ما يسمى بتدوير المرشدين بجدة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمي وبعد :
فإن تعميم ما يسمى بتدوير المرشدين على ما فيه من سوء اللفظ فهو غير نظامي وبني على الاجتهادات الشخصية العشوائية فبدل أن تقوم إدارة التوجيه والإرشاد بجدة بالعمل على تطوير الارشاد والعمل على إراحة المرشدين بعد موسم كامل من العمل المدرسي نجد أنهم يخالفون النظام بهذا التعميم الذي يدل على وجود أناس يعملون وللأسف على تدمير الارشاد بقصد أو بدون قصد فبعد سؤال مختصين في الانظمة أجابوا بان هذا التعميم مخالف وتم إتخاذه دون الرجوع الى الجهات العليا في الوزارة ولم يصدر من الوزارة أي تنظيم بهذا الشأن ولو تم نقل أي مرشد بدون أن يقدم طلب نقل ويوقع عليه فهذا يعتبر مخالف وله الحق برفضه والشكوى على الجهات العليا ولو وصل الامر الى تقديم شكوى الى ديوان المظالم الذي سيرجع الى الوزارة للاستفسار منها عن هل سبق أن صدر تنظيم بهذا الشأن أم لا وحيث أنه لم يصدر أي قرار فالنقل باطل!!!!!

ثم إذاكان القصد من النقل والتدوير كما يدعون هو الحرص على جودة العمل ....فهذا غير صحيح والقرار في غير مكانه.
وكان اﻷحرى واﻷجدى بإدارة التوجيه والإرشاد بجدة أن توفر الجهد والوقت الذي بذلته في هذا الأمر وتسخيرة لتطوير أداء المرشدين بعقد دورات تدريبية متخصصة .تؤخذ على يد دكاترة ومتخصصين إرشاد نفسي متمكنين ، وأن يلتحقوا أعني إدارة القسم بدورات عملية في كيف تسير العملية الإرشادية ، والوقوف عمليا على رسالة المرشد النفسي،وفنيات زيارات المشرفين الجدد الميدانية للمرشدين وطرق التعامل معهم .
فمن غير المتوقع أن يقوم الإنسان بعملة على الوجه المطلوب وهو غير متخصص ولم يعطى كما أسلفت ما يمكنه من فهم عملة .

أماإذاكان الهدف منه معاقبة المرشدين المتخاذلين عن أداء رسالتهم وعدم إنجازها فهذه حالات فردية لا تستدعي أن يطبق على الجميع ﻻن ذلك سوف يكون مدعاة لمزيد من التخاذل والكسل لهؤلاء المقصرين ولكثير من المرشدين الذين نقلوا تعسفا طالما لم تقدر جهودهم .
ثم إن عمله في مرحلة معينة يكسبه خبرة التعامل مع هذه المرحلة ابتدائي ،متوسط ، ثانوي.
وكلما كانت المعلومات أكثر دقة في تعامله مع الحالات كلما كان إنجازه مع الحالة أفضل ، وكلما كانت بيئة العمل محببة إليه كلما زاد إنتاجه ﻷنه يتعامل مع النواحي النفسية والأمور السرية وهو في أمس الحاجة للاستقرار ، ولايتعامل مع منهج دراسي يؤديه ولا أنظمة يطبقها في أي زمان ومكان ، وكوني أجعله يقوم بالإرشاد كل ثلاث أو أربع سنوات في مدرسة جديدة وفي بيئات ومراحل مختلفة فإنه يفقد هذا الاستقرار وهذا ضد العملية الإرشاد.
ثم إن المرشد الطلابي لن يكون في حالة نفسية جيدة ما سينعكس سلبا على طلابه الجدد لأن فاقد الشيء لا يعطيه ، كذلك المرشد الطلابي يعتبر دينمو المدرسة وهمزة الوصل بين كل من له علاقة بالطالب من معلمين وإداريين وأولياء أمور فضلا عن أن المرشد الطلابي في مدرسته قد أوجد له علاقات مهنية مع الإدارة والمعلمين بالاضافة إلى قاعدة بيانات تزخر بالمعلومات الهامة التي بعضها سري قد لا يطلع عليه حتى مدير المدرسة والتي تمس أمور الطلاب الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية وهذه كلها لم يعرفها المرشد الطلابي في مدرسته في أيام معدودة بل هو جهد جبار مضن أمضاه خلال سنوات وجودة في مدرسته ثم يأتي مثل هذا القرار لينسف كل تلك الجهود ومعها قاعدة البيانات التي تعب عليها ليبدأ من جديد بإحداث ذلك في مدرسة جديدة أخرى وما إن ينشئ هذه العلاقات مع المجتمع الدرسي ويبني قاعدة بيانات جديدة في مدرسته الجديدة إلا وتجده قد أستعد للرحيل إلى مرحلة التدوير الجديدة وهكذا تهدر الجهود والطاقات وتختزل في ما نسميه التدوير الذي ضرره -لا سيما على الطلاب- أكثر من نفعه.

وختاما على تعليم جده الغاء تعميمهم هذا فالرجوع الى الحق فضيله ونتمنى البحث في تطوير الارشاد والعمل على تقديم البرامج التى تساهم في تطويرالمرشدين من حل مشاكلهم بدلا من زرع مشاكل لهم فالراحة النفسية للمرشدين في العمل هي أهم شئ كذلك العمل على إقامة دورات وبرامج متخصصه لتطوير العمل الإرشادي ، وكذلك السعى لتوفير ميزانية خاصة ببرامج الإرشاد وأتمنى أخيرا تطوير أداء القسم وفتح قنوات التواصل مع المرشدين بما ينعكس إيجابا على البيئة التعليمية بدلا من التصادم معهم والله الموفق