رسالة ماجستير للباحثه سارة حنا بولص مقدو
دراسة تحليلية للاتصالات بين لاعبي الكرة الطائرة
أثناء المباريات وعلاقتها بالنتائج
الباحثهسارة حنا بولص مقدو
إشراف
الأستاذ الدكتور
ساري احمد حمدان
قدمت هذه الدراسة استكمالا لمتطلبات الحصول على
درجة الماجستير في التربية الرياضية
الجامعة الأردنية
كلية الدراسات العليا
آب – 2001
* المقدمــة:
يعد موضوع الاتصالات بين اللاعبين من المواضيع الهامة في مجال التربية الرياضية بصورة عامة وفي الالعاب الجماعية بصورة خاصة ومنها لعبة كرة الطائرة حيث تؤدي الاتصالات سواء كانت لفظية او حركية / ايجابية او سلبية تعمل على تقارب او تفاعل في نقل المعلومات بين اللاعبين اثناء اللعب للوصول الى اهداف معينة وبالتالي للحصول على افضل النتائج .
ولكون لعبة الكرة الطائرة تمتاز بأنها من الالعاب التي يجري فيها الكثير من الاتصالات نتيجة لعوامل مساعدة ناشئة من طبيعة اللعبة والتي تتمثل بصغر الملعب، وقرب اللاعبين من بعضهم البعض وكذلك قصر الفترة الزمنية التي يسمح بها قانون اللعبة لتداول الكرة ولوجود بعض الاحتياط النسبي في المراكز مقارنة بالألعاب الجماعية الأخرى، سيكون الاتصال المباشر وجها لوجه بين اللاعبين اثناء اللعب هو اقوى انواع الاتصال تأثيرا .
لا يمكن بطبيعة الحال أن يكون هناك تفاعلا بين شخصين دون أن يتم الإتصال بينهما إذ يساعد الاتصال بسبله المتعددة على وحدة الفكر والتوصل الى السلوك التعاوني فإذا كان الاتصال مجديا وله فاعلية توحدت الأهداف أصبحت ذات معنى مشتركا فيفهم كل فرد الآخر ويلائم نفسه وفقا للموقف بمهارة وقدرة ويتمكن المرء إذ كانت سبل الاتصال سليمة من الإحساس بالانتماء إلى الجماعة وإدراك معاييرها ومعرفة مكانته فيها.
عملية الاتصال ليست مجرد الأخبار من الشخص المرسل أو مجرد الاستماع من الشخص المرسل إليه وانما المشاركة في الأفكار والمعلومات المراد نقلها وبمعنى آخر أن يكون هناك وحدة في الفكر.
وترى الباحثة إن من الوسائل الفنية لتطوير الأداء في كثير من الألعاب الجماعية عملية التحليل لمعرفة نقاط الضعف والقوة وذلك ليتسنى لدى المدربين والعاملين في المجال الرياضي وضع البرامج التي تسهم في عملية التطوير وتحد من عمليات الضعف والعمل على تخفيف حدتها للوصول باللاعبين الى المستويات الرياضية المطلوبة بالاضافة الى امكانية امتلاك القدرات التي تؤهلهم على تنفيذ البرامج والخطط بصورة متميزة.
واسلوب تحليل المباراة matc analysis بأنه "يعتبر من افضل الأساليب الفعالة في تقويم وقياس مستويات اللاعبين وقد انتشر هذا الأسلوب في مجالات ميادين الكرة الطائرة لجميع المستويات وللجنسين حيث تم وضع خمس طرق لتحليل المباريات وهي( تقويم المهارات الاساسية ، التحليل القصير ، التحليل المطور ، نظرية التدفق و نظرية الاستكشاف ) . و ويعتبر اسلوب تحليل المباراة نظاما متكاملا لقياس measurement و تقويم evaluation اداء اللاعبين و لذالك الفريق ، حيث يقصد بالتقويم والقياس لاداء اللاعبين وتتبع اداء كل لاعب على حدى لمهاراته الاساسية او تنفيذ المهام كالخطط والمهام المكلف بها او تنفيذه لهذه المهام مجتمعة.
