الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فحديثنا اليوم (1) عن رمضان [ ] بين الشُّكر والصَّبر، ونسأله سبحانه أن ينفعنا بما نقول ونسمع. نطرق هذا الموضوع لأن الإيمان [ ] نصفان: نصف صبر ونصف شكر.. قال صلى الله عليه وسلم: {عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له} رواه مسلم. والعبد كثيرًا ما يتقلب بين نعمة وبلاء، فيغفل قلبه عن النعم فينسى الشكر ويتبرم من المصائب فينسى الصبر. ورمضان [ ] يظهر فيه الصبر [ ] وما يقابله من الشكر. حتى ندرك معنى الشكر علينا أن نعرف:
1.ما الذي يشكر في الإنسان؟
أولا: ماذا يشكر في الإنسان؟
قال ابن القيم [ ] رحمه الله: (الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده ثناءً واعترافًا، و على قلبه شهودًا ومحبةً، وعلى جوارحه انقيادًا و طاعة)اهـ. يتبين من كلام ابن القيم [ ] –رحمه الله– أن الشكر اجتماع كل ملكات العبد من لسان وجوارح وقلب في انتساق واحد، إذ القلب [ ] معترف بالنعمة، (شهودًا ومحبة) أي: أحس بوجود النعمة أولاً. وهذا القلب [ ] المعترف الشاهد لنعمة الله أثر على اللسان [ ] فصدق عند الثناء على المنعم، معترفًا بنعم الله، لسانه ذاكر وكله إحساس بعظم النعمة، تجده صادقًا في ثنائه على ربه. [ومن الناس إذا قيل له اشكر الله على النعم التي نعيشها قال(الحمد لله) من طرف لسانه دون الإحساس بحقيقة النعمة ! ولسان حاله يقول: (أين هذه النعم؟)[. و هذا القلب [ ] المعترف المحب أثر على الجوارح،أيضاً فذلت وخشيت انقيادًا وطاعةً و لننتبه إلى أنه ليس مجرد ظهور أثر النعمة بكلام أو فعل فقط، بل لا بد من الانقياد والطاعة. ثانيًا : متى يكون شكر النعم؟
يكون شكر النعم عند الإحساس بالنعم: تجددًا أو تذكرًا أو تفكرًا.
شخص امتن الله عليه بنعمة الولد والذرية:
1-في أول وقت حصول النعمة يكون الإحساس بالنعمة تجددًا.
2-بعد فترة من الزمن وتذكر تغيير حاله فيكون الإحساس بها تذكرًا.
3-عند وجود النعمة وتقلبه فيها مع عدم الالتفات لها واستشعارها حينئذ يكون الإحساس بها تفكرًا.