لازالت لعنة الإصابات لازالت تطارد لاعبي الاهلي خلال السنوات الثلاث الماضية وبشكل غريب وعجيب وهو ما تسبب في غيابات فنية مهمة لعدد من عناصر الفريق في مباريات هامة وحاسمة.
ورغم تعاقد ادارة النادي مع اجهزة طبية مميزة إلا ان الحال اضحى كما هو تعدد الاصابات ولغز محير ويكفي أن الموسم الماضي شهد أعلى حالات الاصابة للاعبي الفريق حيث اصيب خمس من عناصر الفريق الأساسية بالرباط المتصالب.
والغريب ان كامل الموسي ومحسن العيسي أصيبا في بداية الموسم مع ياسر الفهمي الذي يصاب بنفس الاصابة للمرة الثانيية في فترة قصيرة وفي نهاية الموسم الماضي تضاعفت الاصابات بعد اصابة البرازيلي ايرك واللاعب الشاب ريان الموسي شقيق كامل الموسي وكل الاصابات كانت بالرباط الصليبي التي تحتاج الي فترة ستة اشهر حتي يتجاوزها اللاعب بشكل كامل.
ورغم تعاقد ادرة الاهلي في الموسم الماضي مع طبيب برتغالي أحضره المدرب بيريرا وكلف النادي مبلغ مالي كبير إلا انه عجز عن ايقاف اصابات لاعبي الاهلي بل زادت الاصابات حتى وصلت الي خمس حالات رباط صليبي.
صحيح ان اصابات اللاعبين هي قضاء وقدر في الاساس إلا ان هناك مسببات أيضا منها ضعف البنية الجسدية للاعبين المحليين او زيادة معدل اللياقة من قبل المدربين ولا تتحمل العضلات أحيانا قوة الاحمال التدريبية بالإضافة الي ثقافة اللاعبين من حيث الأكل والسهر ونوعية الجلوس.
وبكل أسف تتزايد إصابات لاعبي الأهلي مما جعل الكثيرين يعتقدون بأنه بات لغزاً محيراً لم يتم حله حتى الآن ففي هذا الموسم سقط الظهير الأيسر منصور الحربي في فخ الرباط الصليبي مع بداية الموسم وسيغيب عن الفريق حتى نهاية الموسم الحالي وسبقه ياسر الفهمي الذي تتجدد اصابته بالرباط الصليبي للمرة الثالثة ولم تتوقف هنا الاصابات في الأهلي بل تعرض المدافع الايسر المصري محمد عبدالشافي الذي جاء ليعوض غياب منصور الحربي لإصابة في العضلة غيبته شهر كامل أو زيادة للان وجاء بديله كامل الموسي ليسقط مصابا في مباراة الفريق الاخيرة امام الفيصلي وإصابته هذه المرة في الغضروف وسيغيب لمدة شهر ونصف ليكون اللاعب الثالث الذي يسقط من الجهة اليسري نفسها.
وفي بداية الموسم أصيب اللاعب الشاب احمد العوفي بكسر في يده غيبته لمدة شهر وبعده اصيب المهاجم الجديد صالح العمري بشد في العضلة ولازال غائبا لمدة شهرين وقبله عبدالله المطيري ومعتز الموسي ولعل اصابة كامل الموسي الاخيرة جعلت القلق يتزايد لدى جماهير الاهلي عما يتعرض له لاعبي الفريق من اصابات غريبة وهل هي نتيجة عين وحسد ام سوء وضع العلاج الطبيعي في النادي رغم ان الاهلي يمتلك افضل معدات تاهيل طبية سواء داخل النادي او اكاديمية الاهلي لكرة القدم وهي من احدث اجهزة التاهيل في العالم ولكن كثرة الاصابات لا تزال لغزا محيرا في الاهلي.
