(أسلحة) المراهقين تغزو ملاعبنا فأين الخلل؟
غياب العقوبة الرادعة سيفاقم من حدة المشكلة..
(أسلحة) المراهقين تغزو ملاعبنا فأين الخلل؟
http://www.alriyadh.com/2008/02/15/img/162724.jpg
أماكن إخفاء الأسلحة باتت فناً لهؤلاء المفسدين
كتب - فيصل العبدالكريم:
أن تحضر مباراة كرة قدم هذا أمر طبيعي وليس هناك أية غرابة في ذلك..وأن تؤازر فريقك بكل حماس حتى وإن حوت تلك المؤازرة بعض (الشطحات) والهتافات فهذا أمر اعتدنا عليه حتى وإن حاولنا تغييره وليس هناك جديد في ذلك ولا زال الأمر يعتبر عاديا وليس في الحديث أية إثارة للقارئ الكريم.
ولكن تخيل عزيزي القارئ وأنت تحضر مباراة في (لعبة) رياضية تنافسية بأشخاص يجلسون من حولك ويحملون أسلحة ولا تعرف ما المغزى من ذلك أو ما ذا يضمر في نفسه..أو ألعاب نارية خطرة وربما حولك ثلة يخبئون (مقذوفات) حديدية القصد منها إصابة لاعب أو حكم وقد تصيبك (لا سمح الله) في مقتل..هل أصبت مكمن الغرابة هنا؟
نعم ربما يعتبر الحدث غريبا على البعض ولكن الأكثر غرابة أن مسئولي الملاعب ورجال الأمن اعتادوا على مثل هذه الأحداث في كل مباراة جماهيرية وعلى القبض على العشرات من هؤلاء المشاغبين مهما اشتدت خطوات التفتيش بل يحاولون ويحاولون دون خوف أو وجل لتهريب أسلحتهم إلى داخل الملاعب وبدون أن يعرف أحد الأسباب أو الدوافع من أفعال هؤلاء المراهقين..بل والمضحك المبكي أن البعض تعلموا تسلق الجدران الأسمنتية العالية في سابقة تسجل لهم على طريقة متسلقي الجبال محاولين تجاوز كل النقاط الأمنية كما يظهر في الصور التي تنشرها (الرياض) من مباراة الهلال والنصر الأخيرة، وزودتنا بها الجهات ذات العلاقة.
كثيرة هي الأحداث التي تفسد بل و(تقتل) جمالية اللقاءات الرياضية..ولكن الكل يجزم أن مشجعا رياضيا أتى لمتابعة لقاء لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يهدف للتخريب ولكن ومع ذلك أفعال مثل هؤلاء الدخلاء المشينة لاشك تؤثر على الجميع بطريقة أو أخرى وكثيرا ما تتذمر الجماهير من التفتيش المزعج للدخول إلى الملاعب وهنا أتذكر تحقيقا أعددته قبل عدة سنوات عن نفس الموضوع وتحدث فيه المهندس سلمان النمشان حديثا أكثر من رائع قال فيه (يتذمر كثير من الجمهور من مسألة التفتيش قبل المباريات وقبل أن يسألونا هذا السؤال عليهم أن يروا ماذا نجد مع بعض المشجعين من أدوات خطيرة،
نعرف جيدا أن هذه الفئة المشاغبة لا تتجاوز حتى واحد بالمائة ولكن فعلها جدا مؤثر ويفسد كثيرا من جمالية المباريات، والأدهى والأمر أن التدمير وصل لتخريب بعض المنشآت والتي صرفت عليها الرئاسة العامة لرعاية الشباب مبالغ كبيرة لتخدمنا وتخدم الأجيال القادمة
ولكن بهذه التصرفات لن يبقى شيء حتى للجيل الحالي..وهذا شيء خطير ويعتبر هدراً للممتلكات العامة.. نحن لا نستطيع أن نربي الناس ودائما ما نطالب وسائل الإعلام بإبراز مثل هذه التصرفات الخاطئة ومحاولة معالجتها، وأتمنى أن لا نصل لمرحلة نقوم فيها بإزالة الكراسي خوفا من تدميرها بعد كل مباراة، وأنا أؤكد مرة أخرى أن هذه الفئة قليلة جدا ودخيلة على الشباب الرياضي والذي يحضر في جميع المباريات ويؤازر فريقه بقمة الاحترام والالتزام بالقوانين).
