أنواع القيادات في الإبداعات وعالم الذات
تقدمت شركة تجارية تُعنى بالمشروعات الإبداعية وتطوير العمل الإداري بعروض
تضمنت أسماء مجموعة من المشروعات وأهدافها والنتائج والثمار المتوقع أن تجنى
منها ، وتأثيرها ودورها التطويري للعاملين والمنتج ، لعدد من المنظمات
والقيادات الإدارية فيها فكان تفاعل تلك القيادات واستجاباتها المرصودة كما يلي :
1- احضروا لنا الترخيص ومعلومات وافية عن منظمتكم مدعمة بسبل التواصل معكم
وضمانات ونسب نجاح المشروع لتتم دراسته من المعنيين به ، ومدى مطابقته
للمواصفات والمقاييس الخاصة بمنظمتنا ، ولن نعدكم بشيء حتى يتم أخذ الموافقة
عليه من أصحاب الصلاحية .
2-جربنا الكثير من المشروعات المشابهة دون جدوى ؛ لذا فإننا نرفض عرضكم،
لدينا خطط وبرامج محددة سلفا ، وكوادر مميزة قادرة على العطاء والإبداع تراعي
البيئة المحيطة وظروفها ، فهي أدرى بما يصلح للمجتمع ويمكن أن يتقبله ،
وتعودنا أن ننظم أمورنا وفق آلية محددة ولسنا ملزمين بتغييرها ، فأمورنا تسير
بشكل جيد .... والله لا يغير علينا .
3-الحقيقة لدينا عدد من العروض العالمية المشابهة لعروضكم وتم تنفيذها سابقا،
كما تم توثيق ذلك إعلاميا في الصحف المشهورة واسعة الانتشار ، وتمت تغطية
الاتفاقية وتدشين المشروع في قنوات عديدة ... وذلك ساعد على إشهار
المنظمة على المستوى العالمي بشكل رائع إعلاميا .. فهل عروضكم تفوق
ذلك وفيها جديد يضفي لبروزنا الإعلامي ؟ إذا كانت الإجابة بنعم فعلى بركة الله .
4-نعتذر لكم مع شكرنا وتقديرنا لجهودكم ، لدينا من الأعباء والمشاغل
والمشروعات المتأخرة المثقلة لكواهلنا . وليتنا ننهي ما أسند لنا
من أعمال وبعد ذلك نفكر بما لديكم .
5-نوافق على عروضكم بشرط أن تكون حكرا على منظمتنا في المنطقة
ويكون العقد لاغيا إذا طبق المشروع في منظمة كذا .. وكذا ...
6-لست مستعدا للمجازفة والدخول في مغامرات غير مأمونة العواقب أرجو تطبيقه
وتجريبه في منظمات أخرى وفي حال كانت النتائج مرضية ومشجعة سنكون معكم .
7-ليس لي في هذه الأمور ولست معنيا بها بشكل مباشر ، سأحيلكم للجنة
المختصة بالمشروعات ، وعرض ما لديكم عليهم لدراستها وتحديد إيجابياتها
وسلبياتها وإمكانية تبنيها لدينا .
8-أمر جميل فعلا ويستحق الاهتمام ، أرجو أن تزودونا بجميع المشروعات
والأفكار لديكم ليتسنى لنا مقارنتها بما لدينا ، وتزويدكم لاحقا بردنا
"يحادث نفسه نأخذ أفكارهم وننسبها لنا ونتبناها باعتبار أنها من منتجاتنا
ومن أفكارنا الأصيلة ".
9-أفكاركم ومشروعاتكم جيدة ولكن أرجو أن تعذرونا فوقتنا ضيق جدا ولا يتسع
لتنفيذ مشروعات كالتي عرضتموها .
10-يا إخواني أين نحن من مشروعاتكم فنحن نمثل منظمة بقدرات محدودة ،
ليس لدى زملائي الذين يعملون معي القدرة على تنفيذ مثل مشروعاتكم العملاقة .
