لا تنحرو الهلال !!!
بقلم : عادل التويجري
أولاً، أحيي لجنة الانضباط على سرعة تفاعلها (التاريخي) مع أحداث نزال الهلال والوحدة، والتي لا نقرها كرياضيين مهما اختلفت مشاربنا. أحييهم، وأشد على أيديهم، وأتمنى أن أرى تفاعلهم في كافة القضايا الانضباطية، حتى لا تكون الكفة ظالمة، وحتى لا تحس بعض الأندية بأنها مقصودة من هذه (الاحترافية) في تطبيق النظام.
أما ما يخص عقوبات الهلال الأخيرة، ففيها كلام كثير، صحيح أنها جاءت وفق لائحة الانضباط، لكن اللائحة أيضاً غير واضحة.
فيما يخص نقل المباراة، فالمادة 30/1/9، الفقرة (ب) تنص على ( نقل مباراة رسمية واحدة خارج مدينته إذا تم توجيه ألفاظ نابية وبذيئة أو تم القذف بأي أداة من قبل الجماهير إلخ...) لاحظوا أن الفقرة لم تشر لا من قريب ولا من بعيد إلى (نقل المباراة إلى ملعب الخصم )، أو ملعب الفريق الآخر. كل ما أقرته الفقرة، نقل المباراة. إذا لماذا تنقل مباراة الهلال القادمة إلى جدة، بعد فوز الاتحاد على الاتحاد ! لماذا يستفيد الاتحاد من عقوبة الهلال؟! وما الهدف من ذلك؟! نتحدث قانونياً، بغض النظر عن الهوى. كلمة (خارج مدينته) لا تعني بأي حال من الأحوال (ملعب الخصم)، إلا إن كان لدي عمى في قراءة الجمل، ولا أظن ذلك. الجملة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، نقل المباراة خارج المدينة. فلماذا يستفيد الاتحاد من خطأ جماهير الهلال، لا الهلال. نقطة أخرى مهمة، ماذا لو قذفت جماهير الاتحاد لاعبي الاتفاق في نزال الفريقين قبل البارحة، فكيف سيتم التعامل مع القضية. ستنقل أول مباراة للاتحاد خارج مدينته، وخارج المدينة مرة أخرى لا يعني أرض الهلال، لكنه في عرف لجنة الانضباط يعني كذلك. وماذا عن الهلال المعاقب أصلا!! تعقيد الأمر ناتج عن عاملين. أولاً، مبدأ نقل المباراة أصلاً. فالعقاب هنا يطول النادي، لا الجمهور، وفي قضية الهلال، يطول الهلال، لا جمهوره. والبديل، وبكل سهولة، إقامة النزال على ملعب الفريق لكن دون جمهور، وفي ذلك وقع أكثر إيلاما على النادي، ذلك أن القضية ستدخل في استثمارات، وسيخسر الفريق ريع هذه المباراة. ثانياً، وقوع مصلحة لطرف ثالث لا دخل له في القضية أصلاً. فالاتحاد لم يكن في المباراة، لكنه استفاد من العقوبات الصادرة بحق الهلال، وفي ذلك إجحاف بحق الهلال. أمر آخر مهم، المادة لا تفرق بين الفريق الضيف والمستضيف. وطالما الحديث عن الهلال في هذه القضية، فهو الضيف، لا المضيف. الهلال لا يتكفل بأي أمر خلا اللعب وسط الميدان، أما الأمور الأخرى، فتقع مسؤوليتها على الآخر.
