][ كخة يا بابا ][

[align=center]
السلام عليكم
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
[align=justify]في سيول يسألك الكوري عن عمرك قبل اسمك في لقائكما الأول؛ لكي يتحدث معك بلغة تليق بسنك. وفي القاهرة يسألك المصري عن مهنتك حتى يناديك بـ(الباش مهندس) أو (البيه). أما في الرياض فيسألك ابن جلدتك عن أصلك وفصلك ليدعو القبيلة بأسرها لتجلس القرفصاء معكما.

في أحد المطارات الداخلية، سألني شاب صغير بشنب نيء وشعر كث، لا يتجاوز عمره 17 عاما، ونحن في الطابور الأخير قبل استقلال الطائرة، عن اسمي. فأجبته بسرعة وحبور، لكنه لم يبلع إجابتي المقتضبة. وقفت في حلقه. رد بامتعاض:'ماذا أفعل باسمك الأول؟ ماعائلتك؟'.

حينما ناولته اسم عائلتي، لم يعده إليّ إلا بعد أن استنفد كل الأسماء التي تقبع في ذاكرته، وتحمل نفس اسمي الأخير. وفيما كنت أستوي على مقعدي في الطائرة، إذا به يضع يده على كتفي ويقول لي بعطش:'نسيت أن أسألك أنت من أين؟ إلى أي قبيلة تنتمي؟'.

هذا الحوار الذي عشته قبل عامين اجتاحني مجددا قبل أسابيع قليلة عندما التقيتُ طبيب أسنان مصريا وابنته مُنى (5 سنوات) في أحد المجمعات التجارية في الخبر.

أنفقت مع الدكتور عماد نحو نصف ساعة كاملة حافلة بالإثارة بسبب أسئلة ابنته الذكية. فقد حبستني مُنى في أسئلة لم أخرج منها إلا حينما حان موعد الصلاة. سألتني إذا كنت متزوجا أم لا. وأين طفلتي ولماذا لا أحملها على كتفي أو أدفع عربتها في هذه الأثناء. وعبرت عن امتعاضها لعدم وجود دبلة الزواج في خنصري.

أبوها لم ينبس ببنت شفة طوال استجواب ابنته لي مكتفيا بابتسامة هائلة يرسمها على وجهه كلما شعر أنني تورطت أو غرقتُ في أحد أسئلتها العميقة.

الحوار المثير الذي جمعني مع مُنى دفعني لسؤال أبيها عن سر هذا التدفق والحيوية واللياقة التي يتمتع بها لسانها مقارنة ببعض ألسنة أبنائنا الذين في سنها أو حتى في سني!

الدكتور عماد لخص إجابته على استفساري بقوله إنه وزوجته لا يقاطعانها إذا تكلمت. يتحدثان معها كأنها ابنة العشرين. ينتظرانها حتى تنتهي ثم يصوبان أخطاءها، مما جعلها تتحدث بطلاقة لا تتوافر في أطفالنا الذين نتلو على آذانهم 'كخه يا بابا'، و'أح ياماما' حتى ينبت الشعر في شواربهم.

هذه العبارات التي ترافق أطفالنا سنوات طويلة جعلت الكثيرين منهم لا يجيدون الحديث وارتكاب الأسئلة. تبدو جملهم ناقصة وكأن أرتالا من الفئران الشرهة انقضت عليها بأسنانها الحادة. في حين تبدو جمل الأطفال المصريين وغيرهم أكثر دهشة وانشراحا.

البدايات المتعثرة لا تقلص حظوظ فرق كرة القدم في الفوز بالدوري فحسب بل تقلص حظوظ الوالدين بالفوز بابن أو ابنة يجيدان الحديث.

تزخر جمل اللبنانيين بعبارات مثل:'إزا بدك'، و'إزا حبيت'. في المقابل تبدو جملنا منزوعة الألوان كمنزل فسيح بلا نوافذ.

دائما أقف مذهولا أمام العبارات التي يغرسها السوريون واللبنانيون والمصريون في أحاديثهم التي يلقونها على مسامعنا في الشارع، والدكاكين، والتلفزيون، متسائلا:



لماذا لا نزرع عبارات مثلها بسخاء في لغتنا وحواراتنا. لماذا نقتصد ونتقشف في تعابيرنا؟

طرق التربية الارتجالية المبكرة التي تمارس في أغلب منازلنا أنجبت مآسي تقفز من أفواهنا كلما تحدث أحدنا، سأل أحدنا. فلا نعرف كيف نبدأ الحوار وكيف ننهيه. يجب أن يدرك أبناؤنا كيف يتحدثون وكيف يسألون. هناك أسئلة كثيرة تكرس الطائفية والقبلية والتمييز، علينا أن نطردها،ونقمعها، ونصادرها.

