الكاف في أول حوار موسع عن الرياضة.. يكشف خفايا العقد الاستثماري الأضخم
الكاف في أول حوار موسع عن الرياضة.. يكشف خفايا العقد الاستثماري الأضخم في تاريخ الرياضة السعودية لـ "الاقتصادية":
يا هلاليون "موبايلي" ستحول ناديكم أوروبيا بمستشارين عالميين
في مكالمة هاتفية، تجلت شخصيته، عفويته، نظرته، رؤيته، وهدفه البعيد قبل القريب، إنسان بسيط، متواضع، عقل راجح، فكر منير، دمث الأخلاق، طيب الكلام، الحديث معه ذو شجون، ثقته بنفسه ليس لها حدود، يدخل القلوب بلا استئذان، يبقى ذكره على كل لسان، يشار إليه بالبنان، لم لا وهو الذي نقش اسم شركة وليدة أبصرت النور قريبا بأحرف من ذهب، لتتبوأ مقعدا مرموقا بين أترابها من الشركات الأخرى التي لها باع طويل وعمر مديد.
إنه المهندس خالد الكاف الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة اتحاد اتصالات ""موبايلي""، الذي فتح قلبه لـ "الاقتصادية" دون قيود أو كثرة أعذار رغم كثرة الأشغال، وأكد أن العقد المبرم مع نادي الهلال لرعايته لمدة خمسة أعوام مقابل 200 مليون ريال، عقد شراكة وليس استثمارا فقط، واعدا بتحويل النادي إلى ناد أوروبي، باستقطاب مستشارين عالميين.
ولفت إلى أن سبب اختيار النادي الأزرق من بين أقرانه من الأندية الأخرى جاء بعد دراسة وافية مدتها 11 شهرا، لما يتمتع به النادي السعودي من شعبية جارفة ليس على النطاق المحلي فحسب، بل كذلك الرؤية الاستثمارية لدى رجالات النادي، مضيفا "سنركز على الهلال ولن نوقع مع ناد آخر في الوقت الراهن".
وراهن الكاف على نجاح ""موبايلي"" في الشراكة مع الهلال رغم ضخامة العقد المبرم بين الطرفين، مشيرا إلى أن الأخير سيجني أرباحا وفيرة، وأن خزانته ستنتعش ولن تقف مداخيلها عند الـ 200 مليون ريال فقط.
وبرأ ساحة شركته من مشكلات الهلال مع العقود الأخرى، لافتا إلى أنها تخص النادي الأزرق وليس لـ ""موبايلي"" دخل في ذلك، مضيفا "الهلال ناد كبير قادر على حلها".
يعد الاستثمار الرياضي ومشاركة القطاع الخاص في هذا المجال في بداياته أو نقول إنه ما زال وليدا في المملكة، ما الذي دفع "موبايلي" لاقتحام هذا المجال؟
كما ذكرت في سؤالك الاستثمار الرياضي مازال وليدا هنا ومتأخرا كثير رغم الإمكانات الجيدة لهذا القطاع والمشجعة له، وكما تعلم فـ "موبايلي" كانت في السنوات الماضية في طور التأسيس والتطوير ووضع قدمها في السوق السعودية، ونحن هنا ونقولها بصراحة إننا نحمد الله أن الاستثمار الرياضي يعد وليدا في السعودية وإلا لكانت الطيور كما يقال طارت بأرزاقها ولم نجد لنا مكانا فيه. هذا من ناحية، أما فيما يتعلق بالمحفزات فهي كثيرة وتتركز حقيقة في هذا المجال فكما يعلم الجميع أن فأكثر من 65 في المائة من سكان المملكة هم من فئة الشباب أقل من 30 عاما وغالبيتهم لديهم اهتمامات واسعة بالرياضة عموما التي تحظى بشعبية واهتمام خاص في هذه البلاد وهذا بالتأكيد أمر مشجع لجميع الشركات والقطاع الخاص عموما، وأعود هنا إلى بدايات "موبايلي" والتي منذ بدأت وهي تضع نصب أعينها هذا المجال وما يحويه من فئات مهمة بالنسبة لقطاع الأعمال عموما الأمر الذي دفعنا للمشاركة