قوام جيم الانسان

قوام جسم الإنسان
قال الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيُّهَا الإنسان مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ)( ) . وقال تعالى : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)( ) .
قال ابن كثير : أي ، جعلك سوياً مستقيماً معتدل القامة منتصباً في احسن الهيئات والاشكال( ). "وقال انه تعالى خلق الانسان في احسن صورة وشكل، منتصب القامة ، سوي الاعضاء حسنها"( ).
لقد أهتم الإنسان بالقوام منذ آلاف السنين فكان له محاولات عديدة اراد خلالها تقويم شكل الجسم ووضع معايير نموذجية تحدد تركيبه وابعاده. فكان وضع الوقوف هو الوضع الدال على القوام ، لكن لوحظ بأن كثيراً من الناس يمتلكون قواماً معتدلاً من وضع الوقوف لكن تظهر عيوب عند الحركة تكون خطيرة ، لذلك اصبحت القياسات الحديثة للقوام تتضمن قياس الجسم في الوقوف والجلوس والرقود والحركة.
فالقوام له مغزى مختلف من وجهة نظر الجميع لانه لا يمكن وصف القوام للفرد بكفاية، فالقوام يعني (الوضع) . فإذا امعنا النظر في جسم الانسان نجده متعدد الاجزاء فلا يمكن ان يقال ان له قوام منفرد لانه يتخذ حالات (اوضاع) قوامية عديدة. لذا فالقوام الجيد لجسم الانسان يعني "الوضع الذي تكون فيه الاجزاء الرئيسة للجسم متزنة ومنتظمة فوق قاعدة الارتكاز وتكون العلاقة التنظيمية بين هذه الاجزاء سليمة بحيث تمكنه من القيام بوظائفه بكفاءة وباقل جهد"( 1).
وجسم الانسان يتمثل بمجموعة مكعبات متراصة فيما بينها بشكل دقيق ، لذا فان خروج احد هذه المكعبات عن وضعه الطبيعي سوف يؤدي الى ما يسمى بالتشوه القوامي، فلذلك تكون اجزاء الجسم في وضع عمودي مترابطة ومتراصة فالرأس والرقبة والجذع والرجلين يحمل كل منهما الاخر بما يحقق اتزاماً مقبولاً للجسم . لذا يعد القوام الجيد تعزيزاً للقدرة الوظيفية لاجهزة الجسم الحيوية ويقلل من شدة الاجهاد الواقع على العضلات والعظام والمفاصل والاربطة وبالنتيجة سوف يؤخر ظهور التعب العضلي. وبالرغم من اعتقاد البعض بان مفهوم القوام قاصر على شكل الجسم وحدوده الخارجية الا ان هذا المفهوم لا يعبر عن كل الحقيقة لانه القوام الجيد يمثل "العلاقة الميكانيكية بين اجزاء الجسم المختلفة العظمية والعضلية والعصبية والحيوية .. وكلما تحسنت هذه العلاقة كان القوام سليماً"( 2). وترتبط هذه العلاقة عند اصحاب القوام الجيد بصفات تمكن اجزاء الجسم من التغلب على الجاذبية الارضية للحفاظ على توازن الجسم في اوضاعه المختلفة مع بذل الحد الادنى من الطاقة( 3).


_________________________________________

( ) سرور اسعد مصور ، القوام – عيبوبه وتشوهاته ووسائل علاجه وطرق المحافظة عليه ، القاهرة : دار المعارف ، 1985 ، ص15.
( ) محمد صبحي حسانين . القياس والتقويم في التربية البدنية والرياضية ، ج2 ، ط3 ، القاهرة : الفكر العربي، 1996 ، ص150.
( ) محمد عادل رشدي ومحمد جابر بريقع . ميكانيكية اصابة العمود الفقري. الاسكندرية : منشأة المعارف ، 1997 ، ص14.
( ) محمد عادل رشدي ومحم

