محور جديد للعلاقة مع السعودية :القنصلية الأميركية تحاور السعوديين عبر موقع "الساحات"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في خطوة غير مسبوقة، محلياً، سجلت القنصل العام الأمريكي في جده السيدة/جينا أبركرمبي - وينستانلي، اسمها في منتدى "الساحات" كأحد أعضاء الساحة السياسية ، تحت اسم "القنصلية الأمريكية بجده" لتدخل في حوار مباشر مع السعوديين، وتتواصل معهم حول قضايا خلافية، انطلاقاً من أن مهمتها الأساسية، هي تعميق وتوسيع العلاقات الإيجابية التي تربط تقليديا الأمريكيين والسعوديين . ولتحقيق ذلك، يجب على كل منا أن يفهم الآخر بشكل أفضل. ولا توجد طريقة أخرى لعمل ذلك باستثناء الاتصال المباشر".
وعلى الرغم من أنه لم يمض على دخولها أكثر من يوم واحد إذ كان تسجيلها ظهر أمس (الأربعاء)، إلا أن دخولها أثار تساؤلات شتى من رواد الساحات ذاتها، ومن متابعي الانترنت عموماً.وفي الوقت الذي حرص البعض على دعوتها إلى الإسلام، شكك آخرون في صدق هويتها.واستهلت القنصل الأمريكي مشاركتها بامتداح وجود موقع "على الإنترنت يتمكن السعوديون فيه من مناقشة مسائل تخص اهتماماتهم بحرية، وقد قرأت باهتمام بعض التعليقات الواردة بهذا الموقع وارغب في المشاركة".
وتمحورت مشاركتها في الرد على بعض التهم المثارة، في الساحات تحديداً، حول سلوكها وتصريحاتها في ما يخص السعودية، والتي أثارت استياء الشارع السعودي. وكانت أول نقطة تناولتها هو اتهامها بالتحريض على نزع الحجاب، إذ نفت إطلاقاً أنها طلبت "من أية امرأة أن تنزع حجابها" لأنها ليست ضد أو مع الحجاب، كما نفت أن تكون ألولايات المتحدة قد مارست ضغطاً على السعودية لتعديل مناهج التعليم، موضحة أن السعودية اتخذت سلسلة اجراءات ذاتية بهدف تطوير مناهجها، وأضافت "صدقني أن حكومة الولايات المتحدة تركز كثيرا جداً على إصلاح مناهج التعليم لديها، وهو أمر نقوم به على نحو مستمر. ونحن نسعى دائما لتطوير ما نعلمه لأطفالنا ليكونوا فيما بعد على احسن استعداد لمواجهة أعباء الحياة عند بلوغهم عتبة الشباب".
وأعادت التشديد على رغبتها وحرصها في الحوار مع السعوديين عبر كل الوسائل المتاحة سواء كانت فردية أو اجتماعية عامة.ردود الفعل لازالت متباينة، وهي في تصاعد، لكن المؤشرات تبين أن هذه الخطوة لاتخلو من حرج، على الرغم من ذكائها، إذ قد توقع السفارة الأمريكية في صدامات مباشرة مع رواد الساحة الذين فد يلجأ بعضهم إلى القذف الشخصي للقنصل، وإن كان بعض الرواد قد تخوفوا من أن تحاول المخابرات الأمريكية اختراق الساحة في محاولة لحماية مندوبتهم، ولكشف هوية المتشددين من ألأعضاء.
إلى ذلك اعتبر بعض المحللين أن خطوة لقنصل لايمكن أن تتم من دون استئذان الحكومة السعودية، وأن تعرض القنصل لأي إساءة شخصية، يدخل ضمن نطاق المسؤولية الشخصية بمعنى أن الخارجية السعودية ستكون، قانوناً وبروتوكولياً، خارج أي مساءلة.
هذه السابقة، هي على أية حال، فريدة عربياً، على الأقل، ولاشك أن مشاركة القنصل الأمريكي ستفتح الباب لقناة تواصل دبلوماسية غير معهودة هي الانترنت، وهي قناة ستتولد عنها إشكالات قانونية كثيرة، وربما تكون قناة استخباراتية قليلة الكلفة، وعالية الفائدة وسريعة النفع.