في هذا القطاع منذ البداية وإن كانت مشاركة رمزية كباقي المشاركات الأخرى للقطاع الخاص أو لتسمح لي بتسميتها بالتقليدية من خلال الإعلان والرعاية، وهو الأمر الذي فعلناه الفترة الماضية من خلال أكثر من 14 اتحادا رياضيا، إضافة إلى المنتخب السعودي الأول لكرة القدم وأكثر من ثمانية أندية في المملكة. حاولنا بعدها تطوير بعض آليات المشاركة الرياضية والإسهام في تطوير هذا القطاع انطلاقا من مسؤوليتنا الاجتماعية الموازية لمسؤوليتنا أمام المساهمين وأمام العمل التجاري من خلال البطولة المدرسية في المملكة، ومن خلال إرسال نجوم "موبايلي" أخيرا إلى برشلونة الإسباني وآليات أخرى تطويرية. ولكن نحن في "موبايلي" كنا نعلم ومع استمرار الوقت أن المجال الرياضي أرحب للمشاركة بأفكار قد تكون جديدة على الرياضة السعودي ولكنها موجودة في بلدان أوروبية من خلال شراكات استثمارية بين القطاع الرياضي والقطاع الخاص. ففكرنا في إحداث نقلة استثمارية في القطاع الرياضي السعودي وهو ما تم من خلال العقد الأخير مع نادي الهلال.
دعني هنا أقاطعك قبل أن تتحدث عن عقد الهلال والذي أضحى الحدث الأول في الرياضة السعودية أخيرا، ماذا حدث وكيف تم ذلك وما الذي دفعكم لمثل هذه الخطوة الجديدة في مفهوم الاستثمار الرياضي ؟
نعم هي كما قلت خطوة غير مسبوقة في الاستثمار الرياضي، فنحن كما ذكرت سابقا حاولنا تطوير الآليات والابتكار كما هو شعار "موبايلي" دائما في كل خطواتها، نحن حريصون على الابتكار وروح المخاطرة موجودة في أعمالنا. ما تم بيننا وبين الهلال ليس رعاية تقليدية كما يعتقد البعض، ما فعلناه مع الهلال شراكة استثمارية واستراتيجية في هذا القطاع، خطوة غير مسبوقة ولكنها خطوة مدروسة تماما استغرقت دراستها أكثر من 11 شهرا وتقصينا ودرسنا الرياضة في السعودية والأندية كافة حتى وقع اختيارنا على الهلال لعدة عوامل شعبية وجماهيرية وأخرى، من هنا فنحن في "موبايلي" نتمنى أن يذكر اسمنا في سطر بأننا من أسهم في تطوير الرياضة ونقل الاستثمار الرياضي من التقليدية إلى الربحية والابتكار كما هو في دول أوروبية سبقتنا في هذا المجال، عندما يذكر اسم "موبايلي" كرائد في هذا المجال ومساهم في تطوير الرياضة السعودية وكما قلت لك حتى لو في سطر وبعد سنين سنكون سعداء بتحقيقنا جانبا مهم من مسؤوليتنا الاجتماعية تجاه هذا الوطن.
تحدثت عن ارتفاع روح المخاطرة لدى شركتكم، هل معنى ذلك أنكم تعتبرون شراكتكم مع الهلال والاستثمار معه مخاطرة أو مغامرة من قبلكم؟
لا، ليس كذلك تماما ولكن كل ابتكار أو جديد يحمل معه جانبا من المخاطرة بالتأكيد أنك لن تقدم على شيء إلا بعد دراسة وتمحيص، وكما قلت لك دراساتنا مع الهلال استمرت أكثر من 11 شهرا لم يكن قرارا استثماريا اتخذ في يوم وليلة، ولكن "موبايلي" أعمالها تتسم دائما بالابتكار وهو ما سنقدمه في عقدنا الاستثماري مع الهلال والذي أؤكد لكم وللجميع أنه إن فشل فسيكون ذلك بسببنا نحن في "موبايلي"، أي أن الخلل أو الفشل سيكون ناتجا عن التنفيذ وليس عن المشروع نفسه أو الشراكة ذاتها لأن الاستثمار الرياضي عوائده كبيرة متى ما نفذ بشكل جيد وخطط له.