إيقاف طارق التائب لا جدال عليه نظير ما قام به، بغض النظر عن كافة الملابسات الأخرى. لكن السؤال، وماذا عن الحسن كيتا الذي أوقف نزالين نظير (لكمة خطافية) لعاطف الكنزري إخصائي العلاج الطبيعي في نادي الهلال، الذي أوقف مباراة واحدة، وغرامة قدرها ألف ريال. كيف ولماذا يرفع الإيقاف عن كيتا بدعوى انقضاء نصف المدة؟! المدة ليست طويلة كما اعتدنا، هي إيقاف نزالين فقط، فلماذا يتم رفع الإيقاف عنه؟ و أين مبدأ العدل والمضروب أصلاً (عاطف الكنزري) باتت عقوبته أغلظ من (الضارب) كيتا، مالياً، ومعنوياً؟! ثم لماذا تأخر رفع إيقاف حسين عبد الغني ! ولماذا لم يتم إيقاف كيتا إلا بعد نزال الهلال والاتحاد بفترة؟! ثم ماذا عن قضية كيتا مع العبيلي، وحركته (المشينة)، لماذا لم نسمع تعليقا من لجنة الانضباط؟! هل ينكرونها، أم يقرونها، أم لا يعترفون بحدوثها أساساً، وبالتالي نكذب أنفسنا والجميع !؟! كل هذه التساؤلات تطرح على لجنة الانضباط، وعلى المتحدث الرسمي باسم الاتحاد السعودي توضيحها حتى لا ندخل في متاهات اللون والآخر.
من وجهة نظري، إن قضية فرض العقوبات ثم الاكتفاء بنصف المدة أمر يدخل للاعبين التهاون والتساهل. بمعنى آخر، لتخبص كما شئت، طالما أن العقوبة سيحذف نصفها ! (ابصق – اركل – اشتم الخ ...) لا ضير عليك، طالما العقوبة فيها Discount، وهذا لا يحقق مبدأ العدالة، وفيه إجحاف للكل.
مشكلة كافة لجان الانضباط ( الحالية والسابقة ) في تطبيق اللائحة، وتباين العقوبات، وفتح المجال للكل للتشكيك. فالهلاليون مثلاً يرون الاستعجال الرهيب في استصدار العقوبات، بينما العقوبات الأخرى تأخذ وقتاً للدراسة. تم استصدار العقوبات في أقل من 12 ساعة، ثمان منها كانت للنوم. لست في صدد الدفاع عنهم أو الهجوم عليهم، لكن علينا الاعتراف بأن (استصدار) عقوبات لجنة الانضباط سواءً الحالية أو السابقة تتأخر كثيراً، وتتفاوت من حالة لأخرى. لا يهمكم المنافحون عن القرارات، فأولئك هم الرابحون في سوق (العقوبات) اليوم، وسينقلبون على اللجنة غداً، بمجرد ملامسة مصالح أهوائهم. يفرحون اليوم، ويتباكون غداً، فماذا أنت فاعلة يا لجنة الانضباط ! لا أدري ما حل باستئناف الهلال، لكن إذا تم رفضه، وحرم الهلال من اللعب على أرض محايدة، وبقوة النظام أيضاً، فذاك نحر علني للهلال.. وعلى اللجنة السلام !
نوافذ
قلنا إن بطولة النصر جاءت في ظل ظروف الآخرين الرهيبة، فقالوا عادتكم التشكيك، فماذا هم قائلون الآن والنصر يخرج من الحزم؟!
لأول مرة أرى جماهير الوحدة بهذا الشكل!
ولأول مرة أرى (علب) المياه تدخل لأرض الملعب بهذه الكثافة!
ولأول مرة أرى جهات الملعب الأربع تقذف بكل ما التقفته اليد!
ولأول مرة أرى جمهور الهلال فرحا بتأهل ناديه لدور الأربعة!
لكن كثيراً ما شاهدت تخبطات لجنة الانضباط!
الشباب الأقرب للبطولة، بحكم أن نزالي الهلال والاتحاد سيستهلكان قوى المتأهل منهما!
ضربات الحظ التي أخرجت النصر من بطولة خادم الحرمين الشريفين للأبطال، هي ذاتها التي أهلته لنهائي كأس الأمير فيصل، لكنها عتمة العقل!
