-
روشتة عودة الزعامة
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
دوري هذا الموسم ضعيف جدا لدرجة أن النصر فاز بلقبه..
نعم، يمكنني أن أسرد عشرات الشواهد على ضعف الدوري، لكن لا أعتقد أن تعداد النجوم مجدي بوجود الشمس: بعد عشرين سنة استطاع النصر الفوز بالدوري!! تضافرت الظروف مع كثير من التضبيط، فحصلوا عليه!! استمتعنا بفلم هندي جميل بكل تفاصيله، شخصيا لم يستفزني هذا الفلم بقدر ما كان متحف رأيت فيه الكثير من السلوكيات التي كنت أظنها انقرضت: كيف تكذب و تظهر بثوب الصدوق، تسرق و تحاكم الضحية بتهمة السرقة، أشياء تبدوا مستحيلة، لكن دوري هذا العام جعلها واقعا ماثلاً أمام (المفتح) من الجماهير و هم قلة.
ما علينا، طيب وين الهلال؟؟؟ وين الزعيم؟؟؟ إن كان الدوري ضعيف ليش ما فاز به الهلال؟؟
بالضبط، جواب هذا السؤال سيحدد مستقبل الزعيم. هل الهلال:
ضعيف عليل قليل الإمكانيات؟
أم أنه قوي لكن تائه؟
التشخيص الخاطئ سيؤدي بالهلال لمزيد من التفريط والعبث بمشاعر جماهيره. سياسة الإدارة توحي أنها تميل للرأي الأول (أن الهلال مريض)، لذلك نراها كالمريض تتعلق بكل قشة بحثا عن العلاج.. أي علاج. سكبت الإدارة عشرات الملايين على كثير من التعاقدات... و لا تحسن يذكر. المال الذي يقف عائقا أمام جميع الفرق لم يكن مشكلة عند الهلاليين، و مع ذلك لم يضعوا أيديهم على الجرح... النزيف مستمر. واضح أن تشخيص الإدارة خاطئ و إلا لكانت الملايين حلت المشكلة.
رأيي يميل للتشخيص الثاني، الهلال فريق قوي، وحش... لكنه نائم. يصحوا أحيانا حين يُستَفَز فيضرب أقرب شخص منه، ضعيفا كان (النهضة) أو قوي (السد)، لكن استعراض العضلات هذا لا يدوم، فسرعان ما يعود الوحش لقيلولته. الزعيم تائه، لا يحتاج الكثير من التعاقدات المحلية العشوائية، يحتاج فقط من يسيره بالطريق الصحيح. علة الهلال مخبأة بأفضل مكان.... أمام أنظار الجميع!
لو وضعت الإدارة يدها على الجرح لهيمن الهلال على بطولات الموسم القادم في ظل الضعف المستشري في فرق الدوري، لو وضعت الإدارة يدها على الجرح لأهان الهلال خصومه في الملعب، خصومه الذين يحاولون إهانته خارج الملعب. لكن الإدارة فشلت في تحديد مكمن العلة مرارا كثيرة حتى أيقن كثير من الجماهير أنها هي العلة... أما أنا، فيحدوني أمل!
نقطة الإنطلاق: مالذي يملكه الهلال و يحلم غيره من الفرق بامتلاكه؟
أولا ً: لدى الهلال وفر مالي يفرش له طريق العودة لو وجد من يدله عليه، فإضافة للراعي، يملك الهلال أعضاء شرف ينفقون بسخاء و إدارة لا تذخر المال في سبيل عودة الهلال.
ثانيا ً: يتيح لك النظام التعاقد مع أربعة محترفين أجانب من السوق العالمي الذي لا يعرف تعقيدات و مزايدات السوق السعودي، و يتبقى سبعة لاعبين محليين، فهل لدى الهلال السبعة الذين يصنعون الفارق عن باقي الفرق؟ تعالوا نعد:
١) الهجوم:
لا جدال، و لا مزيد كلام: ناصر الشمراني!
٢+٣+٤) الدفاع:
شخصيا لا أرى محليا من هم أفضل من: الدعيع و الشهراني و (البيشي + الزوري).
٥) المحور الهجومي:
مرة أخرى: شخصيا أرى سلمان الفرج يتفوق على كل منافسيه المحليين بل والأجانب كهرماش.
٦) الوسط:
سالم الدوسري: قوة و نشاط و مهارة يتمناها أي مدرب و ليس له مثيل محليا و يصعب أن تتعاقد مع محترف يماثل مستواه. متى ما استعاد الهلال نغمة الانتصارات و الانسجام سيكون تميزه ظاهرا للعيان.
٧) الوسط:
العابد و الشلهوب و عزوز الدوسري: قوى ضاربة لكن الحلو ما يكمل! الشلهوب يعيبه عمره، فأداؤه محدود بحدود العمر، يمكن الاستفادة منه كبديل. أما عزوز فيعيبه ضعف بنيته، ففائدته تكميلية: لا يمكن أن ينتشل الفريق لوحده، لكن يمكن أن يطرب بأدائه عندما يكون الفريق بعافيته. و أخيرا العابد، لاعب كان الهلال يعول عليه كثيرا، لا نعلم متى يتخلص من مشاكله الشخصية و يعود، و لكن متى عاد فإن الحاجة للمحترف الأجنبي ستنتفي.