خاصة أن الأدوات المساعدة لنجاح الاستثمار الرياضي كلها متوافرة في المملكة، فلدينا هنا الدوري السعودي الذي يعد الأقوى عربيا وآسيويا، هنا لدينا الحضور الجماهيري الكبير الذي يفوق كل الجماهير في المنطقة، ولا ننسى الإعلام الرياضي الفاعل في هذا المجال والاهتمام الشعبي بالرياضة.
عقدنا الاستثماري وشراكتنا مع الهلال مبنية على دراسات سليمة وعلى واقع مشاهد وبإذن الله سيدر الفائدة على الهلال و"موبايلي" على حد سواء.
تتحدث عن دراسات استمرت أكثر من 11 شهرا، ماذا انتهت إليه الدراسة ولماذا الهلال، هل للشعبية نصيب من دراساتكم وهل أثبتت أن شريككم الاستثماري الأكبر شعبية؟
دراساتنا ركزت على جوانب كثيرة وليس الشعبية فقط، لا أحد يستطيع أن ينكر شعبية الهلال في الوطن العربي بأكمله، لكن حقيقة ودون مجاملة رأينا في الهلال ميزة وهي أن رجالاته يفتحون أبواب الاستثمار على مصاريعها ويملكون الرؤية الاستثمارية حتى أننا فوجئنا حقيقة بما لديهم من خطط استثمارية، وأعتقد أنهم أيضا دهشوا بما لدينا من منتجات استثمارية نستطيع تقديمها معا لما فيه صالحنا وصالحهم.
الهلال أحد أعرق الفرق السعودية والعربية والآسيوية إضافة لذلك كما ذكرت أن كل العوامل المساعدة على النجاح موجودة لدى هذا النادي وأولها الرؤية الاستثمارية لرجاله وهو أمر مهم لنجاح هذه العلاقة الاستثمارية.
فوجئ الجميع بضخامة المبلغ المدفوع من قبل "موبايلي" في هذا الاستثمار (200 مليون) في خمس سنوات، ألا ترى أن المبلغ مبالغ فيه؟
أولا يجب أن يعي الجميع أن هذا العقد يعد نقلة نوعية في الاستثمار الرياضي هو ليس كغيره من العقود التقليدية السابقة التي يعرفها الوسط الرياضي، عقدنا مع الهلال ليس عقد رعاية بأسلوب قديم، بل شراكة بين كيانين كبيرين أحدهما في قطاع الاتصالات والآخر في الرياضة، شراكة أهدافها اجتماعية وربحية في آن واحد، هذه الشراكة ستكون نموذج فريدا سيسلكه جميع الأندية وشركات القطاع الخاص، أما فيما يخص المبلغ فأعتقد أنه مناسب جدا وبعد سنوات سترى أنه مبلغ قليل في حق مثل هذا الاستثمار والشراكة مع ناد كبير بمثل شعبية الهلال، أعود هنا لما قلته لك في البداية نحن في "موبايلي" نحمد الله أن الاستثمار الرياضي في السعودية وليد وإلا لما وجدنا لنا في خلال عمرنا القصير هذا موطئ قدم فيه وستشاهد الأعوام المقبلة كيفية إقبال القطاع الخاص على مثل هذه النوعية من الاستثمارات لما فيها من أهداف تجارية وأهداف وطنية واجتماعية، تجربة "موبايلي" ستفتح باب الاستثمار على مصراعيه بإذن الله وستغري الجميع في اقتحامه وسنكون سعداء بأننا من ابتكر مثل هذه النوعية من الشراكات الاستثمارية في الوسط الرياضي والبقية ساروا حذونا.