ويشير كل من (محمد عادل ومحمد جابر بريقع 1997) الى ان القوام الجيد خاصية فردية بالنسبة للعلماء "فقد يرى علماء الانثروبولوجي البدني للقوام على انه اشارة لتطوير تاريخ السلالات، اما الجراحين واخصائيي العلاج الطبيعي يعتبرون القوام اشارة لصحة الهيكل العظمي والنظام العضلي ، اما اخصائيو علم الحركة يعتبرون القوام معياراً او مقياساً للكفاءة الميكانيكية والادراك الحسي – الحركي ، والتوازن والتوافق العضلي العصبي"( ).
ويعرف الباحث بأنه يعني الشكل او الوضع الذي يتخذه الجسم في اثناء الحركة او السكون مع الحفاظ على مركز ثقل الجسم ضمن قاعدة الارتكاز لحدوث التوازن لاجزاء الجسم المترابطة بشكل هرمي تسلسل من الاعلى الى الاسفل في نقل وزن تلك الاجزاء بصورة متدرجة ومتوازنة ومتساوية بين عظام ومفاصل وعضلات وأربطة الجسم*.

علاقة القوام بالصحة:
لوحظ أن للقوام الجيد تأثيراً واضحاً في الناحية الجمالية والنفسية والصحية للفرد التي تطرقت اليها العديد من الدراسات والبحوث المتعلقة بهذا الشأن . لذا فأن الصحة نعمة كبيرة وهبها الله سبحانه وتعالى للانسان في كل مكان وزمان ليتوج بها نفسه، فهي لا توجد الا في جسم صحي وقوي معتدل.
اما أثر القوام السيء في صحة جسم الانسان "فتؤثر على المفاصل والعظام والعضلات ، فضلاً عن تأثيره على الاجهزة الحيوية والاصابة ببعض الامراض"( ). كما أثبتت العديد من الدراسات والبحوث "ان القوام السيء يكون مصحوباً ببعض الامراض، (فكان نصيب الاطفال من انتشار هذا القوام السيء الى حدوث القلق والتوتر وقلة الوزن والاجهاد السريع وقلة مناعة الجسم ضد العديد من الأمراض)( ).

التشوهات (الانحرافات) القوامية:
"يحمل جسم الانسان الصفة الميكانيكية بين اجزاء الجسم العضلية والعظمية والعصبية لاعطاء صفة التعاون والترابط بين هذه الاجهزة لتحقيق الاتزان مع بذل الحد الادنى من الطاقة . فأن حدوث أي خلل في هذا الترابط سوف يؤدي الى حدوث ما يعرف بالتشوه (Deformity) ، او الانحراف (Deviation) القوامي. كما يشير
(Watson 1983) "أن الانحرافات القوامية تعتبر عاملاً اساسياً في حدوث بعض الاصابات الرياضية"( ).
وعرف الانحراف او التشوه القوامي حسب وجهة نظر (محمد صبحي حسانين، محمد راغب 1995) "بأنه عبارة عن شذوذ في شكل عضو من الاعضاء للجسم او جزء منه وانحرافه عن الوضع الطبيعي المسلم به تشريحياً مما ينتج عنه تغير في علاقة هذا العضو بسائر الاعضاء الاخرى"( ). كما عرفها (محمد حسن غامري 1986) "بأنها حالات انحراف عن الوضع الطبيعي لاجزاء الجسم حيث تكون هذه التشوهات اما مكتسبة وذلك عن طريق تعود الفرد على اتخاذ وضع خاطئ يتسبب عنه نمو بعض أجزاء الجسم بطريقة غير طبيعية فيحدث التشوه أو وراثية منذ الولادة"( )، لهذا فأن حدوث القوام السيء ناشئ عن طريق الانحرافات القوامية التي قد يتعرض لها الفرد عبر مرحلة من المراحل العمرية نتيجة لاسباب عديدة تسهم في حدوث مثل هذه التشوهات او الانحرافات القوامية الناتجة عن خلل في العضلات أو الأربطة او العظام او المفاصل والتي تمثل معياراً حقيقياً للقوام الجيد.
اما (حكيم أديب 1999) فيشير الى اتفاق كل من (ألمانيمر 1970) و(فيت 1978) و(سليمان احمد حجر 1982) على أنه "لا يوجد معيار دقيق لتحديد القوام الطبيعي من غير الطبيعي والمعيار الوحيد هو ان يكون كل جزء من اجزاء الجسم محتفظاً بمركز ثقله تقريباً في خط مستقيم بحيث لا ينقص ذلك من فعالية الجسم في مكان آخر"( ).
ويروم الباحث اعطاء تعريف مبسط حول التشوهات (الانحرافات) القوامية فهي تعني المبالغة في الانحناءات الطبيعية والخروج عن الخط الشاقولي والمستويات المنصفة للجسم نتيجة لخلل في ميكانيكية العضلات او الاعصاب او المفاصل او العظام او الاربطة.

