أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
هل الصُّوماليون عَرَبٌ
يعتقد قبائل الصوماليين قاطبة أنهم عرب خُلّص ليس في نسبهم شائبة أو شك - اللهمّ إلا من ينتسب غير العرب من برتغال والزنج وغيرهما - والنّاس مؤتمَنون في أنسابهم وهذا خير دليل على عربيتهم وقد بيَّن فقهاء الإسلام سلفاً عن خلف على ثبوت النسب بالسماع الفاشي لا بالكتابة المتورِّثة ولا بالوحي المنزَّل فإن وُجدا فنعمَّا هما .
وفي الموسوعة الفقهية الكويتية (40/249ــ255 ) قال ابن المنذر : أما النسب فلا أعلم أحدأ من أهل العلم منع منه ولو منع ذلك لاستحالت معرفة الشهادة به إذ لاسبيل إلى معرفته قطعا بغيره ولا تمكن المشاهدة فيه ولو اعتبر المشاهدة لما عرف أحد أباه ولا أمه ولا أحدا من أقاربه . اهـ
واشترط الشافعية الإستفاضة أيضا لأن النسب لامدخل للرؤية فيه وغاية الممكن رؤية الولادة على الفراش لكن النسب إلى الأجداد المتوفين والقبائل القديمة لاتتحقق فيه الرؤية فدعت الحاجة إلى إعتماد الإستفاضة ولو من الأم قياساً على الأب
وهذا الذي ذكرناه مقنع وكاف إلا أن النفس جُبِلت حبُ زيادة المعارف فإليك أقوال بعض المؤرخين
قال العلامة ياقوت الحموي [المتوفى سنة : 626 هـ 1228م] في معجم البلدان (1/343 في ترجمة بحر زنج) " ولهم مدن أجلّها مقدشو وسكّانها عَرْباء واستوطنوا تلك البلاد ، وهم مسلمون ، طوائف لاسلطان لهم لكل طائفة شيخ يأتمرون له وهي على برّ البربر ، وهم طائفة من العربان غير الذين هم في المغرب ، بلادهم بين الحبشة والزنج " اهـ
وقال أيضاً (5/173في ترجمة مقدشو) " وهي مدينة على ساحل البحر وأهلها كلهم عرباء ليسوا بسودان " اهـ
انظر حفظك الله إلى استخدامه بهذين الوزنين الدالّين على صفاء عربية الصوماليين
قال الإمام الفيروزآبادي في قاموسه (ص90) وعرب عاربة وعرباء وعربة : صرحاء
اشكال ٌ وحلُّه
إن كثيرا من الناس ربما تعلقوا في انكار عربية الصومالين أوهام أوهن من بيوت العنكبوت منها
الأول : أن الصوماليين قوم سود بخلاف العرب
الجواب أن العروبة نسب ينتسب إليه وأما اللون فليس له تعلق به من أي الجهات فقد يكون المرء أسوداً كالغراب وهو عريقي العرب وأبواه وعصبته من أهل جلد الأبيض وقد يكون أبيضاً مع أن سلالته من أهل السود
واعلم أن سبب سواد المرء وبياضته أمران الإثنان
الأول : مشابهة لأصوله الأعلى من أجداده وجدّاته لحديث أبي هريرة أنّ رجلا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله وُلد لي غلامٌ أسود فقال :"هل لك إبل ؟"
قال : نعم قال : "وما لونها ؟" قال حُمْر قال "هل فيها من أورق َ " قال: نعم قال : "فأنّى ذلك ؟" قال : لعل نزعه عِرْق قال: "فلعلّ ابنك هذا نزعه " رواه الشيخان
الثاني : أن ترابه التي خُلق منها كانت سوداء أو بيضاء لحديث أبي موسى الأشعري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب وبين ذلك " رواه أبو داود والترمذي وأحمد وقال الألباني سنده صحيح
وقد ينازع على بياضة العرب كلّهم لأن الشاهد يأباه بوجود قبائل سود الوجوه مُفَلْفَل الشعور منهم القاطنون في جنوب اليمن لا سيما في محافظة حضرموت ولحج وحديدة
بل قد فُسر حديث " بعثت إلى الأحمر والأسود " أن الأسود يراد به العرب والأحمر بالعجم
قال العلامة ابن الأثير : في نهايته (1/395) (حمر) (هـ س) فيه " بعثت ... " أي العجم والعرب لأن الغالب على ألوان العجم الحُمْرة والبياض وعلى ألوان العرب الأدمة والسُمْرة . وقيل أراد الجن والإنس ، وقيل أراد بالأحمر الأبيض مطلقا فإن العرب تقول امرأة حمراء أي بيضاء اهـ
والثاني : قول بعضهم إن الصوماليين يتكلمون بلغة غير العربية وهذا دليل على عجميتهم
وجوابه أن اللغة لامدخل لها في النسب وهذا لا يشك من له مُسْكة من عقل
قال شيخ الإسلام في إقتضاء الصراط المستقيم (1/455) ... الأنساب ثلاثة أقسام :
قوم من نسل العرب وهم باقون على العربية لساناً ودارا أو لساناً لا داراً أودارا لا لساناً وقوم من نسل العرب ، بل من نسل بني هاشم ،صارت العجمية لسانهم ودارهم أو أحدهما
وقوم مجهولو الأصل لايدري أمن نسل العرب هم أم نسل العجم ؟ وهم أكثر الناس اليوم سواء أوعجما في أحدهما . اهـ