صاحبت عقد "موبايلي" مع الهلال ضجة أخرى غير المبلغ الضخم، فقد ظهرت عقود يرتبط بها الهلال مع جهات أخرى ما أحدث التباسا لدى المتابع للشأن الرياضي. كيف تنظرون لهذا الأمر؟
نحن ننظر لعقدنا مع الهلال فقط، بقية العقود هي شأن هلالي ونحن نثق بأن رجالات الهلال قادرون على حل أي مشكلة تعترضهم، فهم كما ذكرت لك لديهم من الفهم والرؤية الاستثمارية ما يكفي لحل هذه الإشكاليات، سأتحدث معك عن عقد الهلال مع "موبايلي" فهو ما يخصنا، عقدنا كما ذكرنا سابقا موثق ورسمي بيننا، بنوده واضحة ولا يخالف الأنظمة المعمول بها في المملكة ولا لوائح الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة في إدارة الخصخصة والاستثمار، وهو ديدن "موبايلي" في كل عقودها الرياضية وغير الرياضية.
هناك من يقول إن عقد الهلال و"موبايلي" يحوي بندا بتغيير اسم النادي، هل هذا صحيح؟
مستحيل، لا يمكن ولا يحق لنا تغيير اسم الهلال، عقدنا لا يمكن أن يتضمن مثل هذه النقطة، نحن استثمرنا مع الهلال لاسمه وشعبيته وفكر رجاله الاستثماري فكيف نضمن العقد بندا مثل ذلك؟! أعود وأؤكد لك أن عقدنا مع الهلال واضح ولا يحوي بنودا ليست من حقنا مثل هذا البند.
وهل صحيح أن الهلال اشترط عليكم أن لا توقعوا مع ناد آخر غيره بمبلغ يفوق عقده. هل هناك بند بهذا الخصوص؟
لا، رجال الهلال أكبر من هذا الأمر ومن مثل هذه الشروط، أنا في واقع الأمر لا أتذكر الآن البنود كافة، لكن بالتأكيد العقد لا يحوي مثل هذا البند.
يا عزيزي أحب أن أوضح لك وللقارئ أمرا لا بد أن يعيه الجميع، عقدنا مع الهلال ليس عقد رعاية تقليدية، هذا العقد شراكة استثمارية بين شريكين قائمين لهما جميع الحقوق، إن أخفقنا فالإخفاق بسببنا جميعا في "موبايلي" والهلال، وإن نجحنا وهو نجاح لنا جميعا لذلك لا يمكن أن يحوي العقد مثل هذه البنود.
هل تنوون أنتم تكرار هذه الشراكة مع ناد سعودي آخر غير الهلال؟
لا، في الوقت الحالي على الأقل لا نستطيع، نحن نريد التركيز في شراكتنا هذه مع الهلال، وعلى الأمد القريب سنركز على ذلك ونرى نتائجها، لكن ذلك لا يمنع أننا ننظر لكل الأندية ومميزاتها مثل الاتحاد، الأهلي، النصر، الشباب وغيرها من الأندية السعودية التي نستطيع النجاح معها استثماريا.
ألا تخشون من حدوث مشكلات بين الهلال و"موبايلي" أو من إلغاء الهلاليين هذا العقد في المستقبل؟
لا، هذا الأمر لا يقلقنا فالإخوة في المنزل الواحد يختلفون والشركاء كذلك، نحن نعلم أن علاقة مثل علاقتنا بالهلال والشراكة الاستراتيجية سيحدث بها اختلافات في وجهات النظر مستقبلا ولكن عندما يحمل الشركاء فكرا استثماريا ويعملون كفريق واحد مثلما هو الأمر بيننا وبين الهلال، فكل اختلافات وجهات النظر تحل على طاولة الاجتماعات، ولا تنس أنني قلت لك قبل ذلك إننا فوجئنا بفكر الهلاليين الاستثماري وتطابقهم معنا في الأفكار نفسها التي نملكها عن الاستثمار الرياضي والشراكات الاستراتيجية بعيدا عن الاستثمار التقليدي ما سيسهم في نجاح علاقتنا مع الهلال والتي ستكون ـ بإذن الله ـ مثالا يُحتذى بين الشركاء.