- اسباب الانحرافات (التشوهات) القوامية:
على الرغم من تعدد اسباب حدوث التشوهات القوامية الا انه لا يزال الباحثون يسعون الى الكشف عن اسباب اخرى كي تحد من حدوث تلك الحالات التي تؤثر في الشكل الخارجي للجسم والعمل الوظيفي للاجهزة والاعضاء التي تقع تحت تأثير مثل تلك التشوهات القوامية.
وترجح كل من (سميعة خليل ونجلة رؤوف 1999) اسباب حدوث هذه التشوهات الى "عدم التوازن في قوة الاربطة والعضلات ، وكذلك المعاملة غير الصحيحة لاستخدام الاجزاء من الجسم ، الاحمال الثقيلة ، الاحذية غير المناسبة ، العادات القوامية الخاطئة"( ).
كما ذكر (محمد صبحي حسانين ، محمد عبد السلام راغب 1995) أسباب كثيرة ينتج عنها الانحرافات القوامية لجسم الإنسان . المخطط (1) ( )












المخطط (1)
يوضح اسباب الانحرافات القوامية لجسم الانسان

هناك اسباب أخرى تؤدي الى حدوث مثل هذه التشوهات القوامية لجسم الانسان فمن اهمها( ) ( ):
1- ان تكون حالة ولادية: تحدث هذه الحالة منذ مدة الحمل إلى أن يولد الطفل واستمرار هذه الحالة لديه ، لذا يصعب علاجها بالتمرينات الرياضية وانما يجب التدخل الجراحي.
2- ان تكون حالة مكتسبة: تحدث هذه الحالة نتيجة لجملة اسباب من بينها : تعود الجسم على أوضاع سيئة ، وكبر السن ، والتغيرات الزيادة غير الطبيعية في وزن الجسم.
كما تشير (ماريا بيرس 1997) إلى أن هناك علاقة بين التشوهات القوامية والمراحل العمرية التي يمر بها الإنسان ، لذا تعد مرحلة الطفولة والمراهقة من أكثر المراحل تعرضاً للإصابات اكبر مما هو عليه لدى الكبار ولكن بأقل خطورة من المراحل المتقدمة بالعمر لذلك توعز هذه الظاهرة أو الحالة إلى جملة أسباب من بينها( ):
1- صغر حجم أجسام الصغار مع نشوء قوة صغيرة غير قادرة على حفظ التوازن لأجزاء الجسم (أي وضع الجسم بالخط الشاقولي).
2- المرونة الزائدة عند الأطفال تفقدهم عنصر القوة في العضلات والأربطة والأوتار.
3- التدريبات والتمرينات الطويلة تزيد نسبة الحركة ما بين الفقرات وهو ما يحدث تغيرات ثابتة دائمة في اجسام الفقرات.
كما يتفق الباحث مع (اسامة كامل راتب 1999) على ان التشوهات (الانحرافات) القوامية "هي امتداد لمرحلة الطفولة نتيجة اكتساب الطفل العادات القوامية الخاطئة ، لذلك يجب التركيز على العادات السليمة والتشجيع على ممارسة الأنشطة التي تراعي الاهتمام بالقوام السليم للطفل"( ).
ومن خلال ما تم عرضه وكشفه في المصادر العلمية عن اسباب التشوهات القوامية خرج الباحث بمجموعة من العوامل التي تؤدي الى حدوث هذه التشوهات وشملت:
1- العوامل الصحية: ان حدوث أي مرض او اصابة قد يؤدي الى حدوث تشوه.
2- العوامل النفسية: ان استياء الحالة النفسية لدى الفرد وانطواءه قد يؤدي الى حدوث تشوهات قوامية وذلك لعزوفه عن الاعمال التي تحافظ على جسمه وتمنع هذا التشوه.
3- العوامل الاجتماعية: للبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الفرد الأثر البارز في ظهور مثل هذه التشوهات لما فيها من قلة اهتمام بالنواحي الغذائية والمادية والعلاقة الطبيعية بين الأفراد.
4- العوامل الوراثية: حيث يرى الطبيعيون أن لها الأثر الكبير في اكتساب الصفات الوراثية بين الاباء والابناء.
5- العوامل التربوية: ان قلة التثقيف التربوي في هذا المجال لعرض مخاطر هذه التشوهات على الافراد قد تمخض في تفاقم هذه الحالات وانتشارها وكذلك بسبب قلة الوعي الصحي والتنظيمي في المناهج التربوية اسهم في ذلك ايضاً.

