غزة لماذا وكيف

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


"لماذا وكيف ننصر غزة "
إعداد وجمع / فهد بن ثقيل الشمري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله.
لماذا الحديث عن غزة والدفاع عنها ولماذا نكتب هذا الكلمات ونبحث في السبل التي تزيل عنهم محنتهم التي يعيشونها وتحترق قلوبنا حزنا عليهم ****
والجواب أنها رابطة العقيدة بين أهل الإيمان . {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [سورة الحجرات: 10]، إنها رابطة تنكسر تحتها شوكة أهل الكفر والعدوان والنفاق وتنزاح أمامها قوى الظلم والطغيان {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [سورة التوبة: 71]، ويقول الله: {وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [سورة الأنفال: 73].
وعن علي - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم، ويرد عليهم أقصاهم، وهم يد على من سواهم ألا لا يقتل مسلم بكافر ولا ذو عهد في عهده» {رواه أبو داود والنسائي].
وأبي هريرة -رضي الله عنه- «المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه» [أخرجه أبو داود]
وعن أنس بن مالك ‏ ‏قال ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم «‏من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ‏ ‏ذمة ‏ ‏الله ‏وذمة ‏رسوله فلا تخفروا الله في ‏ذمته» [رواه البخاري ومسلم].
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه» [متفق عليه].
وعن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» [رواه مسلم].
فهذه الأدلة الشرعية والنصوص النبوية (وما تركنا منها أكثر) تدل على وحدة المسلمين وخاصة في النوازل وأنه لا يجوز أن يسلم المسلم أو أن يدفع بأخيه المسلم إلى الموت وأن لا يخذله ولا يتركه وينصره حسب الإستطاعة ومن المتقرر في نفس كل مؤمن أن الأخوة الإيمانية أعظم من كل رابط حتى وإن كان رابط القرابة****وقد يقول البعض ممن ابتلى بضعف الإيمان وأصيب بالخور وسلّم قلبه للمنافقين أن أهل غزة هم من اعتدى وهم من بدأ، وهم من جلب على نفسه هذا الدمار من خلال صواريخهم وتحرشهم بالإسرائيليين !!!!
فنجيب على هذا التسائل الباطل المخزي ونقول ****الحق الذي لا يمكن تجاهله وتزويره أن البادئ بالظلم هو المحتل اليهودي الذي احتل أراضي المسلمين وأولى القبلتين وهجر شعبها وأحرق أرضها.
الظالم الذي هدم الالاف من منازل أهل غزة الظالم من هدم المساجد ودمر المستشفيات ومحطات الكهرباء وقطع الماء والغاز والبترول عن غزة.
الظالم من اعتقل عشرات الالاف من الفلسطينين.
الظالم من صادر مئات الآلاف من الاراضي الزراعية.
الظالم من لم يترك لأهل فلسطين إلا (2%) هي مساحة غزة و (24%) هي مساحة الضفة واقتطع نصفها الجدار الظالم.
الظالم من سجن المئات بل الأن تجاوزوا الألاف من الأطفال والنساء.
الظالم من يعري المساجين ويعتدي عليهم جنسياً ويصورهم.
الظالم من يقدم للمساجين البرسيم والتبن واللحوم الفاسدة.
الظالم من يمنع الدواء عن المساجين كنوع من التعذيب الطبي.
الظالم من نشر في الشعب الفلسطيني في سجنه الكبير أمراض السرطان، والصرع، والفشل الكلوي، والأمراض النفسية والعصبية والعقلية، وأزمات القلب الحادة، وبتر الأعضاء، والاكتئاب النفسي، وأمراض العيون، وانسداد الشرايين، والشلل النصفي، والأمراض الجلدية الخطيرة والسكري والإعاقة الدائمة.
