مقال. الاهلي وحرب النجوم

بسم الله الرحمن الرحيم







النقد وسياسة الرفض ، أسلوب خاص بالشخصيات النرجسية ، وهنا يكون الوصف بشكل عام ، هم الذين يتمحورون حول ذاتهم ويفرطون في الإعجاب بأنفسهم على حساب الآخرين !، سواء كان المعني بالأمر إداريا أو لاعبا أو حتى المشجع المتعاطف أحيانا ، فئة مغردة في سماء تويتر تفضل الظهور على طريقة “خالف تعرف” ، فور تلقيها نقداً ما ، تجدها غالبا مستاءةً بحجة التوقيت غير مناسب لانطلاق الدوري حسب رؤيتها !، وعندما يتزامن توقيت النقد مع فترة التوقف تعود إليك مطالبة بالصمت !، من خلال هذا القمع هذه الفئة لا تعلم أنها ابحرت في بحور سياسة (رفض النقد) !، أخشى ما أخشاه من شبح الغرق لا سمح الله !.
قبل الإبحار ندرك بأن للسفينة ربان يصارع الأمواج والرياح ، تماسك بشتى السبل ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن !، لا ألوم الربان وحده فلا يلام المرء بعد اجتهاده ، هناك طاقم بحري وفريق عمل لا بد له أن يخطئ (فقد جل من لا يسهو) .
متى ما غاب جوهر النقد غاب معه الإصلاح ، ويظل العمل محصورا داخل إطار (تكرار الأخطاء) فأصبح لزاما علينا المشاركة في بناء العملية النقدية ، لن أذهب بعيدا ولكنني سأعود إلى آلية الصلاحية التي منحت للسيد بيريرا دون أدنى نقاش أو مرجع يعتمد قراراته ويكون شريكاً في تحمل مسئولية تبعات تلك القرارات ، يتضح للجميع بأن الخطأ الإداري كان (مضاعف) ، الأول عبر مباركة إدارية في إقصاء مراكز القوة عن طريق (حرب النجوم) و الخطأ الثاني الاستغناء عن بيريرا بلا أية محاولات لإثبات مدى نجاح نظريته على أرض واقع موسم آخر ، خصوصا بعد انتهاء موسم (التجربة) !.
رحل بيريرا وطوينا صفحة التجربة ، فلا أبكيه بقدر ما أبكي حال تكرار الأخطاء بطرق متعددة !، جاء السيد جروس على موجة انتقالات عالية المستوى ، عطفا على أسماء استحقت البقاء عن جدارة في الكتيبة الملكية ، مزيج من النجوم لدرجة الثقة من الجميع بأن الفريق لا خوف عليه من مأزق (الإرهاق) !، ربما يتساءل القارئ عن طريقة التكرار المختلفة : أين الخطأ في ذلك ؟!،
إصرار جروس على 12 أو 13 لاعبا أساسيا ، خطوة ايجابية من حيث الثبات والتجانس ، الخطأ يا سادة يكمن في (تهميش) النجوم غير الأساسيين !، انتهاء الدور الأول بتوليفة (محدودة) أمر سلبي للغاية يقودنا بشكل أو بآخر إلى (النرجسية) الطاغية على حساب الآخرين !، صمت الإدارة وعدم مناقشة جروس هو نفس الخطأ الذي ارتكب مع بيريرا وهذا يسهم في إرهاق اللاعبين الأساسيين ، تبقى أمام الفريق مشاركة آسيوية وسط 13 جولة قادمة عطفا على بطولة كأس الملك في آخر الموسم ، متمنين استمرار المشاركة الأسيوية حتى الموسم القادم ومن ثم تحقيق اللقب بحول الله وقوته ، مع ضغط المشاركات سيواجه الفريق مأزق الإرهاق ، هذه حسابات فنية ومن المؤسف أننا لم نشهد لها أية استعدادات تذكر ، من البديهي أن تتم الاستعانة بالبدلاء بمعدل لاعب أو لاعبان مع التشكيلة الأساسية في كل مباراة لينتج عنه عملية (تدوير) اللاعبين وسوف تتحقق عدة أهداف فيما يخص التحضير المعنوي والبدني وخلق روح التجانس الفني (بشكل تدريجي) ، أستدلل بإشراك اللاعب عبد الشافي والذي أثبت نجاح معادلة التدوير بالتأثير الايجابي ولله الحمد .
ينبغي على الإدارة إقناع جروس بأية طريقة كانت في أهمية تفعيل نجوم الاحتياط ، أسماء كثيرة كان بالإمكان أن تصنع للأهلي فريقا رديفا يشار له بالبنان ، الإداري المحنك يسعى في توفير المناخ المناسب لروح التنافس بين اللاعبين ، لا أرغب في فتح باب التساؤلات عن الأسباب التي أدت إلى تجاهل محسن العيسى والذي كان بالأمس ورقة رابحة ؟، أمير كردي وصخب إعلامي ثم غياب بلا أسباب !، القائمة تطول ولذلك سأغلق باب التساؤل ، كلّي أمل في إبعاد بصاص عن الضغط قبل بلوغ مرحلة الإحباط ، أعتقد بأنه يحتاج فترة راحة لتجديد نشاطه وحيويته ، التنافس يعيدنا إلى بصاص الذي أثبت نفسه كلاعب أساسي وهو أحد مخرجات أكاديمية النادي الأهلي ، استثمروا كوكبة النجوم خير استثمار بدلا من العشوائية (المدمرة) !، كن عضوا نافعا بأسلوب لبق في الإقناع ولا تسهم في حرب النجوم ، يا أهلي فلنعمل بما ننشد (وعبر الزمان سنمضي معا) .