وهنا لا أنسى أن أشيد بإدارة الهلال برئاسة الأمير محمد بن فيصل فقد التقيته وهو شاب يملك العديد من الأفكار التي ستخدم ناديه وشراكتنا، كما التقيت والده الأمير فيصل بن سعود قريبا ووجدته مشجعا لمثل هذا الاستثمار ومالكا رؤية ثاقبة ستساعدنا مع الهلال على تحقيق ما نصبو إليه معا.
أطلقتم خدمة "موبايلي الهلال"، وذكرتم في بيانكم أن للهلال نصف إيراداته والنصف الآخر لشركتكم. هل هذه الإيرادات ضمن الـ 40 مليونا أم خلافها؟
اسمح لي أن أوضح أمرا كررته كثيرا ولكنه يحتاج إلى توضيح لأنه جديد على الأوساط الرياضية السعودية، عقدنا مع الهلال شراكة استثمارية، أي أن مبلغ الـ 40 مليونا سنويا للهلال هو مبلغ أساسي ومضمون للنادي طيلة الأعوام الخمسة المقبلة. إضافة إلى بقية إيرادات قنوات الاستثمار الأخرى التي سنطلقها مع الهلال مثل ""موبايلي" الهلال" الذي أعلنا عنه، لذلك يجب أن يعرف الجميع في الوسط الرياضي أن الهلال شريك استراتيجي استثماري في كل الأرباح خلاف الـ 40 مليونا التي تقدمها "موبايلي" سنويا، وبمعنى آخر أو لتبسيط الأمر فإيرادات الهلال السنوية لن تقتصر على الـ 40 مليونا، بل ستتجاوز هذا الرقم كثيرا.
بما أنكم من تديرون الاستثمارات أو بصفتكم أحد الشريكين في هذا العقد كم تتوقع أن تكون إيرادات الهلال السنوية طيلة الأعوام الخمسة؟
لا أستطيع أن أحدد رقما معينا أو أطلق تقديرات معينة لأننا ما زلنا في بداية المشوار مع الهلال ولكن أتوقع أن يدر هذا الاستثمار أرباحا جيدة لـ "موبايلي" وللهلال على حد سواء، الهلال سيضمن الـ 40 مليونا ريال سنويا إضافة إلى أرباح الاستثمارات الأخرى التي بدأناها بـ "موبايلي" الهلال وستتبعها خدمات ومنتجات استثمارية أخرى ستحقق عوائد مباشرة وجيدة لخزانة الهلال.
أرى أنكم متفائلون بالعقد الاستثماري مع الهلال وترون أن المبلغ الضخم 200 مليون ريال مناسب جدا، هل تتوقعون أن تستعيد "موبايلي" استثمارها في الهلال من خلال الأرباح المحققة طيلة السنوات سنوات؟
نحن نعتقد في "موبايلي" أننا سنربح أكثر مما دفعناه للهلال بإيرادات مباشرة من هذا الاستثمار، ولا تنس أننا في "موبايلي" سنستفيد من هذا الاستثمار بطريقتين مختلفتين من خلال الإيرادات المباشرة وغير المباشرة أيضا والتي ستحقق طموحاتنا كثيرا.
يا عزيزي هذه الشراكة الاستثمارية والجديدة على الوسط الرياضي السعودي ستحقق عوائد مجزية للهلال ولـ "موبايلي" وسيربح منها الطرفان أرباحا تجارية بخلاف الأرباح الأخرى التطويرية وغيرها.
