ليه سبعين طعنه ؟؟ دام طعنه وحده كافيه ؟؟ ..(3)

اليوم في حديثنا سنرجع لبدايات تفسير السلوك الاجرامي والانحرافي ..

بدءا من الانسان البدائي_رغم تحفظي على المسمى _ ونهاية باليوم ..

فقد كان الإنسان البدائي يرجع في تفسيره للأمور إلى (المقدار المعرفي) يعني المعرفه لديه لدى الآخرين ..

وكان يفسر القضايا (بالموجودات) من حوله ..

وعندما لا يجد أي تفسير..كان يرجع هذا الشيء إلى انه أمور (غيبيه)..

أو يجعل هذا الشيء من (الخوارق)..أو يقوم (بعباده) هذا الشيء ويجعله( إله)..

مثال:- وجد رجل بدائي شجره باسقة الطول بين الأشجار؟؟

فأراد أن يفسر لماذا هذه الشجرة طويلة جدا؟؟

فانه يرجع( للمقدار المعرفي) لديه ولدى الاخرين .. فلا يجد تفسيرا !!!

لذا ينظر لها مقارنه بالأ شجار الأخرى(بالموجودات) ..

وعنندما يعجز عن تبرير سبب طولها فانه يرجع الأسباب لأمور (غيبيه) لا تعلمها إلا الآلهة..

أو يجعل هذه الشجرة من الخوارق.. وربما (يعبدها) هي نفسها ويجعلها آلهته.

وظلت أسباب الانحراف في هذا العصر تُفسر.. بأنها أرواح شريرة تدخل الإنسان وتأمره بفعل الشر ( الحضارة

الطوطميه ) ..

ثم جاءت المرحلة الميتافيزيقية.. وكانت تفسيراتهم بعيده عن ارض الواقع لهذه الامور ..

ثم ظهرت الحضارة اليونانية.. بفلاسفتها الثلاثة..

فقال سقراط:- أن سبب الانحراف يرجع لطبيعة العلم وطبيعة الجهل ؟؟؟ أي أن الإنسان لو كان يعلم إن هذا أمر

جيد فسيعمله.. ولو كان في تقديره أن هذا أمر سيء فلن يفعله.

وقال أفلاطون:- أن تفسير الانحراف هو شيطان يدخل الإنسان فيدفعه للفعل المنحرف..وقسم افلاطون الناس إلى قسمين:-
1- أناس تمكن الشيطان منهم فلا بد من قتلهم .. لكي لا يؤذوا المجتمع..

2- أناس تلبسهم الشيطان.. ولكنه لم يتمكن منهم.. فعليهم لكي يتخلصوا من فعل الأفعال المنحرفة أن يتخلصوا من

الشيطان بداخلهم..وهؤلاء يمكن علاجهم..

أما أرسطو فأرجع سبب الانحراف إلى نتاج لما يكتسبه الفرد من أسرته ومجتمعه من حقد وغل وحسد.. يترجمه

هو إلى واقع.. يعني أنه ارجع سبب الانحرافات إلى البيئة..

ثم بعد انهيار الحضارة اليونانية.. وقيام الحضارة الرومانية بقي الحال في تفسير الانحراف كما هو..حيث لم

تضف عليه الحضاره الرومانيه أي جديد .

ثم دخلت أوروبا في عصور الظلام بوجود نظام الإقطاع وسيطرة الكنيسة الظالمة..التي أرجعت سبب الانحراف
إلى:-
1- شيطان يدفع الإنسان نحو الجريمة.

2- خروج عن مسالك وتعاليم الكنيسة .

3- أرواح شريرة _ لاحظ ليس الشيطان _ تتلبس الإنسان وتدفعه نحو القيام بالجريمة.

وكان الإنسان في هذه المرحلة.. ممنوع من التفكير في الظواهر الطبيعية كان يسلم عقله للكنيسة.. وكان من غير

الجائز أن يفكر في أسباب الانحراف والجريمة..

ثم سقط النظام الإقطاعي.. وضعفت سيطرة الكنيسة فتحرر الفكر شموليا.. وأدى ذلك إلى ظهور عالم كبير من

النظريات والعلوم.. أدت إلى سعادة البشرية..