وترى الباحثة بان نظام تحليل المباراة يتناول في احدى جوانبه عملية الاتصال اللفظي او الحركي سواء كان الاتصال الذي يجري بين اللاعبين او اللاعب مع ذاته ، وتأثير ذلك على اداء الفريق ونتائجه ، حيث يعتبر الاتصال عامل ذو اثر فعال في تحديد النتيجة الى جانب المهارات الفنية الاخرى.
حيث جاءت هذه الدراسة للتعرف على علاقة الاتصالات بين اللاعبين أثناء المباراة بالنتائج وأهميتها في تحليل المباريات ، لتكون مساهمة للأندية والاتحادات وكذلك فنيي اللعبة ولتزويدهم بالمعلومات الكاملة عن هذه الاتصالات ، وأهميتها في الوصول إلى النتائج المرجوة.
* مشكلة الدراسة واهميتها:
تتطلب طبيعة الألعاب الجماعية عمل مشترك وتعاون بين المدرب واللاعبين ، وبين اللاعبين انفسهم ، والذي يعكس نفسه على الأداء وبالتالي على النتيجة, كما إن العلاقة بين اللاعبين أثناء المباراة لا تعتمد على التدريب والأداء المهاري المشترك فحسب، لكن من خلال اتصال اللاعبين مع بعضهم أثناء المباراة سواء كان باللفظ او بالحركة والذي يعد وسيلة هامة لإحداث نوع من التفاهم والتفاعل فيما بينهم لتجاوز الأخطاء والتحفيز على الوصول للهدف الذي يسعى أليه الفريق بالفوز والحصول على افضل المراكز.
وهناك وسائل عديدة للاتصالات أثناء التدريب واثناء المباريات والتي تدور بين اللاعبين، ولمعرفة هذه الاتصالات وعلاقتها بالنتائج ، لابد من رصدها أثناء المباريات ومعرفة تأثيرها على النتائج. ويضيف كذلك إلى انه لابد من تحليل المباريات للحصول على المعلومات التي تسهم في تطوير الفريق سواء في المجال الخططي أو المجال الانفعالي للوصول بالفرق الرياضية إلى الترابط والتلاحم بالعمل الجماعي ( Team work).
ومن خلال الخبرة الميدانية للباحثة كونها لاعبة المنتخب الوطني بالكرة الطائرة ومدربة وحكم للعبة ومن خلال مشاهداتها الميدانية للبطولات،لاحظت بان الاندية التي تستخدم قواعد المعرفة والتفكير والاتصال خلال المباريات تسهم في تحقيق النتائج المنشودة بصورة متميزة وهذا مما يزيد من دافعهم للعطاء ودقة الاداء ، والفرق التي لم تستخدم قواعد الاتصال المختلفة فقد ظهر ان هناك اختلاف واضح في الاداء والدقة وتحقيق الهدف المطلوب . ولاحظت ايضا ان هناك اتصالات تحدث بين اللاعبين أثناء المباراة تؤثر سلبا أو إيجابا على النتيجة ولكن هذه الاتصالات كانت كثيرة ومتعددة الأنواع الا انها غير موجهة نحو اللعب والنتيجة بالشكل السليم وهذا ما يدل على ان للاتصالات دور فاعل بين اللاعبين خلال المباريات والتي تسهم في تحقيق الانجازات الرياضية والفوز في المباريات ولكن هذه الفعالية تحتاج ابصورة مستمرة الى دراسة وتحليل هذه الاتصالات للوقوف على افضلها استخداما خلال اللعب بالاضافة الى كميتها ونوعيتها ليتسنى توجيه اللاعبين اليها مما يخدم الفريق ، الامر الذي حذا بالباحثة الى اجراء دراستها هذه للوقوف على نوعية وكمية هذه الاتصالات ومدى الاستفادة منها في تحقيق التفوق الرياضي وللوصول الى الاهداف المنشودة وبالتالي الحصول على افضل النتائج وقد حـان الوقت لاستخدام أساليـب متقدمة تمكن المدربين من الحصول على معلومات كافية عن فرقهم والفرق المنافسة بحيث تفيدهم في حسن قيادة فرقهم في المنافسات والبطولات الرياضية التي يخوضونها",
ومن هنا ظهرت أهمية هذه الدراسة بالمباريات واللعب في اختيار إحدى طرق التحليل للمباراة لمعرفة الاتصال بين اللاعبين من حيث الكمية والنوعية لان الاتصال هو جزء من خطة اللعب للوصول بالفريق الى مستوى متقدم ولتحقيق الانجازات المطلوبة ، وبالتالي تحديد النقاط الايجابية والسلبية الحاصلة في المباراة ودراستها دراسة علمية وافرة لتقويمها.