من جانبه أوضح الدكتور خالد نعمان الخبير والمتخصص في إصابات الملاعب عن اسباب الاصابات العديدة في الاهلي وإصابات اللاعبين السعوديين بأن ما يحدث يعود لعدة اسباب منها نوعية الارضية التي تكون احيانا سبب في اصابة اللاعب اذا كانت الارضية غير جيدة وأيضا الحمل التدريبي اللياقي للاعبين من قبل مدربي اللياقة في الاندية وأحيانا هناك تدريبات شاقة مثل صعود المدرجات وبالتالي يتسبب ذلك في الضغط على العضلة وتزايد اصابات الشد العضلي والسبب ان اللاعب السعودي وعضلاته ليست بنفس قوة وعضلات اللاعب الاوروبي لأن هناك نوعية التدريبات تختلف وأيضا الاكل والالتزام بالنوم وعدم السهر.
وقال إن السهر من أسباب الإصابات والبعض يستغرب من ذلك ولكن نعم للسهر دور مهم لأنه يفقد اللاعب التركيز وبالتالي قلة النوم عن ست الي ثمانية ساعات يتسبب في عدم تدفق الدم بشكل جيد في العضلات ويكون فيها ضعف وتزيد من قوة الاصابة عكس اللاعب الذي يتعود على النوم مبكرا تجده حتى عند الاصابة يعود بأسرع وقت.
وأكد نعمان أن في الاهلي سبب الإصابات عديدة منها ضعف الكادر الطبي في السنوات الماضية فمثلا كل مدرب يأتي يحضر معه جهاز طبي وفيها يجامل المدرب ابناء جلدته أو يكون عدم الاختيار الجيد ولابد لأي ادارة ان تهتم بنوعية الطبيب المعالج للاعبين لأنها تصرف مبالغ كبيرة في التعاقد مع اللاعبين وأهم جهاز هو الجهاز الطبي لابد ان يكون على كفاءة عالية والأمر الاخر الذي تقع فيه كل الاندية السعودية هو عدم وجود طبيب متخصص بإصابات اللاعبين في الاندية وأغلب أو كل الموجودين الآن في الاندية السعودية هم ممارسين أو اطباء في العلاج الطبيعي وليس اطباء متخصصين في الاصابات الرياضية.
وأضاف "بالتالي تجد الطبيب في النادي لا يعرف نوعية اصابة اللاعب ويضع برنامج علاجي غير جيد وهو ما قد يتسبب في تأخير عودة اللاعب للعب ولابد للأندية ان تختار طبيب متخصص في الاصابات او تعرض اصابات لاعبيها على اطباء لأنهم هم اصحاب القرار العلاجي وأن عدم التأهيل الجيد بعد الإصابة هو أحد أسباب عدم عودة اللاعب بسرعة وحالة جيدة للملاعب وأحيانا تكون سبب في ابتعاد اللاعب نهائيا عن الكرة ولابد من وجود مراكز طبية متخصصة في التأهيل العلاجي بعد الاصابات والعمليات التي يجريها اللاعب المصاب وللأسف في السعودية نفتقد هذا الأمر".
وواصل نعمان بقوله "أنا الآن أعمل على افتتاح مركز تأهيل متخصص للإصابات من خلال أطباء متخصصين من المانيا وتونس لان التأهيل الجيد هو أفضل علاج للاعب وأن العديد من اللاعبين هم يضرون انفسهم بعدم الوعي والثقافة الجيدة من خلال السهر أو اللعب في الحواري بعد التدريبات أو المباريات وحتى النوم والأكل وطريقة الجلوس للاعب مهم ان يعرف كيف يجلس ويتحرك لان الجلوس الطويل يسبب إصابات وضعف في أربطة الركبة"
ونصح نعمان الاجهزة الفنية في الأندية السعودية بعدم زيادة الجرعات اللياقية للاعبين السعوديين لان عضلات اللاعب السعودي ضعيفة وليست بقوة اللاعب الاوروبي ولابد من وضع برامج لتقوية العضلات عبر الاجهزة والسباحة وتدريبات الحديد حتى تستطيع العضلات تحمل التدريبات اللياقية العالية وهناك عدد كبير من اللاعبين الذين حضروا في عيادتي كانوا يشتكون من قوة التدريبات اللياقية التي يخضعون لها.