كل هذا من خلال السجن والقتل والتعذيب والحصار وكل هذا الذي ذكرناه غيض من فيض ما يتعرض له إخواننا يوميا من بداية إحتلال فلسطين فما كان بيد إخواننا في غزة إلا الدفاع عن أهلهم وأعراضهم وديارهم حينما تخلى عنهم الجميع ****
والأن كيف ننصرهم ونعينهم على رفع الظلم عنهم فنقول الواجب****علينا اتجاه إخواننا:****
1- الثقة بأنه ما من حركة ولا سكنه في هذا الكون إلا بأمر الله وحده لا شريك له والحل في أن نتوجه صادقين إلى من بيده ملكوت السماوات والأرض، وأن نُغيِّر ما بأنفسنا إلى الخير وأن نُوثِّق الصلة بالله متمسكين بالله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والإيمان بالله هو طريق النصر والتمكين والأمن والهداية، كما قال تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم من الآية:47]، وقال: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام:82].
2- الثقة بأن الله تعالى لن يسلم عباده المؤمنين لأعدائهم ما داموا متمسكين بكتابه تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولن يُسلّط عليهم، كما قال تعالى: {وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} [النساء الآية:141].
3- وحدة المسلمين عمومًا وهي فريضة شرعية وهي أول طرق النصر والتفرُّق طريق الخذلان والله تعالى يقول: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال الآية:46].
4- نصرة المسلمين المجاهدين في كل مكان بالمال والنفس ما استطعنا إلى ذلك سبيلًا ولا يحتقر المسلم أي شيء يقدمه لنصرة إخوانه وليعلم أنه إن فاته الجهاد بالنفس فلا يفوته الجهاد بالمال فيكتب في ديوان المجاهدين عند رب العالمين****
5- الذبّ عنهم والدفاع عنهم إذا انتهك أعراضهم أو ذكرهم مخذل بسوء فيقال لمن يذكرهم بالسوء: اتق الله واسكت عن قول الشر فإن لم يكن لك عندهم ما تنصرهم به فأمسك لسانك عن المسلمين وأحذر أن تكون ممن ينتهج منهج أهل الزيغ والنفاق، فإن سكت عنهم وإلا فقم عنه وعن مجلسه فهذا من النصرة التي يُقدِّمها المسلم لأخيه.
6- النصرة بالدعاء وهي من أهم أنواع النصرة وأنفعها للمنصور وأفتكها بالظلمة، وهي مع ذلك طبيعة إيمانية لا يمارسها إلا أهل الإيمان بالله عكس الأنواع الأخرى من النصرة، ويدل عليها قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ . فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ . فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ . وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} [القمر:9-12]، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلجأ إلى هذه الوسيلة الناجعة لنصرة المظلومين..
ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي يدعو في القنوت: «اللهم أنجِ سلمة بن هشام اللهم أنجِ الوليد بن الوليد، اللهم أنجِ عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنجِ المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدُد وطأتك على مضر، اللهم سنين كسني يوسف»، ومع ذلك فإن بعض الجهلة وضعاف الإيمان من المسلمين يهونون من شأن الدعاء والله المستعان فعليك أخي بكثرة الدعاء في الصلاة والبيت ومجلسك وعند نومك في كل وقت ومكان لعلك تصادف وقت إجابة للدعوات.
7- على جميع المسلمين إعداد العِدّة الإيمانية والبدنية والعلمية وتحصيل كل علم نافع يحفظ للأمة دينها وشرفها وكرامتها لأنه لا يجوز للمسلمين أن يكونوا أسرى الحاجة لعدوهم، وعليهم أن يصلوا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في كل شيء، الاكتفاء الذي يحول بينهم وبين الحاجة أو الارتهان الأجنبي، والسعي بكل قوة لامتلاك أسباب التفوق الدنيوي كافة.
8- وأخيرا من الأساليب الناجحة في نصرة إخواننا وتسبيب النكال في العدو اليهودي والتي يستطيعها كل مسلم هي المقاطعة لكل منتجات الأعداء ومن يواليهم وهذه مع الدعاء لا يعذر مسلم في تركها نصرة لإخوانه****
أسأل الله العلي القوي العظيم أن ينصر إخواننا المجاهدين في غزة وفي كل مكان ويرفع عن المظلومين ظلمهم ويدفع عنهم شر أعداء الله ورسوله من اليهود والنصارى والمجوس والمنافقين أجمعين****
اللهم آمين****