ ولادته حتى مماته. إذ يحدث التعلم لدى الإنسان دائما وفي كل مكان. ومن أهم مظاهر السلوك البشري. إن الفرد يتعلم كيف يعدل سلوكه ويتكيف مع الإحداث. فالسلوك البشري هو نتيجة تفاعل بين خصائص الفرد وبيئته. . والتعلم يعد ضرورة في كثير من مواقف الحياة وهو الأساس لاكتساب الفرد المعارف والمهارات وتكوين عاداته السلوكية واتجاهاته وتحقيق وحدة الفرد وإنسانيته وما من نشاط بشري يخلو من التعلم فهو عملية أساسية في الحياة ولم يتقدم مجتمع إنساني إلا بفضل التعلم. فقد أختلف العلماء والباحثون في تعريفهم للعملية التعليمية أو لعملية التعلم ومن التعارف التي ترددت في كثير من المراجع التي توضح أن خبرات ومعلومات الفرد تزداد من خلال عملية التعلم وتساعده في تحسين قابليته لحل مشكلاته أو التكيف على الحياة المتغيرة ،أن كل عملية تعليمية ترتبط بكل من المثير والاستجابة بحيث يشكل المثير الحدث وللتعلم عدة تعريفات حيث تعرفه لندا دافيوف " بأنه تغير دائم في السلوك نتيجة الخبرة " ويعرفه احمد زكي " التعلم عملية لا نلاحظها وانما نستدل عليها من الآثار الناتجة في السلوك وهي تكوين فرضي " ويعرف بأنه " تغير وتعديل في السلوك ثابت نسبيا وناتج عن التدريب وتعلم يكون تعلما حينما ليكون ناتجا بفعل او تأثير عوامل مثل النمو او النضج " ، ويعرفه قاسم لزام " بأنه مجموعة من العمليات التي تتم من خلالها انتقال المعلومات من المعلم إلى المتعلم " ويعرفه ما ينل " التعلم هو مبدأ أساسي في حياة الإنسان وفي تطوير شخصيته الاجتماعي " ويعرفه بسطويسي " إن التعلم هو اكتساب المعرفية المبنية على الخبرة والتجربة " يكون التعلم هو الأساس الذي يرتكز عليه العملية التعليمية بشقيها النظري والحركي . لذا لزما علينا معرفة التعلم العام والتعلم الحركي ومن خلال عدد من التعريفات والمفاهيم التي تناولها الباحثين والمهتمين بالعملية التعليمية والتربوية. لقد تعرفنا على ما هو التعلم كمفهوم عام وألان لابد لنا إن نتعرف على التعلم الحركي كجزء من التعلم العام، لقد عرف شمت " مفهوما او تفسير للتعلم الحركي كي نفرق بين التعلم العام حيث ذكر بان التعلم الحركي هو مجموعة من العمليات المشاركة في التمارين او الخبرة تقودنا إلى تغيرات دائمة نسبيا في القدرة على الحركة وان التعلم الحركي ينتج اكتساب القدرة او المقدرة على الحركة كي تصبح عادة وهو الزيادة في القدرة على التحرك بمهارة عالية وفي موقع معين " وكما عرفها شمت من الناحية فسيولوجية " بأنه عملية تحصل في الجهاز العصبي المركزي ولايمكن قياس التعلم بصورة مباشرة وانما بصورة غير مباشرة، لذلك فان التعلم المهارات الحركية يكون عن طريق خزن برنامج الحركي يتم تخليصه من الأخطاء (تشذيبه ) من خلال التكرار المستمر ، وقد عرفه وجيه " إن التعلم الحركي سلوك يتغير بفضل الخبرة والتجربة وهو كل ما يكتسبه الفرد من علوم وميول وقدرات واتجاهات وعواطف ومهارات حركية " . إن دراسة التعلم الحركي تهتم بتعليم المهارات الحركية والأداء الحركي. إن الفرق بين التعلم والتعليم الحركي هو استجابة في مجال التعلم الحركي على شكل سلوك حركي لمجاميع العضلية كبيرة للوصول إلى هدف معين، لقد جاء مفهوم التعلم الحركي من مفهوم التعلم العام وان التعلم هو احد فروع علم النفس، ولذلك بات واضحا علاقة التعلم الحركي بعلم النفس. ومن جهة أخرى نجد إن التعلم الحركي او السلوك الحركي مرتبط بشكل كبير مع التحكم بعمل المجاميع العضلية وان هذا التحكم له علاقة بالجهاز العصبي المركزي والمحيطي وكيفية عمل الأعصاب المحيطة بفعالية عالية لأجل تحريك أجزاء الجسم او الجسم بشكل دقيق. ومن هنا نجد إن التعلم الحركي هو همزة وصل بين الطابع النفسي والطابع الفسيولوجي.
وهناك خبراء ومهتمين في مجال علم الحركة يهتمون بالحركة من الناحية البدنية والرياضية وهم المعلمين والمدربين. إن فهم الاستثارة والتعلم والدافع والعوامل النفسية الأخرى هي من الأساسيات التي يجب ان يفهمها المدرب او المعلم لغرض السيطرة وتوقع سلوك الطلبة او اللاعبين إذا كان في ساحات اللعب او الصالات الداخلية. إن المتغيرات السيكولوجية تحدد نماذج وظروف العملية التعليمية والتربوية. ولذلك يجب أن يتمتع مدرس التربية الرياضية بقاعدة معرفية واسعة في مجال السلوك الحركي.
ويرى نجاح شلش إن هناك شروط يجب إن تتوفر من اجل تحقيق التعلم وهي:
o وجود دافع الذي يدفع الفرد نحو موضوع الذي يتعلمه.
o وجود التدريب والممارسة على المهارات المراد تعلمها.
o وجود درجة مناسبة من النضج البدني والعقلي والانفعالي عند المتعلم إما قاسم لزام قد حدد شروط التعلم الحركي حيث حددها بما يأتي :
• الاستيعاب (الفهم ): يعتبر من العوامل الرئيسية في التأثير على سرعة التعلم.
• الحوافز والتعزيز: حيث إن الحوافز وطريقة تقديمها وأتباع مبدأ (الثواب والعقاب ) ساهمة في تأكيد وتعزيز عمليات التعلم الحركي.
• الوضوح: كلما كان الشرح – والعرض، عرض الأداء من خلال الموديل او من خلال الأفلام أصبح هناك وضوح في المادة النظرية وتطبيقيها العملية وبالتالي يتحقق التعلم الايجابي.
• السهولة والتدرج: إن إتباع الأسلوب التدرج في تجزئة المهارات الحركية وخصوصا في بدايات التعلم تعتبر طريقة سليمة ومناسبة لمبتدى تعلم المهارات الحركية وفقا لذلك يعتبر عملية سهلة. هي من أكثر العوامل والمبادى المساعدة في إحداث التعلم واكتساب المهارات الحركية.
• التشويق والإثارة: إن إي عملية لا يكتب لها النجاح بدون إثارة وتشويق ولذلك عندما تخلو العملية التعليمية من عناصر التشويق والإثارة فان نتائجها ستكون سلبية.
ونرى إن هناك عوامل تؤثر تأثير كبير في عملية التعلم الحركي منها:
• الشخصية.
• الجنس.
• الذكاء .
• الدافع .
• الانفعالات .
• القدرات البدنية .
• المهارات .
• الخوف .
• الموقف .
• القدرات الحركية .