التخلص من التشوهات القوامية:
ان التخلص من هذه التشوهات القوامية يتطلب جملة من الامور للوصول الى القوام الجيد (السليم) وهي( ):
1- النغمة العضلية الطبيعية: ويتضمن تطوراً كاذباً للعضلات العاملة ضد الوزن لتقاوم جذب الوزن بنجاح ، ويتضمن ذلك توازناً بين مجموعات العضلات المضادة.
2- المرونة الكافية في المفاصل حاملة الوزن يسمح بترتيب او اصطفاف جيد لاجزاء الجسم مع ذلك لا يجب ان تكون المرونة كبيرة جداً.
3- التحكم العضلي العصبي الجيد (التوافق).
4- القوة المتكافئة لعضلات الجسم لانه كلما كانت العضلات قوية كلما كان القوام افضل ويجب ان تكون قوة العضلات متكافئة بين اجزاء الجسم.
5- شخصية الفرد ودورها في تحديد القوام الجيد ، كما للحالة النفسية والعاطفية أثراً ايضاً في ذلك.

2-1-2-1 التشوهات القوامية للعمود الفقري:
هناك انحناءات شاذة للعمود الفقري لها تأثير مباشر في القوام الذي يرجع سببه الى عوامل وراثية او الى المؤثرات البيئية المبكرة ، لذا فأن هذه التشوهات القوامية تحد من عمل العمود الفقري وتعيق العمل الوظيفي للأعضاء والاجهزة المرتبطة بصورة مباشرة او غير مباشرة بالعمود الفقري.

* التحدب الظهري: Kyphosis (الشكل 2)
يعد هذا التشوه من التشوهات الشائعة التي تصيب العمود الفقري بمرحلة مبكرة من مراحل الطفولة . لذا يمكن تعريف التحدب الظهري على انه "الوصف المبالغ للانحناء السهمي الموجود في المنطقة الصدرية من العمود الفقري"( ). ويشير كل من
(1990 John & David) الى ان التحدب الظهري "عبارة عن انحناء طويل للفقرات الصدرية يسمى بالتحدب الخلفي او يمكن ان يشكل زاوية حادة الموقع تسمى بالحدبة الخلفية"( ).
فهناك تأثيرات سلبية للتحدب الظهري في الخصائص الوظيفية لجسم الفرد وله تأثيرات في العضلات والاربطة مما يزيد من طول عضلات المنطقة الظهرية باتجاه الخلف بينما تقصر العضلات والاربطة المقابلة لها في المنطقة الامامية للعمود الفقري( ).
كما عرف التحدب الظهري بأنه "عبارة عن زيادة التقوس الطبيعي المتحدب للخلف في المنطقة الظهرية( ).
وان لهذا التشوه ارتباطات عديدة بالمجالات العامة للانسان فهو مرتبط بالصحة والشخصية والعمل والنمو والنواحي النفسية وممارسة الانشطة الرياضية .
يعرفه الباحث بانه (عبارة عن تشوه خلقي او غير خلقي يحدث في المنطقة الصدرية من العمود الفقري ينشأ عادة نتيجة الاستعمال الخاطئ للعادات القوامية او الوراثية*.