* اهداف الدراسة:
هدفت هذه الدراسة التعرف على:
1- كمية ونوعية الاتصالات بين اللاعبين في مباريات الكرة الطائرة لفرق الدرجة الأولى في الأردن.
2- الفروق في كمية ونوعية الاتصالات بين لاعبي أندية الدرجة الأولى في الكرة الطائرة.
3- الفروق في كمية ونوعية الاتصالات للاعبي الفريق الواحد بين مرحلتي الذهاب والإياب.
4- العلاقـة بين كميـة ونوعية الاتصال ونتائج المباريـات لدى الفرق المشاركة في دوري أندية الدرجة الأولى بالكرة الطائرة في الأردن لعام 2000.
*إجـراءات الدراسـة
منهج الدراسة:
استخدمت الباحثة المنهج الوصفي اسلوب الدراسات التحليلية لملاءمته وطبيعة الدراسة .
مجتمع الدراسة:
قامت الباحثة بتقسيم مجتمع الدراسة الى قسمين :
1- المجتمع الاول: يتكون من مجموع الاندية المشاركة في بطولة دوري الكرة الطائرة للدرجة الاولى لعام 2000 تمثل (7) اندية وهي ( الوحدات ، شباب الحسين ، العودة ، الكرمل ، البقعة ، الحسين اربد و التعاون).
2- المجتمع الثاني: يتكون من 36 مباراة اقيمت بين (7) اندية من الدرجة الاولى للوسم (2000) حيث لعبت في مرحلة الذهاب (21) مباراة وفي الاياب لعبت (15) مباراة بعد انسحاب نادي التعاون
عينة الدراسة:
تم اختيار (12) مباراة من (6) فرق بعد انسحاب نادي التعاون بالطريقة العشوائية بواقع مباراة لمرحلة الذهاب ومباراة لمرحلة الاياب لكل نادي وبنسبة مئوية 33ر33% من مجتمع الدراسة
اداة الدراسة:
1- تم مراجعة الكتب والمراجع العلمية المرتبطة بموضوع الدراسة
2- اجهـزة فيديـو دقيقة لـرصد كافـة الاتصالات التي تحدث بيـن لاعبي كرة الطائرة.
3- أعدت الباحثة استمارة استكشاف
المعالجات الاحصائية:
للإجابة على تساؤلات الدراسة تم استخدام معالجات إحصائية متعددة على النحو التالي:
1- استخدام النسب المئوية و المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية .
2- استخـدام تحليل التباين الأحـادي ( one way ANOVA ) متبوعا باختبار( اقل فرق معنوي ) Least Significant Difference (L.S.D) للمقارنات البعدية لابعاد الدراسة الدالة احصائيا.
3- استخدام اختبار t.Test لايجاد دلالة الفروق في كمية الاتصالات.
4- استخدام معامل ارتباط بيرسون(Person correlation) لإيجاد العلاقة بين كمية الاتصال ونتائج المباريات.