أنا لست حانقا من الشاب(طيب الذكر أعلاه)الذي قبض عليّ في الطائرة بسؤاله، لكنني حانق على أمه وأبيه، لأنهما أودعا في أذنه 'كخه'، و'عيب'، و'أح' مبكراً، متناسين أنها مفردات لا تشيد لسانا، لا تشيد سؤالا، بل تشيد حزنا أطول من 'برج المملكة'![/align]
:
:
:
بقلم عبدالله المغلوث
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
أخوكـ/خالد
[/align]

من أجمل ما قرأت !

سيدي الفاضل

خــالـد

سلمت يميناً نقلت فأجادت

زادك الله وعياً و ثقافة و رقياً

و حفظك من كل مكروه

تقبل مروري

دمت و سلمت

هنا تكمن المشكله وهنا الداء العظيم والذي
لابد له من علاج فهذه الكلمات التي تقال للطفل
في سن الطفوله والتي ينشأوهي عالقه بذهنه
حتى عندما يتعدى مرحلة ان يبين له احد
الجيد من السيء فتبقى هذه الكلمات عالقه في ذهنه
نعم لا نعارض هذه التربيه او نجعل الحبل على الغارب
بل لكل شي حدود ولكل سن تربيه معينه كذلك لابد ان يعطى الطفل الثقه في نفسه والتشجيع حتى وان غلط المره الاولى والثانيه فهناك اكثر من طريقه تعيده الى الطريق الصحيح دون ان نجرح مشاعره او نسمعه كلمات قد تعود بالاثر السلبي عليه في مراحل متقدمه من عمره هنا الفرق بين الاطفال الناشئين في محيطنا والناشئين في الدول المجاوره
ليس عيبا ان نعترف بخطأنا او بتفوق الغير علينا في هذا الشأن وعلى سبيل المثال عندما نرى احد الاطفال في مصر وتخاطبنا معهم كأن من يتخاطب معك انسان بالغ لا طفل ولعل البعض شاهد برنامج في فضائيه مصريه وهو للاطفال ويتم سؤال الطفل عن اشياء لو سألت عنها انا لم اعرف الاجابه كسؤالهم عن الطاقه الشمسيه وعن طبق الاوزون وما الى ذلك العبره ليسة بالاجابه الصائبه او الخائبه للطفل فمن المؤكد ان اجابته خاطئه ولكن طريقة اجابته على هذا السؤال او ذاك تجده يعطي اجابه قد تكون ليسة صحيحه ولكن من الغريب ان تكون من هذا الطفل بينما لدينا هنا عكس ذلك تماما فليس لدى الطفل الشجاعه على الكلام
فالمشكله هي من بداية تربية الطفل على شيئا ماء
الرائع خالد مزيدا من التألق والتوفيق لك ولقلمك وتقبل مع مروري المتواضع خالص الود وابيض الورد وارق التحايا

[align=center]الغالي خالد

طرح راقي وجيد يشير الى مشكله في مجتمعنا

الحقيقة احببت ان اضيف ملحوظة بسيطة لكاتب الموضوع

نقطة هامة وهي الادب في هذا السن

فعلى سبيل المثال البنت المصرية وكثرة الكلام والثرثرة

مع شخص كبير وعاقل وممكن يكون غريب

فصعب جداً نفلت الاطفال بهذا الشكل وتعودهم على هذا الشيء

فمن غير اللأئق هذه الحرية والتي ستكون من عواقبها

على الاقل امتعاظ الشخص من الطفل وتشكيل فكرة عن سو تربيته

العزيز خالد
تقبل مروري

نبضـ الشمالــ[/align]

أخي خالد

الموضوع هام وذو شجون يتعلق بالتربية ويتعلق بثقافة مجتمع ويرتبط إرتباط وثيق بمستوى الأسرة وخاصة التعليمي
على الرغم من ان الأخير هذا تجاوزه البعض بحرصهم على تعليم أبنائهم.
القبيلية والإنتماء للقبيلة للأسف أخذت من حضارتنا الكثير
وهمشت من نجاحنا الكثير دائما ما اقع في حرج شديد للون بشرتي والتي تاثرت بها من ( اخوالي ) فاحصل على الكثير من التقدير عند تقديم قبيلتي
مع انني حريص كل الحرص على ان اقدم هويتي بخلقي وعلمي
تربية الأطفال لدينا بنيت على سياسة ( العيب ) فكل نشاط للطفل عيب وكل طلب امام الغرب عيب وكل حركة طبيعية يقوم بها تخمد والسبب ( العيب ) فتجد اطفالنا قليل الكلام خجولين يفقدوا كثيرا من لغة المنطق وإن كنت ارى أن هذا الوضع بات في إنحصار مع تطور الأسر وزيادة الأمهات المتعلمات والتعايش الذي حصل بين المناطق بسبب التعينات الوظيفية وبسبب سهولة المواصلات .
اخي خالد
نقل اكثر من رائع وله اكثر من مغزى و فائدة
حفظكم الله

خالد

هذا تصديق لقول النبي صلى الله عليه وسلم

وعن أبي مالك الأشعريِّ (3) – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أربـعٌ في أمّتي من أمـر الجـاهلية لا يَتْركونهن : الفخرُ بالأحساب ، والطعنُ في الأنساب ، والاستسقاءُ بالنجُوم والنياحة ، وقال : النائِحَة إذا لم تَتُب قبلَ موتِهَا تُقام يوم القِيامَةِ وعليهَا سِرْبَال من قَطِرانٍ ودِرْعٌ من جَرب " رواه مسلم (4).


