تعرف على عالم الجن : أشكال الجن و أنواعهم

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الفصل الرابع : أشكال الجن وأنواعهم :

أولا : أنواع الجن من حيث الشكل والحركة:

الجن ليست على شكل واحد كما الإنس ولكنهم على ثلاثة أشكال ، فعن أبي ثعلبه الخشني أن رسول الله قال(الجِنُّثلاثةُأصنافٍ ؛ فصنفٌ لهم أجنحةٌ يطيرون بها في الهواءِ ، وصِنفٌ حيَّاتٌ و كلابٌ ، و صِنفٌ يحِلُّون و يظْعَنون)الحاكم وصححه الألباني(1).

فهم ثلاثة أصناف هي :

1- صنف لهم أجنحة يطيرون بها في الهواء :

وهذا الصنف له أجنحة يطير بها في الهواء ويبدو أن هذا النوع هو الذي يستطيع أن يتسمع أخبار السماء وله سرعة كبيرة ، ويطلق عليه البعض تسمية الجني الطيار أو الريحاني.

والجن الطيار كما ثبت لدينا بالتجربة في الرقية الشرعية: إذا تلبس الإنسي تجده لا يثبت في الجسد أحيانا وله خفة في الحركة وهو في الغالب شرس الطبع ومع ذلك تجده يهرب من جسد المصاب إذا شعر بالخطر ما لم يكون مربوطا بسحر ، وهنا تكمن الصعوبة في التعامل مع هذا النوع ، وهو الذي كان يتسمع أخبار السماء قبل نزول الوحي لما له من قدرة على الطيران ، وهذا النوع يستطيع اختراق جسد الإنسان بسهولة ويدخل عن طريق السحر أو المس ، ولدية قدرة على تحمل جلسات الرقية الشرعية لمدة طويلة ويستطيع تحمل التعذيب لمدة طويلة ، لذا يجب على الراقي أن يكون حذرا وهو يتعامل مع هذا النوع من الجن ، فيجب إضعافه بالرقية شيئا فشيئا ومن ثم يستطيع القضاء عليه ، وهذا النوع لديه القدرة على التحكم بالجسد من الداخل بدرجه عالية ، فيستطيع أن يفقد المريض الوعي ويستطيع أن يشل ذراعه أو رجليه شلل مؤقت أثناء الرقية ويمكن أن يسبب جحوظ للعين وكذلك صداع شديد أو ألم في أي منطقة من الجسد ، كما أنه يُعتقد أنه أقوى وأقدر وأسرع وأشرس أصناف الجن الثلاثة.

2- صنف حيات وكلاب :

وهذا الصنف يُطلق عليه الصنف الحيواني أو الشكل الحيواني لأنه في شكل كلاب وحيات ، والحيات مسوخ الجن فكما أن بني إسرائيل مسخت قردة وخنازير فكذلك مسخت بعض الجن إلى حيات ، فعن عبدالله بن عباس أن رسول الله صصصقال (الحيَّاتُمَسْخُالجِنِّ صورَةً ، كَما مُسِخَتْ القِردَةُ و الخنازِيرُ من بَنِي إسرائِيلَ)الطبراني وصححه الألباني(2).

والغالب منهم يأخذ شكل الحيات والكلاب بالإضافة إلى أشكال آخرى ، ولكنهم يعقلون ومكلفون ولهم عقل وإدراك ، ويُعتقد أنهم أقل قوة وقدرة وسرعة وشراسة من الجني الطيار، وهذا النوع لديه القدرة على اختراق جسد الإنسان ولكنه أقل من الجني الطيار.

وهذا النوع يكون على شكل حيات وكلاب في صورتهم الحقيقية وربما كانت قريبة الشكل بالكلاب والحيات التي نراها من دم ولحم ، وليس المقصود التشكل فتستطيع الجن التشكل في صور مختلفة في الكلاب والقطط والحيات والإنس وغيرها من الأشكال .

3- صنف يحلون ويظعنون:

يحلون ويظعنون: أي يقيمون ويرتحلون .

وهذا النوع لم يثبت من خلال تجاربنا في مجال الرقية الشرعية أنه يستطيع دخول الأجسام ربما لأن كثافته عالية وقدرته على الاختراق ضعيفة .