نص مشاركة القنصل العام الأمريكي كما وردت في موقع الساحات:
"أعتقد انه أمر رائع أن يكون هناك موقع على الإنترنت يتمكن السعوديون فيه من مناقشة مسائل تخص اهتماماتهم بحرية، وقد قرأت باهتمام بعض التعليقات الواردة بهذا الموقع وارغب في المشاركة. أولا: أرحب بالحوار مع سعوديين من كافة الاتجاهات، وكممثلة عن حكومتي وكأمريكية فأنا ملتزمة بتعميق وتوسيع العلاقات الإيجابية التي تربط تقليديا الأمريكيين والسعوديين . ولتحقيق ذلك، يجب على كل منا أن يفهم الآخر بشكل أفضل. ولا توجد طريقة أخرى لعمل ذلك باستثناء الاتصال المباشر.
ثانيا: من المهم جدا أن تعرف بأنني لم اطلب إطلاقا من أية امرأة أن تنزع حجابها. فأنا لست مع أو ضد الحجاب ، فأنا أؤئمن بأن للمرأة لها أن تختار سواء لبس الغطاء أو تركه، وأحترم اختيارات النساء بطريقة ما أو أخرى . ولكنني لن أشجع شخص ما بتاتا على خلعه.
ثالثا: ذكر أحدهم بأنني كنت نشطة في مجال العلاقات الاجتماعية السعودية. وبصرف النظر عن المتعة الشخصية التي تأتي من تعلم ثقافة أخرى. فتكوين أصدقاء جدد والدخول في مناقشات فكرية هو من عملي . لقد أرسلت إلى هنا لمشاركة السعوديين معلومات عن الولايات المتحدة وللتعرف إلى آراء واهتمامات السعوديين . وأنا وأعضاء القنصلية نرحب بالحوار ، وسنكون سعداء للتحدث في المدارس والمراكز الاجتماعية أو في أي موقع يمكن كلانا من تعلم ومشاركة المعلومات. مع العلم بان الدبلوماسيون السعوديون يقومون بنفس المهمة في الولايات المتحدة من مشاركة الأمريكيين بمعلومات عن بلدهم. وهذا مهم للعلاقة بين بلدينا وبالأخص بين شعبينا.
رابعا: ذكرتم قبولي دعوة السيد/ محمد سعيد طيب في مناسبتين اثنتين ، وهذا صحيح فقد قبلت عدة دعوات من سعوديين من كافة فئات المجتمع حتى أتمكن من الاستماع إلى مختلف وجهات النظر .
خامسا: نعم ما أوردته صحيح من أنني خدمت وزارة الخارجية في تل أبيب لمدة ثلاث سنوات ،وقد يهمك أن تعلم أيضا بأنني كنت خلال تلك الفترة مسؤولة عن تغطية المسائل الفلسطينية فيما يخص علاقتها بإسرائيل وان معظم وقتي قضيته في قطاع غزة.
سادسا: ذكرت بان الولايات المتحدة تضغط على الحكومة السعودية لاصلاح مناهج التعليم .وهذا الكلام غير صحيح كليا. فوزير التربية والتعليم قال بأنه يؤيد إصلاح مناهج التعليم لان ذلك سيعود بالفائدة على المملكة العربية السعودية، ولكن ليس بسبب ضغوط من الخارج. وكان سمو الأمير نايف قد صرح أيضا "أمر سمو الأمير عبدالله في عام 2000م بتشكيل لجنة لتطوير التعليم تتضمن 30 عضوا مؤهلا للقيام بتعديل ومراجعة مناهج التعليم الحالية التي سبق إعدادها قبل خمسين سنة ولم يمسها أي تعديل منذ حينه". إضافة إلى قيام جريدة عكاظ بأجراء مسح بين الطلبة وعدد من المواطنين بشأن تطوير وتغيير مناهج التعليم. واظهر المسح بأن 100% منهم يؤيدون تحديث المناهج مع ضرورة التركيز على المواضيع العلمية، و85% منهم يعتقد بان المناهج الحالية تفتقر إلى الأفكار والإبداع و90% من عينات المسح أظهرت الحاجة إلى مناهج موضوعية تساعد على تأسيس حوار منطقي.
صدقني أن حكومة الولايات المتحدة تركز كثيرا جدا على إصلاح مناهج التعليم لديها، وهو أمر نقوم به على نحو مستمر. ونحن نسعى دائما لتطوير ما نعلمه لأطفالنا ليكونوا فيما بعد على أحسن استعداد لمواجهة أعباء الحياة عند بلوغهم عتبة الشباب".
جينا أبركرمبي - وينستانلي
القنصل العام الأمريكي بجدة
:بفكر: :بفكر:
الغريب