اقتحمتم في "موبايلي" الوسط الرياضي بقوة من خلال عقدكم الاستثماري مع الهلال، ألا تخشون سخونة هذا الوسط في كل جوانبه خصوصا الإعلامية؟
لا، لم نفكر في ذلك، نحن مستثمرون لا علاقة لنا بكل ما يحدث فيه، لن تشاهدني أو غيري في الملاعب أو تشاهد أحدا من "موبايلي" يتحدث في الشأن الرياضي من الناحية الفنية أو غيرها، نحن مرتبطون بالاستثمار ولا أعتقد أننا سنعاني ذلك. نعم نحن نعرف أن الوسط الرياضي السعودي ساخن وساخن جدا، ولكن هذا أعتقد أنه ميزة ورد فعل طبيعي لمكانته كأقوى دوري عربي.
هناك من أساء لـ "موبايلي" بعد توقيعها عقدا استثماريا مع الهلال سواء من شركات أخرى أو كتاب وإعلاميين. ماذا ستفعل "موبايلي" تجاههم؟
لن نفعل شيئا حاليا، ولكن في "موبايلي" سنحمي الشركة من أي إساءة وهذا حق من حقوقنا، أما الآن فنحن حقيقة لا ننوي ملاحقة أي أحد قانونيا ولا يمكن أن ندخل في مهاترات من أي نوع مع أي أحد هذا ليس ديدن "موبايلي".
حقيقة أنا اطلعت على الكثير مما كتب في الإعلام ، كان هناك الكثير من الآراء المخالفة لنا ولكننا نحترمها وكان هناك من تجاوز قليلا في نقده أو بياناته، ولكننا سنقول للجميع كما قلنا العام الماضي: اللهم إني صائم.
هذه الكلمة كانت شعارا لحملتنا الإعلامية في رمضان الماضي ويبدو أننا سنرددها كثيرا رمضان الحالي.
هناك من يقول إن هلالية الكاف كانت سببا خلف توقيع هذا العقد الاستثماري الضخم واختيار الهلال؟
يضحك كثيرا، ويقول: سمعت مثل هذا الكلام لكن لا أريد أن أتحدث عن علاقتي بكرة القدم أو حتى بالرياضة لأنها ليست بتلك العلاقة الجيدة. يا عزيزي أنا لا أعرف التسلل من غيره في كرة القدم، فكيف أشجع فريقا على آخر مادمت لا أعرف التسلل وكيف يطبق.
الهلال فريق كبير جميعنا يفخر به وجميع الأندية السعودي حقيقة سواسية لدي ونحن في "موبايلي" وهنا أتكلم عن سياسة الشركة وليس عن خالد الكاف نرى أن الرياضة السعودية أرض خصبة للاستثمار لم تستغل بعد، نتمنى أن نكون أول المبادرين والفاتحين لهذا المجال المهم وأن نستفيد منه ونفيده من خلال شراكات نوعية مثلما فعلنا مع الهلال.
هل زرت مقر نادي الهلال بعد التوقيع أو قبله حتى؟
حقيقة لا، التقيت الأمير محمد بن فيصل، والأمير فيصل بن سعود ولكنني لم أزر النادي في مقره الحالي في العريجاء.
هل يعقل أنك لم تزر مقر شريككم الاستراتيجي وترى بنيته التحتية وإمكاناته؟
للأسف حتى الآن لم يحدث ذلك ولكنني سأزوره قريبا، لكن أريد أن أوضح لك نقطة في علاقتنا بالهلال وشراكتنا معه. هناك فريق من "موبايلي" يزور النادي باستمرار ويتفحصه ويلتقي المسؤولين فيه وسنكون مع الهلال فريقا واحدا يتابع كل ما يخص الاستثمار نحن لا نعرف عن الرياضة كما يعرف رجال الهلال، لذلك نحن وإياهم سنشكل، فريقا وهو فريق بدأ حقيقة أعماله.