وفي مجال حديثنا عن أسباب الانحراف والجريمة.. كانت أول محاوله لكاتب صغير في السن.. عمره 26 سنه

كتب مقاله من 75 صفحه غيرت نظام إمبراطوريات.. والدويلات في حينها.. وقلبت الدنيا رأسا على عقب..

وكان كاتبها كتبها باسم مستعار ليس خوفا.. ولكنه كان يظن أن أحدا لن يلتفت لها.. ولكن كان لها مفعول

السحر ..

وهذا ما سنتكلم عنه في المرة القادمة..




اخوكم الصغير
مغربل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي مغربل كل ما ذكر جيد ومفيد ولعلنا استفدنا كثيراً مما طرحته ..

دراسة مفصلة .. ننتظر تواصل حلقاتها لتعود الفائدة على الجميع ...

لقد تابعت الموضوع من بدايته .. وأعجبني ما تقدمه ... وأعدك بالمتابعة بإذن الله ..

وأرى اختلاف وجهات النظر في العصور السابقة ... كاختلافنا عند بداية طرح الموضوع ..

ننتظر منك تلك المقالة مع الشرح المفصل لأهم نقاطها ..

تحياتي لك

ولا يهمك .. ياسعاده المدير ..

اكمل لك الموضوع .. والحين بعد ..





قال هذا الايطالي ان أي فعل انحرافي او اجرامي ..

ليس بسبب الارواح الشريره او الشياطين او خلافهما ..

بل انه تصرف( اجتماعي ) مثله مثل أي تصرف يتصرفه الانسان ..

ولكنه تصرف (سلوكي )اجتماعي( شاذ) .. وغير جيد ..

وان كل انسان مسؤل عن جميع تصرفاته ..

فالانسان يقتل ويسرق( بمحض ارادته) ..

وانه يجب وضع عقوبات لكل جريمه ..

ونادى بتطبيق ( الحريه المطلقه)..

الحريه التي تُنشد لذاتها .. والتى تُطبق بغض النظر عن المصالح او المساوئ التى تترتب على تطبيفها ..


ثم جاء بعده عالم انجليزي ..وهو استاذ في علم النفس ..

وهو صاحب نظرية (اللذه والالم )..وملخص هذه النظريه هي :-

ان الانسان عندما يريد ان يقوم بعمل فيه لذه له .. فانه ينظر لما يترتب عليه من الم ..

ومن ثم يعمل موازنه بينهما .. فيُقدم او يُحجم عن هذا العمل ..

لذا طالب هذا العالم بأن تكون العقوبه المترتبه على الفعل الاجرامي اشد من المنافع (الفعليه ) او (المتوقعه ) من

الفعل الاجرامي نفسه ..وكان لنظريته صدى واسع وكبير ..وأيد هذا العالم ماقاله سابقه الايطالي..


فقامت مدرسه كبيره تدرس السلوك الانساني الاجرامي .. اسسها هذان العالمان ..هي (المدرسه التقليديه) .

كانت هي البدايه العلميه .. لظهور علم يسمى علم الجريمه والانحراف على الساحه فعليا ..

ثم ظهرت بعده المدرسه البيولوجيه .. التي تحدثنا عنها .. والتي نقضت كل ماجاءت به المدرسه التقليديه ..

وقالت ان السبب عضوي في الاساس .. واثبتوا ذلك علميا ..

واثبتوا ان السلوك يتأثر بالفسيولوجيه الداخليه للانسان ..

وقالوا .. ان من ينكر ذلك .. او يناقض اتجاههم .. فعليه اولا ..

ان يثبت ان لاعلاقه بين السلوك الانساني .. والبيولوجيه الداخليه العضويه في الانسان ..

ثم .. ظهرت مدرسه ثالثه ..

عزت السلوك الاجرامي الى ....... اسباب نفسيه .. ونفسيه فقط ..

وهي محور حديثنا ... في المره القادمه ان شاء الله..

0
0
0

لي عودة للتعليق ..........

اخي الغالي مغربل

اسعد الله اوقاتك بكل خير

لا تدري من اين نشكر على طرحك المميز والرائع والشيق

استفدنا كثبرا من طروحاتك القيمه ..