ويبدو لي والله أعلم من الحديث: أن هذه الأصناف مقسمة من حيث طريقة الحركة ، فالصنف الأول يطير في الهواء ، والثاني يمشي كهيئة الحيات والكلاب ، والثالث كهئية الإنسان يسير على الأرض فيقيم ويرتحل ، وقد ثبت لنا بالتجربة أثناء الرقية الشرعية لبعض من أصابهم الجن بسحر أو مس أن المصاب يتأثر بنوع الجن المتلبس بجسده ، فإن كان من صنف الطيار كان خفيف الحركة وشرس الطباع ، وإن كان المصاب متلبس بصنف الكلاب تراه يتشكل على وجهه نفس شكل الكلب من حيث الشراسة وقوة الفك وتراه كما لو أن كلبا يريد أن يفترسك ، وإن كان المصاب متلبس بصنف الحيات تجده يتلوى من ذراعيه ورجليه وجسده كما لو كان حية أو ثعبان ، والصنف الثالث الذي يرتحل ويظعن لم يثبت بالرقية أنه يدخل الأجساد وهذا إجتهادي فإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمن نفسي والله أعلم.

ثانيا :أنواع الجن من حيث الديانة:

1) الجن الكافر:

وهم طوائف كثيرة ومنهم ما يلي :

1- إبليس وجنوده :

قال تعالى (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَفَسَجَدُوا</SPAN>إِلَّاإِبْلِيسَكَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا&oslash;3.....)الكهف: 50.

فإبليس كان من الجن ولم يطع ربه وتمرد وتشيطن فصار شيطان بل كبير الشياطين وإبليس له ذرية وهم جنوده ، وهم شياطين الوسوسة الذين يغوون أولاد آدم ، وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إذا أصبح إبليس بث جنوده ، فيقول : من أضل اليوم مسلما ألبسته التاج . قال : فيخرج هذا ، فيقول : لم أزل به حتى طلق امرأته ، فيقول : أوشك أن يتزوج ، ويجيء هذا فيقول : لم أزل به حتى عق والديه ، فيقول : أوشك أن يبر ، ويجيء هذا ، فيقول : لم أزل به حتى أشرك فيقول : أنت أنت ، ويجيء ، فيقول : لم أزل به حتى زنى فيقول : أنت أنت ، ويجيء هذا ، فيقول : لم أزل به حتى قتل فيقول : أنت أنت ، ويلبسه التاج)ابن حبان وصححه الألباني(1).

وهؤلاء الشياطين تذهب لإغواء الإنسان حتى يرتكب المعاصي وتصده عن الطاعات عن طريق الوسوسة.

والوسوسة: ما يلقيه الشيطان في القلب ، و هي القول الخفي لقصد الإضلال.

والوسوسة تارة تكون من فعل الشيطان الجني:

كما قال تعالى : (}فَوَسْوَسَ</SPAN>لَهُمَاالشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَلَهُمَامَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا....)الأعراف20, وسمى الله تعالى شيطاني الجن والإنس "وسواساً" فقال تعالى : (مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ</SPAN>&Ccedil;&Iacute;&Egrave; الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ</SPAN>&Ccedil;&Icirc;&Egrave; مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ</SPAN>)الناس :4 :6.

وتارة تضاف الوسوسة إلى فعل النفس والمقصود بها حديث النفس:

كما قال تعـالى::( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُمَا ......توسوس به نفسه</SPAN>

كل كفار الجن شياطين ولكن هل كل الشياطين من جند إبليس ؟

كفار الجن منهم أهل الكتاب فمنهم الجن اليهودي والنصراني وغيره ، فأغلب الظن عندي أنه ليس كل كفار الجن من جند إبليس ، والله أعلم .


والشياطين منهم الشيطان العادي ، ومنهم المارد ، ومنهم العفريت :


والعفريت أقدر من المارد ، والمارد أقدر من الشيطان العادي.

قال تعالى (وَحِفْظًامِنْكُلِّشَيْطَانٍمَارِدٍ )الصافات: 7.

والآية وصفت الشيطان بأنه مارد إذا فتلك الصفة زائدة عن مجرد الشيطنة ، ومن ثم فهناك شيطان وهناك شيطان مارد.

والمقصود بالمارد:العاتي المتمرد .

وقال تعالى (قَالَعِفْريتٌ</SPAN>مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ)النمل:39.

والعفريت: هو المارد القوي الشديد ، ولذلك فإن العفريت مارد قوي شديد ، والمارد شيطان عاتي متمرد ، ومن ثم فإن العفريت أقوى من المارد وأقدر والمارد أقوى و أقدر من الشيطان العادي .