ذكرت في حديث لك في قطر أنكم ستتعاقدون مع شركة بريطانية متخصصة في الاستثمار الرياضي لخلق الفرص للهلال وتطوير قنواته الاستثمارية.. ماذا حدث في هذا الأمر؟
هناك فريق عالمي متخصص في الاستثمار الرياضي سيحضر للمملكة وسيسمع من الهلاليين عن أحوال الرياضة السعودية فهم أكثر دراية منا وسيقدم الفرص الاستثمارية ويفتح آفاقا واسعة لإحداث نقلة عالمية للنادي، ولكن هذا الأمر يتوقف على الهلاليين الذين يجب أن يكونوا المغذي الرئيسي والمساعد لهذا الفريق حتى يستطيع فهم الوضع الرياضي في السعودي، فنحن نعرف أن الرياضة السعودية والأجواء تختلف عن غيرها من الأماكن في أوروبا وحتى الأنظمة، لذلك لا بد أن يعمل الهلاليون بجد مع هذا الفريق حتى نصل إلى ما نصبو إليه معا.
إذا أنتم تخططون لتحويل الهلال لفريق أوروبي من خلال هؤلاء المستشارين، أريد أن أسأل هل ستنقلون لاعبي الهلال إلى أوروبا وهو الفريق الذي يملك نجوما بإمكانها الاحتراف في الملاعب الأوروبية؟
لم لا، متى اتفقنا مع الهلاليين على هذه الخطوة سنبدأ بتنفيذها أنا لا أحب أن أخوض في التفاصيل، لكن الهلاليين يعرفون في الرياضة أكثر منا، نحن سنقف معهم ونساعدهم ونشاركهم لكن يبقى الهلاليون هم أصحاب الأفكار الرياضية ونحن شركاء لا نستطيع أن نعمل كل منا بمفرده، لذلك تأكد أن كل ما من شأنه أن يطور الهلال وينقله للعالمية ويدر الأرباح عليه سنفعله ونعمل من أجله لأن تطور الشريك تطور لاستثمارنا، ولأن الأرباح عندما تأتي الشريك فبالتأكيد أن جزءا منها من نصيب الشريك الآخر.
هل استفدتم من التجربة الإماراتية في رعاية الأندية العالمية والاستثمار فيها كما يحدث مع طيران الإمارات والآرسنال؟
للأسف لا، لم نطلع على التجربة الإماراتية في هذا المجال ولكننا كما ذكرت درسنا الوضع في السعودية جيدا فنحن تجربة مختلفة نوعا ما بحكم نوعية الاستثمار وبحكم الوضع الرياضي في السعودية المختلف عما هو موجود في أوروبا‘ إضافة إلى أن لنا هدفا بجانب الربحية والاستثمار التجاري، وهو هدف وطني يتمثل في دعم الرياضة السعودية والإسهام في تطورها.
أخيرا، نشكر لكم وقتكم الثمين الذي منحتمونا إياه.. هل لكم من كلمة في نهاية لقائنا؟
أولا، أنا من يشكركم على هذه الاستضافة لتوضيح كل ما يتعلق بعقدنا الاستثماري وشراكتنا مع نادي الهلال، وأتمنى أن أكون وفقت في توضيح الكثير مما يخفى على المتابع الرياضي فيما يخص هذا العقد، وأن أكون أشبعت فضولهم في معرفة تفاصيل أضخم الاستثمارات في مجال الرياضة السعودية.
وثانيا أريد التأكيد على حديثي سابقا بأن الشراكة مع الهلال استثماريا ناجحة 100 في المائة وإن حدث وفشلت فسيكون ذلك بسبب سوء التنفيذ من قبلنا وقبل الهلال، فالمجال الرياضي أرض خصبة للاستثمار تحتاج إلى الجرأة والابتكار والتنفيذ والتخطيط السليم، فمتى توافرت هذه العناصر فالنجاح بإذن الله سيكون من نصيب الشركاء، وأتمنى حقيقة أن أشاهد العديد من الشركات وهي تخطو مثل هذه الخطوات، ما سيسهم بإذن الله في تطوير الرياضة السعودية التي لا يألو المسؤولون عنها بقيادة الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل جهدا من أجل تطويرها ودعمها لتصل إلى العالمية وتسهم في رفع اسم المملكة عاليا.
