أنا الجزيرة في عيني عباقرة **** الفجر والفتح والرضوان والشرف
أنا الجزيرة بيت الله قبلتهــــا **** وفي حمى عرفات دهرنا يقـــــــف
جمال وبهاء ، وحسن وضياء ، وتاريخ وأمم ، وأيام مجيدة ، وعظمة أبطال ، وبسالة أشبال ، وشمس على الكون تشرق ، ونسيم على الأفاق يفوح ، وأرض بالإيمان تشع ، وأماكن بالتاريخ تعبّر ، وقلب بالإسلام ينبض ، ودار :
ينزوالهيام بقلبي حين أسمعها **** لعب الرياح بثوب البائس التعس
أيتها المملكة العربية السعودية : إن تزينت بالأزهار مدن ، وتوشحت بالأشجار بلاد ، ورقصت على الأنهار عواصم ، وغنت على الأمطار دول ، فما تثيرنا أزهارها ، وما تخلبنا أشجارها ، وماتأسرنا أنهارها ، وماتطربنا أمطارها .
جعت والخبز وثير في وطابي **** والسنا حولي وروحي في ضبابِ
وشربت الماء عذبا سائغــــــا **** وكأني لم أذق غير ســـــــــــرابِ
محنة ليس لها مثل ســــــوى **** محنة الزورق في طاغي العــبابِ
ليس بي داء ولكني امــــــرؤ **** لست في أرضي ولا بين صِحابي
أيتها المملكة العربية السعودية : إن نخلة فيك واحات ناعمة ، ورياض مترفة في عيوني ،
وإن زهرة فيك حدائق مائسة ، وبساتين زاهية في فؤادي ، وإن قطرة فيك أنهار مترقرقة ، وجداول آسرة في خيالي .
هي صورة أنا من جنون غرامهــــا **** وغيابها في حرقة وعــــــذاب
كالشارد المخمور أمشي ذاهـــــــــلاً **** من بعدها أبكي عظيم مصـابـي
أسري ويسري الشوق بين جوانحي **** كالنار في الذاوي من الأعشاب ِ
أيتها المملكة العربية السعودية : مع نسيمك العليل يجري عبير الطهر ، وفي أفاقك الشامخة ينتشر صوت العفاف ، ومع شمسك الساطعة تشع أنوارالفضيلة ، وفي أرضك الكريمة تنبت أزهارالبهجة ، ويغرد بلبل الأنس ، ويهتز هيكل الفرح
أسرب القطا هل من يعير جناحه **** لعلي الى من قد هويت أطيرُ
ايتها المملكة العربية السعودية : إنني أضع هذه الجواهر التي استوردتها من المصنع القرني للإنتاج الأدبي ، على جيدك الأتلع الذهبي ، فأنتِ جديرة بالثناء ، وتقلّد العقود اللألاء :
دنت الساعةُ وانشقَّ القمرْ
وفؤادي من همومٍ مستعرْ
ما لقلبي كلما سكَّنتـــُه
كاد من حرِّ لظاه ينفـجرْ
قلت يا قلبُ أما ترفُقُ بي
مرةً تَغْلي ويوماً تستعـرْ
قال شوقي عارمٌ أكتــمه
ضجَّ بالتبريح من ذاك الضجرْ
قلت من يُطفئه يا خافقـي
روضُ زهرٍ أم نخيلٌ أم نَهَرْ؟
قال كلا فالبساتين التـــي
طُرِّزت بالحسن شيءٌ قد عبرْ
قلت فارحل في البراري منشداً
أو فسافر آه ما أحلى السفرْ !
قال في أي بلاد دلنـــــي
قلت روما أو أثينا أو كُنـــَرْ
أو ضفافِ الران أو أرضِ المها
أرضِ شيرازَ ومغنى يزدجـرْ
أو ربى سنجار أو أرضِ مخا
أو مغاني إرمٍ ذاتِ الصـــورْ
قال كلا كلها لا تُشتهـــــى
السعوديةُ قصدي والوطــــرْ!
مهبطُ الوحي وآياتُ الهــــدى
والرسولُ المصطفى خيرُ البشرْ
والصحاري العفر والجوُّ البهيْ
وفيافي الصِّيد والشاطي الأغرْ
وخزامى مسكُها ينعشـــــني
ورمالٌ مثلُ حبّات الـــــدررْ
ونخيلٌ باسقاتٌ وســـــــنا
لونه الفضي من وجه القــــمرْ
وزلالُ الماء من نبع الصَّفـــــا
لؤلؤٌ فوق المرايا منتثــــــرْ
وهضابٌ بالرياحين زهـــــتْ
يقطر الآسي على خدِّ الحجـــرْ
وطيورٌ راقصاتٌ في الربـــــى
هذه تُنشد أم تتلو الســـــورْ!
وشبابٌ صالح متقـــــــــدٌ
جَدُّه سعدٌ وزيدٌ وعمـــــــرْ
ونساءٌ قانتاتٌ للهــــــــدى
حُجِب الحسنُ مع ذاك الحَــــوَرْ
فأنا جئتُ أحيي دارنـــــــا
اسلمي يا دارنا من كل شـــــرْ
بدر العضياني
