التحكيم .. التحكيم .. التحكيم ..

ترددت كثيرا قبل طرح هذا الموضوع والحقيقة كان وقته أول الموسم ولكن مباراة الجار مع نجران أجبرتني على تأجيل طرح هذا الموضوع .. الأن وقد طارت الطيور بأرزاقها كما يقال أود أن أطرح وجهة نظر قد لا تعجب الكثيرين, لقد جمعتني صداقة منذ الطفولة بأحد الأشخاص الذي أصبح فيما بعد حكم راية ونال الشارة الدولية أيضاً, بحكم هذه المعرفة وبحكم تواصلي معه تمكنت من الإطلاع على كثير من الخفايا التي قد لا يتيسر لغيري الإطلاع عليها رغم أني موقن أن الكثيرين من الوسط الرياضي وحوله يعون تماماً ما سوف أطرحه هنا,,,
الحكام في رياضتنا يا سادة هم كالأيتام على موائد اللئام, هم يستطيعون كسب الشهرة والوصول إلى أهم المحافل العالمية ولكن هل شاهد أحد منكم حكم في دعاية إلا إن كانت تطوعية كالدفاع المدني وأسبوع المرور,, لم يحدث ولن يحدث خصوصاً في بلدنا .. رغم أن الحكام في المجمل وعلى مستوى العالم يكونون في العادة غير متفرغين ويمارسون التحكيم كهواية أو كرياضة فقط إلا أن معظم دول العالم ينضوي حكامها تحت مظلة رعاية إجتماعية كالنقابات في أمريكا الجنوبية أو الجمعيات في إيطاليا وأسبانيا وتكون مهمة هذه النقابات أو الجمعيات هو متابعة أحوال الحكام المعيشية والصحية والإجتماعية .. لعبة كرة القدم قد تكون خطرة على الحكام أكثر من غيرهم لأن بعض جماهير الأندية أحيانا تقوم بعمليات انتقامية ضد الحكام وأسرهم أحياناً.
خلاصة القول أن التحكيم في كرة القدم خصوصاً في بلدنا عانى كثيراً من الظلم والتهميش وقلة المردود سواء المردود المادي أو المعنوي,, قيل لي أن الحكام قبل عدة سنوات بقوا لموسمين بلا مكافأت !!!
الإخوة الزعماء عندما نقوم بالتعليق على بعض المواضيع في منتدانا الغالي تغيب عنا كثير من الحقائق التي لو عرفناها قد تختلف نظرتنا للموضوع 180 درجة وأنا أولكم ومن هذه المواضيع التحكيم والحكام ...
لو صرفت مكافأة الحكم قبل المباراة ولو فرضنا أنها 5000 ريال مثلاً ومطلوب منه أن يتمرن باستمرار مثله مثل اللاعبين وعليه أن يسافر مثلاً إلى ملعب المباراة من الرياض إلى جدة وأ يقيم في فندق وأن يكون مطمئن على أسرته قبل سفره وعليه التعامل مع 22 شخص (غير الاحتياط والجهازين الإداري والفني وكل واحد منهم له شخصية مختلفة وبعضعم يعتقد أن مارادونا لا يجاريه في المهارة والموهبة وأن يحكم على قانونية تصرفاتهم حسب نظام الكرة وفي زمن قياسي ثم بعد نهاية المباراة تهرع الصحافة إليهم ويخرج هو وزملائه من الملعب فممنوع عليه التصريح لوسائل الاعلام ونادراً ما يسلمون من الشتائم والقذف في الأعراض والأمانة والشرف ,, هذا إن سلموا من العلب والزجاجات الفارغة والأحذية أجلكم الله وأحيانا وبمجرد نهاية المباراة ينزل إليهم مسئول هائج يشتم ويهدد ويتوعد ويهين الإسم والعائلة وأحيانا يستطيع أن ينفذ تهديداته ...
إذن لا تلوموا الحكم المنضغط بضفوط كثيرة إن خارت قواه وضعف أمام مغريات المنزل والسيارة وقليل من المال في حسابه لن يضير ففي النهاية هذه مجرد لعبة ولم ينل نصف عشر ما يناله اللاعب وقراراته أصلاً مجال للإختلافات والميول سواء أخطأ أم أصاب,,,
فلا تلومونه إذن عندما يقبل رأس ولي نعمته وسبب عزه وتنعمه.
دمتم بحفظ الله ورعايته,,,
أخكوكم عبدالرحمن أبو محمد