11-هل تضمنون لنا النجاح ؟ من طبعنا لا نقبل أي نسبة احتمالية للفشل .
12-مشروعات رائعة ، ماذا يلزمكم ... لننطلق بأسرع وقت لنحقق الانجازات والنتائج
التي ذكرتم الآن في فترة زمنية قصيرة وقبل أن يسبقنا إليها الآخرون.
13-فضلا أرجو أن تراجعونا في الأسبوع المقبل لعرض موضوعكم .
14-عفوا أرى أن أفكاركم ومشروعاتكم لا ترقى إلى مستوى تطلعاتنا أو تلبي
رغبات منظمتنا .
15-لن نتقبل منكم أي فكرة أو مشروع فقد أوقفنا التعامل مع أي منظمة آتية
من الدولة التي تحتضنكم ولها علاقة بجهات لا نرغبها .
16-أفكار ومشروعات مميزة سننظر فيها ونبلغكم فقط أرجو وضع سبل الاتصال
ليتسنى لنا اللقاء بكم لاحقا " إبلاغ السكرتير بعدم السماح لهم بالدخول
إليه أو التواصل معه فيما بعد .. يردد بسخرية : مشروعات إبداعية!!! ..
يسرحون في عالم الخيال الذي لا فائدة منه ... نحن لا نؤمن إلا بالواقع
وما يخدمه في المنظور المنطقي الموضوعي .. ".
وبعد...
ومن خلال خبرتك العملية .. هل بإمكانك أن تحدد موقع استجابات وتفاعل القيادات
التي مرت بك في تعاملها مع المشروعات والأفكار الإبداعية ومصادرها؟
أكثر أهمية من ذلك أن تحدد قيادتك أنت لو كنت في نفس الموقف ؟
قد تقول أنا لست بقائد ولم أكن كذلك يوما ما ..أرد عليك سريعا لأقول غيّر
تلك الفكرة وإلا ستكون - كما تقول - في هامش صفحة الحياة ما بقي لك عمر ...
أهمس في عقلك وقلبك :
دعنا نتجاوز المشروعات المادية الربحية في عالم المال والأعمال لننطلق
إلى شخصيتي وشخصيتك .. إلى ذاتي وذاتك باعتبارها المنظمة العملاقة
بداخلي وداخلك ولننظر إلى تلك الشركة بما تقدم من أعمال على أنها الحياة
بكل تفاعلاتها أحداثا ومواقف آلاما وآمالا أفراحا وأتراحا ربحا وخسارة سعادة
وتعاسة أنسا ووحشة نجاحات وإخفاقات .....
كيف نتعامل مع تيار الأفكار والمنجزات والإبداعات التي تصل إلينا من خارج ذواتنا ..
نتقبل بلا قيد أو شرط ، أو نشترط لحصول الفائدة شروطا تؤخر تحقيق الفائدة
أو نعطلها أو نمقتها أو نحورها ونحولها أم نحجزها
ونمنع الآخرين من الاستفادة منها ..........
دعك من كل هذا وعد إلى القيادات السابقة وطبقها على ذاتك في تعاملها
مع كل موقف أو فكرة جديدة أو غريبة لم تعهدها من قبل ..............
كأني بك تقول وأين إجابتك التي ترى أنها نموذجية ..
أجيبك :
أنت من يصنع النموذج تأمل كل العبارات السابقة واستنبط منها الوجه المشرق
الذي يستفاد منه لتطوير تفكيرك وقدرتك الإبداعية ولتتذكر أن للقمر وجهين ..
أحدهما مظلم والآخر منير فاختر الإنارة والضياء في كل المواقف لتنعم بحياتك
وتنمي قدراتك ..
تذكر أن الحلقة لا زالت مفتوحة وبإمكانك الإضافة إليها من روائعك ..
فافعل لتسعد ونسعد ..
وفقكم الله .............
أخوكم عبدالله