*الاستنتاجات:
في ضوء اهداف الدراسة في اطار المنهج العلمي المستخدم ومن خلال البيانات والمعلومات التي تم الحصول عليها من عينة الدراسة وعرض النتائج ومناقشتها ، توصلت الباحثة الى الاستنتاجات التالية:
1- زيادة عدد الاتصالات اللفظية والحركية الايجابية (للاعب مع لاعب ولاعب مع اكثر من لاعب) اما علاقة الاتصال ( لاعب مع نفسه) فهي علاقة ضعيفة مقارنة بالاتصالات الاخرى.
2- اكثر الاندية استخداما للاتصال الايجابي اللفظي والحركي هو نادي الوحدات واكثرها استخداما للاتصال السلبي اللفظي والحركي هو نادي الحسين اربد .
3- وجود فروق ذات دالة احصائية في الاتصال اللفظي لمتغير ( لاعب مع اكثر من لاعب) بين الاندية لصالح نادي الوحدات والبقعة . والفروق لهذا المتغير في الاتصال الحركي لصالح كل من نادي الوحدات وشباب الحسين.
4- عدم وجود فروق ذات دلالة احصائية في الاتصال اللفظي والحركي لمتغير ( لاعب مع لاعب) بين الاندية.
5- وجود فروق ذات دلالة احصائية في الاتصال الحركي لمتغير ( لاعب مع نفسه) بين الاندية لصالح كل من نادي الوحدات وشباب الحسين . وعدم وجود فروق لهذا المتغير في الاتصال اللفظي بين الاندية.
6- وجود فروق ذات دلالة احصائية في الاتصال اللفظي الايجابي بين الاندية لصالح كل من ( الوحدات ، شباب الحسين و البقعة).
7- وجود فروق ذات دلالة احصائية في الاتصال اللفظي السلبي بين الاندية لصالح كل من ( العودة، الحسين اربد و الكرمل). وعدم وجود فروق في الاتصال الحركي السلبي بين الاندية.
8- وجود فروق ذات دلالة احصائية في الاتصال الحركي الايجابي بين الاندية لصالح كل من ( الوحدات ، شباب الحسين و الكرمل ).
9- وجود ارتباط بين الاتصال اللفظي والحركي لمتغير ( لاعب مع اكثر من لاعب ) ونتائج مباريات الاندية و مجتمعة.
10- عدم وجود ارتباط بين الاتصال اللفظي والحركي لمتغيري (لاعب مع لاعـب ولاعـب مع نفسـه ) ونتائج مباريات الاندية مجتمعة .
11-- وجود ارتباط بين الاتصال الحركي الايجابي والسلبـي واللفظي السلبي ونتائج مباريات الاندية مجتمعة.
12- عدم وجود ارتباط بين الاتصال اللفظي الايجابي ونتائج المباريات مجتمعة.
* التوصيات:
وفي ضوء عرض ومناقشة النتائج ، توصي الباحثة بما يلي:
1- التاكيد على مدربي الفرق بالتركيز على اهمية الاتصال اللفظي والحركي الايجابي للاعبين اثناء التدريب.
2- ضرورة الاهتمام بنوعية الاتصال الحركي بين اللاعبين اثناء التدريب والمباراة.
3- ضرورة التأكيد على اللاعبين بالتركيز على استخدام الاتصال الجماعي الايجابي ( لاعب مع اكثر من لاعب ) في المباراة .
4- التأكيد على مدربي الأندية بأهمية استخدام الاسلوب العلمي في التدريب من خلال تحليل المباريات لمعرفة نقاط القوة والضعف لديهم من خلال الاتصالات التي تحدث بينهم.
5- إجراء دراسة مشابهة على الفرق النسوية وفرق الناشئين والناشئات .
6- اجراء دراسة تجريبية لموضوع الاتصال وتأثيره على المباريات.
7- اجراء دراسة لمعرفة اكثر المناطق التي يحدث فيها الاتصال .
