الأزد وبنو تميم هما أكثر قبائل العرب استيطانا ومساهمة في فتوحات خراسان وسجستان.. لماذا؟

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم

السلام عليكم..

الملاحظ أن هاتين القبيلتين هما الأكثر ذكرا وأثرا في تلك الحقبة التاريخية، حتى إنه عندما ضعفت الدولة الأموية من بعد سنة 125هـ وبدأت تضطرب أقاليمها لا سيما خراسان، وبدأ الناس يلتفون حول (العصبية القبلية) بشكل أكبر؛ انقسم العرب في خراسان إلى 3 مجموعات تقريبا:

1) قبائل اليمن وربيعة - وبالأخص الأزد - تحت زعامة (جديع بن علي الكرماني الأزدي).

2) قبائل مضر، أو شطر كبير منها - وبالأخص: تميم - تحت زعامة (الحارث بن سريج التميمي).

3) شطر كبير من قبائل مضر، بقي على ولائه للدولة الأموية تحت زعامة والي خراسان (نصر بن سيار الكناني).

وسؤالي يتعلق بمحاولة الوقوف على أسباب كون هاتين القبيلتين كانتا الأكثر أثر في عصر الفتوحات في تلك المنطقة، ثم في مرحلة الاستيطان؟

لدي شخصيا تصور مبدئي أو أولي لتفسير ذلك، وأرجو من المهتمين أو المختصين تقييمه؛ ويتمثل هذا التصور فيما يلي:

أولا: بالنسبة لـ قبيلة الأزد:

أعتقد بأن تواجدها وانتشارها منذ الجاهلية في الساحل الشرقي للجزيرة العربية (عمان حاليا، وأجزاء من دولة الإمارات لا سيما دبا الفجيرة) والمقابل لسواحل كرمان وسجستان... يعطيها قدرة أكثر من غيرها من القبائل على الوصول إلى تلك المناطق، كما أنها غالبا تملك خبرة ومعرفة أكثر من سواها بتلك المناطق بحكم الصلات التجارية ونحوها.

ثانيا: بالنسبة لـ قبيلة تميم:

أعتقد بأن استيطان فروع منها في نواح من فارس (اصطخر وما حولها خصوصا) منذ أواسط القرن الأول الهجري، مكنها من أن تلعب دورا أكبر في المناطق القريبة، وهي هنا خراسان. ويضاف إلى ذلك: دخول قومية الزط - وهم من شعوب السند وكان لهم انتشار كبير حينئذ على الساحلين العربي والفارسي للخليج - في علاقة تحالف أو ولاء مع بني تميم دون غيرها من القبائل، مما سهل لهم خصوصا التعمق في خراسان وسجستان المجاورة للسند، والمألوفة بالتالي لهذه القومية.

أنتظر أي توجيه أو تعقيب أو تصحيح

مع تقديري