وكما أن الإنس متفاوتون في القوة والقدرة والخبرة كذلك الجن فترى منهم من ذا خبرة عالية في دخول الأجسام والسيطرة عليها خاصة على المخ والقلب فيحرك الإنسان كيف شاء حتى ينفذ مهمته سواء كانت بتفريق بينه وبين زوجته أو بالمرض أو بالفشل أو بالصد عن الطاعة أو بغير ذلك من المهمات فتراه يخالط النفس ويجعل الإنسان يكره هذا ويحب هذا ويصده عن الطاعة والصلاة والقرآن وتراه يصيبه بالكسل و المرض والحزن وغير ذلك ، ومنهم من أقل خبرة وقدرة وقوة وهكذا.

2- القرين :

وهو شيطان كافر ، مهمته الاقتران بالإنسان من الميلاد حتى الممات لإغوائه ، ولا يفارقه أبدا حتى الموت ، وتنتهي المهمة بموت الإنسى ولا يُعلم أين يذهب بعد ذلك.

قال الله تعالى : (tقَالَقَرِينُهُرَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ&Ccedil;&Euml;&ETH;&Egrave; قَالَلَا</SPAN>تَخْتَصِمُوالَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ&Ccedil;&Euml;&Ntilde;&Egrave; مَا</SPAN>يُبَدَّلُالْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) ق27-29 .

قرينه: أي من الجن ، ما أطغيته : ما أضللته.

وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن . قالوا : وإياك ؟ يا رسول الله ! قال : وإياي . إلا أن الله أعانني عليه فأسلم . فلا يأمرني إلا بخير ) صحيحمسلم(1).


والظاهر من الحديث أن إسلام هذا القرين خاص برسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يوجد ما يدل على عموم ذلك في سائر الناس لعدم وجود الدليل ، أي أنه لا يستطيع أي أحد منا أن يؤثر على القرين فيسلم ، و إلا كان ذلك خروجا عن الغاية التي من أجلها وجد القرين وهي الإغواء وتزين المعصية والأمر بالشر ، وانتفت حكمة الاختبار والابتلاء.


وهذا هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه كانت تخشاه الشياطين فهل أسلم قرين عمر؟

لا ولكنه كانت تخشاه من قوة إيمانه وعقيدته .

غاية ما هنالك أن المؤمن القوي الإيمان قد يضعف شيطانه وقرينه وذلك بكثرة الذكر والطاعات وقراءة القرآن ، فعن أبي هريرة أن رسول الله قال (إنَّ المؤمنَ ليُنضي شياطينَه ؛ كمايُنضيأحدُكم بعيرَه في السَّفرِ)أحمد وحسن إسناده الألباني(2) .

ومعنى ينضي شيطانه : أي يأخذ بناصيته فيغلبه ويقهره كما يفعل بالبعير أي يخضعه له ويذله ويتمكن منه ويقوده ، ويجعله هزيلا من كثرة الذكر والطاعات فكما يهزل البعير في السفر ويفقد لحمه فكذلك الشيطان يخنس ويضعف ويصير هزيلا من كثرة الطاعات.

وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

ما هو القرين ؟ وهل يرافق الميت في قبره ؟
فأجاب :

(القرين: هو شيطان مسلَّط على الإنسان بإذن الله عز وجل ، يأمره بالفحشاء وينهاه عن المعروف ، كما قال عز وجل : (&szlig;الشَّيْطَانُ</SPAN>يَعِدُكُمُالْفَقْرَوَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُيَعِدُكُمْمَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)البقرة268، ولكن إذا منّ الله سبحانه وتعالى على العبد بقلب سليم صادق متجه إلى الله عز وجل مريد للآخرة ، مؤثر لها على الدنيا : فإن الله تعالى يعينه على هذا القرين حتى يعجز عن إغوائه .
ولذلك ينبغي للإنسان كلما نزغه من الشيطان نزع فليستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، كما أمر الله ، قال الله تعالى : (وَإِمَّايَنْزَغَنَّكَ</SPAN>مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)الأعراف:200 .
والمراد بنزغ الشيطان : أن يأمرك بترك الطاعة ، أو يأمرك بفعل المعصية ، فإذا أحسست من نفسك الميل إلى ترك الطاعة : فهذا من الشيطان ، أو الميل إلى فعل المعصية : فهذا من الشيطان ، فبادر بالاستعاذة بالله منه : يعذك الله عز وجل .
وأما كون هذا القرين يمتد بأن يكون مع الإنسان في قبره : فلا ، فالظاهر - والله أعلم - بمجرد أن يموت الإنسان يفارقه ؛ لأن مهمته التي كان مسخراً لها قد انتهت ، إذ إن الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له )انتهى كلام بن عثيمين(1).

