18348 ساعة مهدرة يومياً
تربويون يطالبون بتطوير آلية حصص الأشغال في المدارس
الجبيل: سعيد الشهراني
تعد حصص الاحتياطي "الأشغال" وقتاً ثميناً يتم هدره كل يوم في معظم المدارس إن لم تكن كلها إلى حدٍ كبيرٍ، على الرغم من المحاولات المستمرة لاستثماره بحيث يشكل جزءا من التنمية المستدامة في التعليم وتفعيله بطريقة مفيدة للطلاب.
ولكن هذه المحاولات تصطدم دائما بعقبات كثيرة من أهمها ضعف جدوى الحلول المقترحة، وعدم وجود البنية التحتية القوية التي تحقق أهداف تلك الحلول، إضافة إلى ثقل كاهل المعلم بعدد الحصص في جدوله الأسبوعي مما يفقده القدرة على استيعاب حصة طارئة أخرى.
وأثبتت إحصائية العام الماضي لوزارة التربية والتعليم أن عدد مدارس التعليم العام غير المهني يبلغ 13163 ابتدائية، و7086 متوسطة، و4215 ثانوية بإجمالي 24464 مدرسة.
وبافتراض أن يكون هناك حصة أشغال واحدة في جميع مدارس المملكة في يوم واحد، فإنه سيكون لدينا 24464 حصة بواقع 18348 ساعة ضائعة هدرا دون استفادة حقيقية.
علما أن أقل الإحصائيات تشير إلى وجود 15- 20 حصة أشغال في الأسبوع بالمدرسة الواحدة. وهذا الوقت به 1100880 دقيقة بافتراض حصة واحدة فقط. فما الحال عندما يغيب عن المدرسة الواحدة 3- 4 مدرسين. ونصيب كل واحد منهم 4 حصص على أقل تقدير، فكم من الوقت المهدر في تلك المدرسة خلال ذلك اليوم. وقس على ذلك بقية المدارس في المملكة في الوقت نفسه. وطالب كثير من العاملين في الميدان وخصوصاً المعلمين بضرورة استثمار حصص الأشغال أو "الاحتياطي" بأنشطة مفيدة تعتمد على تفعيل التعلم الذاتي وتنمية مهارات التفكير، وتحقق الخروج بالتلميذ من روتين الحصة المدرسية عن طريق تناوله أنشطة محببة ومثيرة. واكتشاف قدرات الطلاب واستثمارها في تنظيم المسابقات والندوات العلمية. وتنمية مهارات الابتكارات العلمية ومهارة القراءة والكتابة والتعبير والرسم. وكذلك تنمية قدراتهم على التفكير الناقد البناء والموضوعي. وإطلاع الطلاب على قيم واتجاهات تربوية جديدة، وكذلك تنمية المسؤولية الفردية وبث روح التعاون بين الطلاب. وإزالة العبء عن كاهل المعلم بطريقة مفيدة تنجح في استثمار حصة الأشغال بطريقة مشوقة توفر المناخ التعليمي والهدوء العام للمناخ المدرسي.
يقول بندر بن مصلح الغامدي المشرف التربوي بإدارة التعليم بالهيئة الملكية "لقد ساعدت وسائل التعليم الإلكتروني المطبقة في المدارس على الاستفادة من حصة الأشغال لمصلحة الطالب من خلال تقديم عدد من الأفلام العلمية، والبرامج الثقافية الهادفة وغيرها من المواد التي تجعل من حصة الأشغال وقتا ممتعا ومشوقا للطالب ومفيد أيضاً للمعلم الذي كان يشعر أنها عبء كبير عليه، حيث يتم الإشراف على هذه المواد المقدمة من قِبل لجنة التعليم الإلكتروني بالمدرسة لاختيار ما يناسب المرحلة العمرية والمرحلة الدراسية للطالب".
ويقول عبدالرزاق الغامدي مدير ثانوية الأحساء بالهيئة الملكية في الجبيل: لقد تم إعداد برنامج إلكتروني وفق أسس تربوية وتم تطبيقه لحصة الأشغال منذ العام الماضي بالمدرسة من خلال شبكة داخلية تربط كل فصول المدرسة ومكاتبها بـ"سيرفر" رئيسي يتمكن عن طريقه المعلم من الدخول إلى ملف حصة الأشغال ليختار ما يناسب الطلاب ويعرضه لهم عبر شاشة العرض بالصف. ويحتوي الملف على الكثير من المواد التربوية التي تم اختيارها بعناية لتناسب متطلبات المرحلة واحتياجات الطالب (تعليمية وترفيهية وتوعوية وثقافية وعلمية).
وأضاف الغامدي أن هذا البرنامج خلق من حصة الأشغال وقتا مفيدا للطالب وغير مزعج للمعلم بل أصبحت تمثل أحد أساليب تقويم بعض السلوكيات غير المرغوب فيها، كما أن الشبكة مربوطة كذلك بكاميرا التعلم عن بعد الموجودة في الإدارة والتي تمكّن أي محاضر من إلقاء محاضرته دون عناء تنظيم للمحاضرة حيث يلتقي المحاضر بطلاب صف أو طلاب المدرسة جميعا وهم بالصفوف الأمر الذي يسهل الفعاليات التوعوية التي يستغرق تنظيمها وقتا طويلا في اليوم المدرسي.
كما أن الطالب بإمكانه خدمة نفسه باستخراج تعريف وطباعته أو الإطلاع على سجل غيابه أو غير ذلك من الأمور المسموح له بالوصول إليها.
وذكر خالد الغامدي المرشد الطلابي بمتوسطة الخليج بالهيئة الملكية في الجبيل أن هناك برنامجا آليا صمم عن طريق الحاسب الآلي يستهدف استثمارا لوسائل التعليم الإلكتروني المطبقة في مدارس الهيئة الملكية، ويمثل مادة معرفية وترفيهية يستفيد منها الطالب دون عناء على المعلم الذي سيشغل وقت تلك الحصة من خلال حزمة من الأنشطة التربوية تستهدف العلاج السلوكي، والنمو المعرفي، ومخاطبة اللاوعي لدى الطالب بصورة غير مباشرة. كما ستساعد المعلم المشرف على الحصة في إدارة الصف دون عناء.
وقال محمد المالكي مشرف نادي التفكير بالمدرسة نفسها إن إقرار تدريس برنامج تنمية مهارات التفكير الـ(كورت) سيسهم في تطوير حصة الأشغال والاستفادة من وقتها والتحرر بطريقة واعية من التفكير التقليدي، حيث سيمارس الطلاب التفكير والتدرب عليه بشكل مباشر وبحرية مناسبة، مما يمكن تحسين المهارة بالانتباه والتعلم والتدريب، الأمر الذي يجعل الطلاب يكتسبون أدوات تفكير متحركة، تعمل بشكل جيد في جميع المواقف، وفي كل نواحي المنهاج.
وقال فيصل الزهراني معلم بابتدائية الأندلس بالجبيل الصناعية: "يعاني المعلم من ثقل الأشغال لأسباب كثيرة منها عدم توفر النشاط المناسب بآلية دقيقة تساعد المعلم على إدارة الوقت والصف بطريقة تربوية تستهدف إفادة الطلاب وتنمية مهاراتهم، وفي حال نجاح توظيف وسائل التعليم الإلكتروني بالمدارس لخدمة الحصة ستتحول إلى وقت مستثمر بطريقة نافعة للطالب ومريحة للمعلم الذي يعاني من ضغط جدوله المقرر".