الشكل (2)
يوضح التحدب الظهري في شكله الطبيعي والتشوه

1- أسباب التشوه :
هناك أسباب عديدة تؤدي إلى حدوث مثل هذا التشوه لذا قسمت هذه الاسباب وفق كل مرحلة من المراحل العمرية وهي كالاتي( ):
1- مرحلة الطفولة المبكرة والمتأخرة :
- العادات السيئة مثل الوقفة الخاطئة او الجلوس الطويل الخاطئ أمام التلفاز .
- بعض أمراض الجهاز التنفسي التي تسبب ضيق القفص الصدري وتسطحه فينحني الظهر .
- ضعف النظر وقصره .
- خلل في منحنيات العمود الفقري .
- مرض الكساح ولين العظام وتضخم مفصل الورك (ضلع المفصل الولادي)
- ضيق الملابس .

كما تشير (سميعة خليل 1990) الى عدة اسباب تخص هذه المرحلة من بينها : "اخطاء في توزيع ثقل الجسم في اثناء العمل والراحة اضافة الى ضعف الاربطة والعضلات في العمود الفقري والتهاب الفقرات"( )

- مرحلة المراهقة والشباب :( )
- العادات السيئة .
- بعض الأمراض الروماتيز وامراض الرئة والشلل .
- بعض الأعمال المكتبية .
- الخجل عند النساء .
- نتيجة لتشوهات قوامية أخرى مثل سقوط الأكتاف او سقوط الرأس إماما .
- الحوادث والإصابات الأخرى .

3- مرحلة الشيخوخة :( )
- بعض الاسباب سابقة الذكر في المرحلتين السابقتين .
- ضعف العضلات .
- تأكل غضاريف الفقرات او الغضاريف نفسها .
- قد يكوم ناتجاً عن تغيرات وظيفية وبنيوية في اجسام الفقرات .

كما اشار (ريتشارد نيل 1998) الى جملة من الاسباب تؤدي الى حدوث هذا التشوه من بينها :( )

- قد يكون ناتجاً عن تغيرات بنيوية في اجسام الفقرات .
- قد يكون ناتجاً عن الاقراص الفقرية .
- ضعف التوتر العضلي لدى الضعفاء بسبب الجلوس الخاطئ لساعات طويلة على طاولة او مكتب منخفض مما يؤدي الى حدوث حداب في المنطقة الصدرية العليا .
- الكسور الهرسية لاجسام الفقرات تسبب حداباً زاوياً في العمود الفقري .
- ناتجاً عن كبر السن .

2- علاج التحدب الظهري :( )
- تستخدم التمرينات العلاجية والوسائل الاخرى في علاج التحدب الظهري وذلك بهدف : (تقوية العضلات للظهر والبطن ، وتحسين القوام علاوة على تحسين الوظيفة التنفسية)
- كذلك يستخدم المساج والسباحة على الظهر لتقويم التحدب الظهري .
- فضلاً عن استخدام وسائل العلاج الطبيعي الفعالة .
- استخدام العلاجات التجبيرية في الحالات الحادة .

3- تصنيفات تشوه التحدب الظهري :( )
1- تشوه التحدب الظهري (المتحرك) : mobile kyphosis
ان هذا التشوه يمكن معالجته وتقويته من خلال استخدام التمرينات العلاجية والوسائل العلاجية الاخرى من دون اللجوء الى العلاج الجراحي .