لهذا

الواحد له بنفسه ومن يتبعه وماله بالناس لان هذي الخصال باااقية


----

اما قضايا الاطفال فهي موااضيع

من حرمانهم من الكلام

وحرمانهم من الخروج من البيت ..<< يتذكر المخمسات

وحرمانهم من مزاولة الانشطة

والتجريح بهم امام الناس

وهذا حسب رأيي الشخصي كله من الجيل الجاهل الي اتمنى من الله

ان يفكنا منه ومن تبعاته


جزيت خيرا

[align=center]اخوي خالد

نقل رااائع وهادف

وننتظر من ذوي الخبره الواسعه

اثراء الموضوع بتجاربهم حتى تعم الفائده

شكراً لك

تحياتي[/align]

أعتقد ان المشكلة تكمن في الأهل أولا
وفي المجتمع ثانياً..
.
.

التحطيم هو أكثر مايهدم ثقة الطفل بنفسه
أسكت - انثبر - لا تتكلم عند الرجال
لا تقول كذا - عيب و و و القائمة تطول ..
.
.

فيكبر الطفل وهو لايعرف كيف يخاطب الآخرين
ظننا منه أنه غير جدير في ذلك
ونراهم دائما ( يجيبون العيد )

.
.
.

المسأله تحتاج إلى توعيهوإهتمام أكثر
وصبر على هؤلاء الأطفال ..
.
.
.

لكن أتمنى أن لا نجلد ذااتنا ..
فلدينا أطفال يستحقووون الإشادة ..

شكرا خالد

يتبع

اقتباس:

---

لماذا لا نزرع عبارات مثلها بسخاء في لغتنا وحواراتنا. لماذا نقتصد ونتقشف في تعابيرنا؟

---

خالد

دائما مانسمع من الأخوة السوريين
( كيفكون حبيباتي - إزا بدكون و تأبر ألبي )

وعندنا نسمع ( الله لايهينك - لو سمحت - تسلم- حبيبي - و و الخ )

جميعها كلمات مترادفه ولكن نحن نراى تميز فيلهجة الأخوة السوريين لأنها غريبة ولم نتعود على سماعها ..

.
.
.

المقصد

فكرة الموضوع رائعه ولكن لم تعجبني المقارنه مع الغير ..

أظن انه سيكون لي متكأ هنا :)

فعلا أطفال أخواننا المصرين يتميزون بالجرأه المؤدبه


طلاقه في التعبير وتميز في إبداء الرأي


تسلم خالد على النقل الموفق

[all1=006633]الف شكر لك على كل كلمة خطتها اناملك الرئعة
جزاك الله خير الجزاء
وجلك الله مثواك الجنة [/all1]

[align=center]
عاشقة الفردوس الأعلى
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
بارك الله فيك أختي

ازدانت الصفحة جمالاً بـ إطلالتكِ عليها

شكراً لكِ على الرد الجميل
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
أخوكـ/خالد
[/align]

[align=center]
عبدالرحمن العتيبي
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
سلمت يا عزيزي ,

وأشكرك على سرد هذا الرد الذي يعدّ موضوعاً بحد ذاته

صدقت في كل ما ذكرت .. فـ التنشئة ( الصحراوية ) الخليجية بشكل عام

تعتبر أكبر موجّه لـ تصرفات الأطفال - حتى الكبر - !

بعكس الدول المجاورة التي أثّرت فيهم الثقافات الأجنبية بشكل كبير
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
أخوكـ/خالد
[/align]

[align=center]
نبض الشمال
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
ماتراه عيباً يا عزيزي .. ليس عيباً !!

ولكن ربما أنّك تقصد شيء آخر لم أفهمه ..

عموماً .. مانتحدث عنه هو أسلوب اللطافة التي يتحدث بها الأخرون .. والتي نفتقدها للأسف!

أضف إلى المخزون الفكري التي يتمتع به الأطفال في تلك الدول .. والتي لا تعدى ثقافة أطفالنا ( لعبة بلاي ستيشن )!

شكراً لك
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
أخوكـ/خالد
[/align]

[align=center]
جميل
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
أضفت الكثير لهذا المقال ..

(( العيب ))

هذه الكلمة أعتقد بأن لها دور رئيسي في تأخر فهمنا للحياة وندرة المخزون العلمي لدينـا

فمنذ أن يتعلم الطفل المشي وهو يواجه صيَغ الأمر والنهي .. ويبدأ باستماع الكثير من كلمة " عيب "

وهذه تؤثر بشكل مباشر - سلباً طبعاً - بـ تنشئة الطفل على التقدم والشجاعة في الكلام ..

بوووركت أخي الكريم
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
أخوكـ/خالد
[/align]