والجانب النفسي كثير منا يجهله ..


فلك مني كل الشكر والتقدير

ولا تحرمنا من مواصله مواضيعك الشيقه


تحياتي لك

سجل حضوري من اول محاضره..

همسه




معلومات كثيره حصلت عليها من خلال متابعتي لمواضيعك..كم انت رائع وكم هي مواضيعك ممتعه


شكرا من القلب لمجهودك الذي لم تبخل به علينا :شكر:

الاخت الرهيبه ..

اهلا بك وبحضورك .. وبانتظار تعليقك المتميز دائما كما عودتينا ..

اخوكم الصغير
مغربل

مازلنا متابعين

آخر ماتوصلت إليه التحليلات

وعموماً النفس عظيمة وقد أقسم الله بها وقال تعالى (ونفس وماسواها ،فألهمها فجورها وتقواها
قد أفلح من زكاها ، وقد خاب من دساها )

فالنفس فيها فجور وتقوى وقدم الله الفجور على التقوى في النفس لإن النفس تميل وتهوى الفجور بطبيعتها ولكن يجب أن نحاربها

وعموماً لازلنا ننتظر الإبداع

شكرا للجميع ..



سننتقل للجزء الثالث ..

سيكون عن تفسير المدرسه النفسيه ..للجريمه والانحراف ...

ثم خاتمه ..


والسلام ..

اخوكم الصغير
مغربل

أخي العزيز مغربل:

حينما قرأت تلك التفسيرات ممن سبقنا لأجل الوصول للسبب الرئيسي فى الجريمة ابتدأً من الحضارات التى ذكرتها تذكرت أمراً ما وهو :

حينما قتل أحد ابنى آدم أخيه وكان أول دم سُفِك في الأرض كان أصل الجريمة هو: الحسد ولاغير...

وإن كان على امرأة وكما رأى كثير من الفلاسفة أن المرأة شيطان وأنها سبب الغواية وماذاك إلا لجهلهم وإلا فالشيطان له وسائل عدَّة منها أى شخص " ذكر كان أو أنثى " فقط وسيلة يحقق بها هدفه.......

فهل ذاك القاتِل ابن آدم لم يجِد من يربيه؟ وهو ابن آدم عليه الصلاة والسلام؟

هل ذلك القاتل كانت لديه سيكولوجية متأثرة ببعد أحد الوالدين؟

لا أنكر بتاتاً أن هنا مؤثرات كثيرة , ولكن يبقى فى الأصل الوِعاء الذي يحمِلُه المرء بين جنباته , تلك المضغة الصغيرة والتى بصلاحها يصلُح الجسد وبفسادها يفسد الجسد كله ....

وقياساً على الجسد والقلب فالأمَّّة المسلمة كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضور تداعى له سائر الجسدِ بالحمى والسهرِ ......

إذاً صاحِب القلب الفاسد لن يتوقف فساده على شخصه بل سيتضرر الغير منه إن لم يؤخذ على يده فكيف الأخذ؟

إما بالنصح القبلي لحدوث الجريمة , أو بالعقاب الدنيوي بتطبيق العقوبة ......

حينذاك يكون انتشار الطعنات بشكل ضئيل , فمن كان له عقل وتفكير شيء حينما يتذكر العقوبة يرتدع رغماً عنه .............

عزيزي مغربل:

يقول علماء النفس أن الأب السيكوباتي يكون أصلاً في فساد ابنائه ,وعامِلاً مهماً.......

ونقول نحنُ وكمِ من ابٍ صالحٍ جاءته ذرية من ظهره كانت وبالاً على الأمَّةِ كلها .....

فحينما نريد سبب الطعنة , نتذكر تلك المضغة فهي المؤثر الحقيقي ولامناص ..... وبسببها تهالكت الأمم وقطِعت الرؤوس ورُمِلَت النساء ..........

إذاً فالداء هو الحسد .........

والدواء هو: اللهمَّ اسلل سخيمة قلبي ...........

تحية معطرة لك يامغربل الصفحات ,........

شكرا على المواضيع المفيده ..


يااستاذنا العزيز .



تحيه عطره