2- تشوه التحدب الظهر (الثابت) : fixed kypgosis
وهو تشوه ثابت في المنطقة الظهرية للعمود الفقري حيث لا يمكن تقويته او علاجه عن طريق التمرينات العلاجية او مجهود المصاب نفسه من الناحية البدنية الا من خلال العلاج الجراحي والدوائي فضلاً عن استخدام المساند والكورسيهات الخاصة باصلاح ذلك التشوه .

4- درجات تشوه التحدب الظهري :( )
1- الدرجة الاولى : في هذه الدرجة من التحدب الظهري تضعف فيها النغمة العضلية ، لذا تفقد بعض العضلات الساندة والمقوية للظهر نغمتها مما يؤدي الى ضعفها وليونتها بالمقارنة بالعضلات البطنية التي تعمل على شد الجذع الى الامام لذا يمكن للمصاب ان يتعالج بنفسه باستخدام التمرينات العلاجية الخاصة بذلك .
2- الدرجة الثانية : ان انكماش عضلات الصدر يؤدي الى تمطية العضلات الطويلة للظهر (فضلاً عن ان حركات العمود الفقري في هذه المرحلة تكون طبيعية والعلاج يحتاج الى تمرينات علاجية اما قسرية او ارادية تبعاً للحالة( ) . وان ترك هذه الحالة دون علاج سوف يؤدي الى فقدان المرونة الحركية مما يصعب الاصلاح للجسم والعودة الى الحالة الطبيعية له .
3- الدرجة الثالثة : تصل حالة المصاب فيها الى التغير في شكل ووضع العظام تتجاوز حالة الضعف في العضلات والاربطة وان استخدام التمرينات هنا لفرض تثبيت حالة الاصابة التي تتطلب اجراء عملية جراحية .

* الانحناء (الانحراف) الجانبي : Scoliosis شكل (3)
هو ميلان جانبي للعمود الفقري ويعد من التشوهات الشائعة التي تحدث في العمود الفقري على طول العضلة الشوكية ففي حالة انحراف العمود في أي منطقة يلاحظ بروز عضلي على جهة الانحراف .
ويعرف كلاً من (1971 Davies & Ston) الانحراف الجانبي على انه "انحراف العمود كله أو بعض فقراته عن الخط المتوسط للجسم خط الجاذبية الارضية"( ).
وتشير (سميحة خليل 1991) (عن طريق الكشف عن هذا التشوه بخط شاقولي حيث يوضح من الفقرة العنقية السابعة والى الخط ما بين الردفين حيث يسجل انحراف العمود يميناً او يساراً . فمثلاً الأشخاص الايامن كثيراً ما يكون عندهم تحدب خفيف على الجانب الايمن وينشأ عادة عن الاستعمال الغالب لاحد الطرفين العلويين ومن الطبيعي ان توجد منحنيات تعويضية خفيفة اعلى هذا المنحنى واسفل منه)( ). كما يرى (غسان محمد صادق وآخرون 1990) "بان هذا التشوه يظهر في بداية الطفولة – ويعد اسوء انواع الانحراف الهيأة الجسمية"( ).
قد عرف (سنيل 1998) بان "الجنف المستعمل لوصف المبالغ في الانحراف الجانبي للعمود الفقري وهو اكثر ما يوجد في المنطقة الصدرية"( ). وكذلك عرف الانحراف الجانبي مؤخراً "على انه عبارة عن انثناء جانبي في العمود الفقري الى احد الجانبين"( ) .
ومن خلال اطلاع الباحث على العديد من التعريفات الخاصة بالانحناء الجانبي اعد تعريفاً اكثر شمولية اذ عرفه على انه انحراف العمود الفقري عن الخط الشاقولي للجسم الى احد الجانبين (ايسر – ايمن – او كليهما) ويكون اما ثابت يصعب علاجه بالتمرينات العلاجية ويلزم التدخل الجراحي او متحرك يمكن ان يستجيب المعاق للتمارين العلاجية المركزة عند العلاج لتأهيل العضلات والاربطة المعاقة .