كلام المهندس النمشان كان منطقياً جدا ورغم مرور سنوات عليه لا زال الوضع كما هو لم يتغير ولن يتغير مع تأكيد الجميع بأن مثل هذه الفئات أبعد ما تكون عن صفات المشجع الرياضي ولكن ربما تجد لها (متنفساً) من خلال مثل هذه الملتقيات لفرد العضلات بسبب ضغوط نفسية يعيشها أي مراهق وربما لغياب الرادع الحقيقي والعقوبة القاسية دور لاستمرار مثل هذا الممارسات اللا أخلاقية فكثيرا ما نسمع عن العقوبة المخففة على مرتكبي مثل هذه الأحداث والتي قد لا تتجاوز في أغلب الأحيان الحجز لليلة الواحدة مع اختلاف الجرم وبالتالي قمة التناقض أن نجد عقوبة واحدة لمن تجمهروا بعد المباريات وحملة الأسلحة وكأن الجرم واحد ولهذا ستزداد تلك الأعداد مع الأسف الشديد بالرغم من الجهود الأمنية الكبيرة المبذولة قبل المباريات والذين يبذلون كل ما في طاقتهم للمحافظة على الأمن بالرغم من تجاوزات بعضهم والتي شاهدتها بأم عيني بالتجاوز عن بعض الأخطاء تهاونا أو إدخال بعض المشجعين دون تفتيش أو حملهم لتذاكر.. والأدهى أنهم يمررونهم عبر أماكن حساسة في الملاعب ويصلون لأماكن خطيرة شاهدتها أنا وكثير من الزملاء في مواقف محفوظة!
العقوبة الرادعة لا تكفي حسب ما يرى بعض المختصين لأن القضية تحتاج لمعالجة من كل الجوانب ومعهم كل الحق في ذلك ويقول أحد الأخصائيين النفسيين (للأسرة دور كبير في هذا الجانب، وأنا أتساءل مالذي يدفع شاب في مقتبل العمر للقيام بتصرف عدواني ومحاولة إصابة شخص لم يقترف أي ذنب؟..وقبل أن يطالب البعض بإنزال عقوبة على هؤلاء المراهقين عليهم
أن يطالبوا بعلاج نفسي لهذا الشاب لأن أي عقوبة ومهما كانت رادعة لن تمنع مثل هؤلاء من تكرار تصرفاتهم ويجب أن لا ننظر لهم كمجرمين، فهم جزء من المجتمع ربما تعرض لممارسات خاطئة وخصوصا في التربية ولو لم نعالجهم بطرق نفسية صحيحة فربما أصبحوا مجرمين خطرين على المجتمع في الوقت الذي يسهل علاجهم الآن ومحاولة حل مشاكلهم بطريقة عملية صحيحة).
نعم هم بحاجة لعلاج نفسي واجتماعي ولكن العقوبة الرادعة تظل هي الأهم..وفي كثير من الأحداث يتحول شغب فردي إلى شغب جماعي وعنف بدأ من فئة أتت لأسباب مجهولة لخلق المشاحنات والشغب.. نحمد الله أننا لم نسمع كثيرا وعلى المدى القريب على الأقل عن حوادث اعتداءات خطيرة داخل الملاعب ولكن هل سننتظر إلى أن تقع الفأس بالرأس أو تنغرس سكين (غادرة) في جسد برئ حتى تودع الجماهير الملاعب؟