هل هناك فرق بين القرين وبين جنود إبليس ؟

الظاهر والله أعلم أن القرين مختلف عن جند إبليس الذي يبثهم كل يوم لإغواء الناس كما ثبت في الحديث المتقدم الذي رواه مسلم أنه يبث سراياه ثم يعودون إليه بعد ذلك فهؤلاء لا يلازمون الإنسان دائما ، أما القرين فهو مقترن به لا يفارقه أبدا .

وكما أن للإنسان قرينه من الجن يزين له الشر ويدفعه إليه فكذلك وكل الله به ملك قرين يذكره بالخير ويحثه عليه:

و ليس لأحدهما جبر أو غلبة على إرادة الإنسان ، ويسمى الملك بهاتف الخير أو داعي التقوى والإيمان ويسمى الشيطان بهاتف الشر أو العدو أو الوسواس .

و الدليل على وجود القرينان ما يلي:

1- عن عبدالله بن مسعود أن رسول الله صصص قال(«ما منكم من أحد إلا وقد وكل بهقرينهمنالجن»قالوا : وإياك ؟ يا رسول الله ! قال : « وإياي . إلا أن الله أعانني عليه فأسلم . فلا يأمرني إلا بخير » غير أن في حديث سفيان . «وقد وكل بهقرينهمنالجن، وقرينه من الملائكة»)صحيح مسلم(2).

2- وعن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صصصقال («إنللشيطانلمةبابن آدم ، وللملك لمة : فأما لمة الشيطان ، فإيعاد بالشر ، وتكذيب بالحق ، وأما لمة الملك ، فإيعاد بالخير ، وتصديق بالحق ، فمن وجد ذلك ، فليعلم أنه من الله ، فليحمد الله ، ومن وجد الأخرى ، فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ثم قرأ : الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء الآية»)الترمذي وصححه الألباني(1).


المقصود بالامة :هو ما يقع في القلب بواسطة الملك أو الشيطان ويكون عن طريق مخاطبة الروح.

3- وعن عائشة رضي الله عنها :( أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خرج من عندها ليلًا . قالت فغِرْتُ عليه . فجاء فرأى ما أصنع . فقال « مالكِ ؟ يا عائشةُ ! أَغِرْتِ ؟ » فقلتُ : وما لي لا يغارُ مثلي على مثلِك ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ « أقد جاءك شيطانُكِ ؟ » قالت : يا رسولَ اللهِ ! أو معي شيطانٌ ؟ قال « نعم » قلت : ومع كلِّ إنسانٍ ؟ قال « نعم » قلتُ : ومعك ؟ يا رسولَ اللهِ ! قال « نعم . ولكنَّ ربي أعانَنيعليهحتى أسلمَ»)صحيح مسلم(2).

والمقصود بالشيطان هنا: القرين.

4- وعن عبدالله بن مسعود أن رسول الله صصصقال (ضرباللهمثلا صراطا مستقيما ، وعن جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة ، وعلى الأبواب ستور مرخاة ، وعند رأس الصراط داع يقول : استقيموا على الصراط ولا تعوجوا ؛ وفوق ذلك داع يدعو كلما هم عبد أن يفتح شيئا من تلك الأبواب ؛ قال : ويلك ! لا تفتحه ، فإنك إن تفتحه تلجه ، ثم فسره ، فاخبر أن الصراط هو الإسلام ، وأن الأبواب المفتحة محارم الله ، وأن الستور المرخاة حدود الله ، والداعي على رأس الصراط هو القرآن ، والداعي من فوقه هو واعظ الله في قلب كل مؤمن)صححه الألباني(3).

واعظ الله في قلب كل مؤمن : هو الملك الذي يلهمه الخير.

ولكن لماذا وكل الله بالإنسان ملكا قرينا في مقابل الشيطان ؟

لما أوجد الله في كل إنسان نازعا للخير يدعوه إلى الخير ونازعا للشر يدعوه إلى الشر ، وأذن للشيطان بأن يوسوس للإنسان كان من عدله سبحانه أن يوكل ملكا يدعوه للخير في مقابل الشيطان الذي يدعوه للشر ، وذلك حتى يستوي الميزان لأن الشيطان سيقوي نازع الشر في الإنسان وعند ذلك سيكون نازع الشر أقوى من نازع الخير فكان من عدله سبحانه أن يوكل بالإنسان ملكا يدعوه إلى الخير في مقابل الشيطان.

هل للجن قرين من الجن؟

لا شك أن في الجن دعاة هداية مسلمين، ودعاة ضلالة غاوين مضلين.