- اسباب التشوه
هناك العديد من الاسباب التي تؤدي الى حدوث مثل هذا التشوه الشائع منذ مرحلة الطفولة والذي يتعقد مع التقدم بالعمر ومن اهم تلك الاسباب :( )
1- بعض المهن التي تتطلب ثني الجذع لاحد الجانبين لمدة طويلة .
2- بعض الامراض كلين العظام وشلل الاطفال .
3- نتيجة لبتر احد الذراعين .
4- الوراثة .
5- نتيجة الالم الشديد في احد الجانبين .
6- نتيجة العادات السيئة في الوقوف والجلوس .
7- سوء اختيار الملابس .
8- بعض عمليات استئصال الاضلاع .
9- تعود الشخص ان يحمل وزنه على احد الرجلين عند الوقوف ، اعتياد الرقود على احد الجانبين .
كما ترجح (سميعة خليل1990)( ) الانحناء الجانبي الى تلك الاسباب حيث تشمل :
- اسباب تليف الجلد (اثر حادث او عملية جراحية) .
- تشوهات وراثية .
- عدم تساوي الاطراف السفلى .
- امراض العظام والعضلات والمفاصل والتشوهات العصبية .
كما حدد (محمد صبحي حسانين ، محمد عبد السلام ، 1995) جملة اسباب لحدوث التشوه (الانحناء الجانبي) وهي تشمل :( )
1- عدم تساوي قوة ابصار العينين او عدم تساوي حدة سمع الاذنين .
2- سوء تصميم المقاعد الدراسية .
3- زيادة نمو القوة العضلية لاحد الجانبين بالمقارنة مع الجانب الاخر نتيجة لممارسته حرفة او مهنة معينة .
اما (سنيل 1998) فقد اوجز التشوه بالاسباب الآتية :( )
- عيوب عضلية – فقرية .
- التهابات سنجابية للنخاع قد يسبب جنفاً شديداً .
- وجود نصف فقرية ولادية .
- قد يكون الجنف تعويضاً في حالة قصر احد الساقين او مرض في الورك( ) .

2- علاج الانحراف الجانبي :
ان الغرض او الهدف الاساسي من وراء علاج هذا التشوه وذلك لتقوية عضلات القوام وخاصة عضلات الظهر والبطن ، وتقوية الانحراف مع منع زيادته او حدوث ضمور عضلي ، فضلاً عن تقوية عضلات الجهاز التنفسي لزيادة الكفاءة الرئوية ، وازالة الالام والتصلب العضلي في العضلات المجاورة( ).
"تستخدم التمرينات العلاجية التي تعتبر من اهم الوسائل العلاج والتأهيل لتقويم الانحناء الجانبي للعمود الفقري في كافة المراحل حتى وان عولج الانحراف بالطريقة الجراحية . واستخدام تمارين متساوية الجهد على الجسم .
واستخدام السباحة وتمارين العقلة مع مرجحة الرجلين والتعلق كلياً لتحسين التوازن وتكون هذه التمرينات لتمطية العضلات الجانبية "( )

3- تصنيف الانحناء الجانبي :
لقد صنف (حكمت حسين حسين واخرون 1977) الانحناء الجانبي الى "انحناء جانبي بسيط – وانحناء جانبي مركب (معقد)"( ).
اما تصنيف (هوكو وروبرت 1989) فقد صنف الانحناء الجانبي الى صنفين هما( ):
- انحناء جانبي تركيبي .
- انحناء جانبي غير تركيبي .
كما وضعت (سميعة خليل 1990) تصنف الانحناء الجانبي الى صنفين اساسيين التزمها الباحث من بين تلك التصنيفات وهي تشمل( ):
1- الانحناء الجانبي الوظيفي:
ان هذا الانحناء يكون اكثر من الحالة الطبيعية مما لدى الانسان الاعتيادي والناتج عن العادات القوامية الخاطئة في اثناء اداء الحركات او الاوضاع المختلفة مما يؤدي الى اختلال التوازن العضلي بين مجموعة عضلية واخرى او بين جهة واخرى لجسم الانسان بحيث يقع هذا التأثير خاص بالعضلات والاربطة غير المحافظة على وضع الجذع بالوضع الصحيح. كما تشير (سميعة خليل 1990) الى هذا الانحناء يمكن ان يستقيم فيه الظهر عند الحركة الطبيعية وعندما يكون الحوض مستوياً يلتزم هذا النوع من الانحناء العلاج المبكر لهذه الحالة لانها تحتاج الى وقتٍ طويلٍ يتراوح بين العلاج الطبيعي والتأهيل والتدخل الجراحي في الحالات الحادة.