٨) الوسط: نيفيز، أفضل محترف في الدوري بلا جدال.
طريق العودة: مالذي ينقص الهلال؟ ماذا يحتاج الهلال ليكمِّل ما يملكه مسبقا؟
وصفة النجاح ليست لغزا:
١) أحد عشر لاعبا هم الأفضل.
٢) مدرب جيد (يخرج أفضل ما لدى هؤلاء اللاعبين)
٣) إداري محنك (يضبط اللاعبين و بنفس الوقت لا يصطدم معهم)
٤) رئيس قوي (قادر على التحكم بالضغط على الفريق، يوجه الرأي العام و لا يوجهه الرأي العام)
سأتجاوز النقاط من اثنين إلى أربعة (لأن حلها مسألة إرادة) و أركز على النقطة الأولى:
مكامن الضعف في الفريق واضحة من عناصر القوة التي عددتها في الأعلى، و يتفق الكثير معي فيها، و أعددها هنا:
١) حارس:
شخصيا أرى أن حراس الفريق جيدين، بل من الأميز محليا، لكنهم ليسوا الأفضل. يتفوق عليهم بعض الحراس، و لو جلب الهلال أحد هؤلاء الحراس فإنه لن يحل مشكلة الفريق لوحده. و بالمقابل، لو انحلت مشكلة الفريق لن تكون حراسة الهلال مشكلة بحراسه الحاليين. إن استطاع الهلال جلب الكسار بمبلغ معقول فجيد، و إن بالغ الرائد فالاكتفاء بمدرب حراس جيد أفضل. ليس من صالح الهلال أن يستمر مطمعا للأندية الصغيرة. بدلا من أن يكون الهلال تحت رحمة إدارة المسلم، يجب أن يجعلها الهلال تحت ضغط رغبة اللاعب (بإغراء اللاعب) و اكتفاء النصر و إفلاس باقي الأندية.
٢) مدافع:
يمكن التعاقد مع لاعب أجنبي لسد هذه الثغرة و بالتالي خسارة فرصة تعزيز الفريق هجوميا بحصر المحترفين الأجانب بالمراكز الأكثر تأثيرا بالفريق و التي لا يوجد لها بدائل محليا. شخصيا أميل لمزيد من الاستكشاف في كنوز أولمبي الفريق الذي وجدنا فيه الدعيع علاجا لمشكلة كنا نظن أنه لا يوجد لها علاج. كما يمكن التعاقد مع مدافع محلي.
٣)محور دفاعي:
و هذا المركز من أهم مراكز الفريق، و ضعفه هذا الموسم أضر الهلال كثيرا، فهو قلب الفريق الذي يربط الدفاع بالهجوم. جرب الهلال كثيرا في هذا المركز و لن يجد العلاج إلا بالاختيار المتأني بالاستعانة بمستشارين فنيين من محبي الهلال كالبطي و تركي العواد. لا أعتقد أن الجبرين (مثلا) قادر على ملء مركز فشل هرماش في ملئه. يحتاج هذا المركز لاعب مقاتل (لا هَرُوب ككاستلو). لا يمكن سد هذا المركز بأي لاعب محلي، من الضروري البحث عن اللاعب الأجنبي الملائم من الآن إن كانت الإدارة جادة في بناء الفريق.
و أقترح، لمضاعفة قوة الفريق الهجومية (الهلال أولا وأخيرا فريق هجومي وبالتالي فائدة المهاجمين أكبر):
٤) صانع لعب:
يساند نيفيز، و يعطي خيارات جديدة لوسط الهلال، بالتحديد: صناعة اللعب من أي مكان. من الضروري تدعيم وسط الهلال بمحترف أجنبي قوي يخلص الفريق من كونه أسيرا لتقلب مستويات محلييه.
٥): مهاجم ثاني:
برأيي التعاقد مع محترف أجنبي في هذا المركز سيكون دعامة قوية للفريق، تحعل الهلال في حال استعاد عافيته ضاريا لا يشاهد أحد مرماه. و لكن استبعد أن تتجه الإدارة لهذا الخيار، لأن هناك قناعة تكرست لدى الجميع مفادها: أن دفاع الفريق سيء. و بالتالي سيكون الخيار الأجنبي في الدفاع.
أخيرا:
أتمنى أن تفتح الإدارة عينيها لتشاهد الخلل بوضوح، و إن لم تفعل فأتمنى أن يستيقظ أعضاء الشرف و يوقفون التخبط الذي جعل الهلال يهدر كثيرا من موارده و يفرط بكثير من بطولاته، و يفقد جزءا من شعبيته التي لم يكن يوما قد توقف عن بنائها قبل اليوم.
و إلى لقاء..