كما قال الله عنهم(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّاالْقَاسِطُونَ</SPAN>فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا)الجن:14.

وقال تعالى(وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِشَطَطًا</SPAN>)الجن:4.

و لا يوجد دليلا يدل أن لكن واحد منهم قرين يسعى أن يضله ويغويه ولكنه لا شك أنه يتأثر بعضهم ببعض كما يتأثر الإنسي بالإنس .

هل المولود يستهل صارخا عند ولادته من نخس القرين ؟

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (ما من مولودٍ يولدُ إلا نَخَسَه الشيطانُ . فيستهلُّصارخًامن نخسةِ الشيطانِ . إلا ابنَ مريمَ وأمَّه . ثم قال أبو هريرةَ : اقرؤا إن شئتم : { وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } [ آل عمران / 36 ]) صحيح مسلم(1).

وهذا الشيطان هو القرين الذي ينخسه يطعنه ويمسه ويسعى في إغوائه ، وقال بذلك ابن القيم في التبيان في أقسام القرآن.

هل القرين يمكن أن يخرج عن حدود المهمة المكلف بها وهي الإغواء إلى التدخل و التحكم في جسم الإنسان وإصابته بالمس الكلي عن طريق دخول الجسد أو إصابته بسحر القرين كما يزعمون؟

لم يذكر أحد من المؤرخين من التابعين وتابعي التابعين قضية دخول القرين في مس الانسان والدخول إلى جسده والتحكم فيه ، وإنما انتشرت هذه القضية في عصرنا الحالي الذي كثر فيه السحر والدجالين ومدعي العلاج بالرقية الشرعية مستغلين بذلك ضعف الناس ، وجهلهم بهذا الميدان ، فلا يوجد مس كلي إسمه مس القرين ولا يوجد سحر اسمه سحر القرين ، والغالب أن القرين يقترن بالجسد من الخارج وينحصر تأثيره على إلقاء الوسوسة وتزيين المعصية والإغواء والأمر بالشر ، ولا يتعدى تلك المهمة .

ومن ثم فلا صحة لما يقوله بعض المعالجين الجهلاء بأنه المرض الذي تعاني منه هو من القرين أو من مس القرين ويجب أن تقوم ببعض الأشياء لكي تتصالح مع القرين هذا ضرب خيال وضرب من ضروب الجهل والوهم.

2) جن مسلم :

وهو موحد مؤمن بالله ورسوله ، وهؤلاء لا يسكنون في الأماكن النجسة كبقية الشياطين ، وهم كمسلمي الإنس يصلون ويصمون ويقرؤون القرآن ويحجون ويعتمرون إلي غير ذلك من العبادات.

نقلا عن كتاب القول المبين في السحر والمس والعين والجن والقرين

لتحميل الكتاب على الرابط لتالي:

http://www.********************************************/?FRMNlw

1 ) المستدرك على الصحيحين للحاكم - كتاب التفسير- تفسير سورة الأحقاف ، و صححه الألباني في صحيح الجامع.

2 ) المعجم الكبير للطبراني - من اسمه عبد الله- وما أسند عبد الله بن عباس رضي الله عنهما - عكرمة عن ابن عباس ، وصححه الألباني في صحيح الجامع.

1 ) صحيح ابن حبان - كتاب التاريخ- ذكر الإخبار عن وضع إبليس التاج على رأس من كان أعظم ، وصححه الألباني في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان وصححه في صحيح الترغيب.

1 ) رواه مسلم في صحيحه كتاب صفة القيامة والجنة والنار باب تحريش الشيطان وبعث سراياه لفتنة الناس.


2 ) مسند أحمد بن حنبل - ومن مسند بني هاشم- مسند أبي هريرة رضي الله عنه ،وحسن إسناده الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة.

1 ) مجموع فتاوى الشيخ العثيمين ( 17 / 427 ، 428 ) ، ويراجع أصل الكلام في " فتاوى نور على الدرب " ( شريط رقم 315 ) .

2 ) رواه مسلم في صحيحه - كتاب صفة القيامة والجنة والنار - باب تحريش الشيطان وبعث سراياه لفتنة الناس.

1 ) رواه الترمذي في سننه - أبواب تفسير القرآن - باب ومن سورة البقرة ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي.

2 ) رواه مسلم في صحيحه - كتاب صفة القيامة والجنة والنار - باب تحريش الشيطان وبعث سراياه لفتنة الناس.

3 ) صححه الألباني في صحيح الترغيب.

1 ) رواه مسلم في صحيحه - كتاب الفضائل – باب فضائل عيسى .