2- الانحناء الجانبي العضوي (البنيوي):
وهو انحناء الاكثر مبالغ فيه من الحالة الطبيعية مما له في الانسان الاعتيادي والذي يتعدى تأثيره عن حدود العضلات والاربطة الى التغيير في شكل ووضع العظام عن شكلها ووضعها الطبيعي قد لا يمكن علاجه عن طريق التمرينات العلاجية . لذا يلزم التدخل الجراحي ويكون دور التمرينات هنا لغرض تثبيت او منع التشوه من التدهور. حيث لا يستقيم فيه الظهر عندما يكون الحوض مستوياً ففي الغالب تبدأ هذه الانحرافات بانحرافات وظيفية بسيطة الناتجة عن عدم استخدام التمرينات والوسائل العلاجية في الوقت المبكر قبل استفحالها ووصولها الى الحالة الاكثر تعقيداً.
ومن خلال ما تم ذكره من تصنيفات للانحناء الجانبي صنف الباحث هذا التشوه الى صنفين*:
- انحناء جانبي سوي / يمكن علاجه بالتمرينات العلاجية والوسائل الاخرى للعلاج الطبيعي.
- انحناء جانبي غير سوي / لا يمكن علاجه بالتمرينات العلاجية لان ذلك يلزم تدخلاً جراحياً ، حيث يكون دور التمرينات العلاجية هنا لغرض تثبيت الحالة دون تفاقمها.

4- درجة الانحناء الجانبي:
- تشوه الدرجة الاولى: انحناء بسيط للفقرات ويعالج بالوسائل العلاجية الطبيعية.
- تشوه الدرجة الثانية: يكون انحناء الفقرات على شكل (c) او (S) مع بداية تشوه الاضلاع وبروز المنطقة القطنية.
- تشوه الدرجة الثالثة: وهو تشوه حاد في الفقرات الصدرية والقطنية مع تقوس انحنائي ظاهر في المنطقة الصدرية لا يمكن اصلاحه بالتمرينات العلاجية الا بالجراحة.

2-1-3 العلاج الطبيعي : Physical therapy
يعني العلاج الطبيعي بقوة الطبيعة "وهو استخدام مجموعة الوسائل الطبيعية المتعددة والإجراءات في علاج الإصابات والأطراف لمختلف انسجة الجسم... ويعد من العلاجات متعددة الاغراض ويشمل الجانب الوقائي والعلاجي والتأهيلي فضلاً عن عدم وجود أية مضاعفات جانبية جراء استخدامه"( ).
وقد عرفه (مختار سالم 1987) على انه "يعني فن استخدام الوسائل العلاجية الطبيعية وفق اسلوب فني معين"( ). وعرف على انه "هو استخدام لمختلف انواع العلاج الطبيعي بهدف إعادة العمل للنسيج المريض أو المصاب بأذى الى حالته ما قبل الاصابة وفق قواعد وأسس معينة أهمها نوع الاصابة ومدى ملائمة العلاج لها"( ).

طيبه عجام

شكر لك حبيبتي

موضوع مهم جدا

فقوامنا يحتاج منا رعاية

وعناية

لمياء الديوان

جزاك الله خير

تحيتي