إقالة سامي بين العاطفة والإحتراف

إقالة الكابتن سامي

ابدأ كلامي بمثل مشهور يقول ومن الحب ما قتل
نعم حبنا لسامي الكبير وحبنا أن يستمر كنجم يشار له بالبنان واستعجالنا بالأمر وعدم التريث قليلا والتفكير قبل اتخاذ القرار وكما قيل في القاعدة الشرعية من استعجل الشيء قبل اوانه عوقب بحرمانه
نعم إدارة الهلال وجماهيرها عوقبوا بحرمان رؤية الحلم الذي كان سيكون حقيقة لو ما استعجلنا الأمر
الحلم الذي كنا نريد أن يأتي اسطورة الهلال سامي الجابر كمدرب ويحقق مع الزعيم الملكي كل البطولات
ولكن لأن الطموح اكبر من الإمكانيات صار الواقع الذي نعيشه نعم تم إقالة سامي الجابر والسبب بسيط جدا طموحات الزعيم الملكي كبيرة جدا ولا زال الكابتن سامي في بداية المشوار التدريبي له ولا زال أمامه مراحل كثيرة ليخوض فيها تجاربه وينمي خبراته
ولكن ما دعاني لأكتب عن هذا الموضوع أمر عاطفي بحت وهو النظر لموضوع إقالة سامي بنظرة عاطفية بحتة وكأن إقالة سامي إهانة لنجوميته ونكران لما قدمه لنادي الهلال كلاعب وكإداري
ومع احترامي لأصحاب هذه النظرة اقول لهم انتم بعيدين جدا عن مفهوم الإحتراف فلغة الإحتراف تقوم على اسس واضحة وهو ان كل القرارات تقوم على من يخدم الفريق ويحقق له طموحاته بغض النظر عن الأسماء
وهناك أمثلة كثيرة جدا عن إقالة اندية لنجوم اسندوا لهم مهمة التدريب ولكن تم إقالتهم
وسأذكر مثال لو نظرنا له بنظرة عاطفية فأنا اتوقع أن ما واجه لاعب ميلان سابقا ومدربهم في الأشهر الماضية أشد مرارة وأشد قسوة فاللأعب سيدروف ومن خلال متابعتي له كلاعب مع الميلان لم ارى لاعب كان يركض ويلعب بجد مع الميلان مثل سيدروف ولا احد ينكر مدى مساهمة سيدروف لنادي ميلان في تحقيق البطولات بل لا يخفى عليكم تأثر ميلان بعد رحيل سيدروف
ولما احتاج نادي ميلان سيدروف كمدرب ترك سيدروف اللعب مع الفريق الذي كان يقضي اخر موسمه الكروي معه واستلم فريق متهالك لا يمكن اصلاحه في يوم وليلة وحاول اصلاح ما يمكن اصلاحه ولم تمضي سوى اشهر قليلة حتى تم إعفاء سيدروف من تدريب نادي ميلان واسناد المهمة للاعب السابق بميلان انزاغي
ومع ذلك لم تكون هناك ضجة إعلامية حول هذا الموضوع لان العمل هناك قائم على الإحتراف
قد يتخذ ادارة النادي قرار خطأ في اسناد المهمة لمدرب معين ولكن ليس الخطأ أن يتم تصويب القرار الخاطي فقرار إقالة سامي من ضمن تلك القرارات
الكل توقع ان ينجح سامي مع الهلال كما نجح غوارديولا مع برشلونا ولكن هذا الأمر لم يتحقق لنقص الخبرة التدريبية لدى سامي

ولا زلت اتمنى أن يسند إلى سامي تدريب المراحل السنية الناشئة في الهلال بسبب بسيط لأن الكابتن سامي معروف بالإنضباطية وهذا ما يحتاجه اللاعبين الناشئين
في الختام سيبقى سامي الجابر الكابتن الأول الذي استطاع أن يثبت نفسه في أرض الملعب ولما انتهى مشواره بالمستطيل الأخضر استطاع اثبات نفسه كمحلل رياضي وايضا كإداري محترف وأنا متأكد أن الكابتن سامي سيثبت أنه قادر على الوصول إلى النجومية في عالم التدريب ولكن الأمر يحتاج لوقت للوصول إلى الكفاءة التدريبية التي بعدها اتمنى أن أرى فيها سامي مدربا للمنتخب الأخضر الذي يعاني من تخبطات المدربين فهمسة لسامي مسيرتك التدريبية لم تنتهي بإقالتك بل بدأت الان في هزيمة الصعوبات التي تواجهك بالتوفيق لك