دورالاحتياج المعنوي واللفظي في لغة الشاعر

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم

دورالاحتياج المعنوي واللفظي في لغة الشاعر

يتحدث الشاعر تحت رعاية الضابطين :المعنوي واللفظي لأنه محكوم بالوزن والقافية ،ولغة الشعر تختلف من فن إلى فن آخر ،فلغة المدح تختلف عن لغة الهجاء ،ولغة الحرب تختلف عن لغة الغزل ....إلخ ،فالمدح فن التعبير عن الاحترام والمحبة ،ألفاظه وعباراته متوسطة بين قوة الحماسة والحرب وبين رقة الغزل ونعومته ،أما الهجاء فيمتلئ بالسخرية والفحش وهو بعيد عن النعومة ، أما لغة الحرب فطنانة رنانة وقوية جزلة تبعث الرعب في القلوب ،أما لغة الغزل فناعمة ،وبحور الشعر والقوافي تختلف باختلاف فن الشعر كذلك ،وكل ذلك نابع من الحاجة المعنوية عند الشاعر، ولغة الشعر بصورة عامة لغة كاذبة من حيث الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب،لأنه يكثر فيها المجاز والعاطفة ، ولهذا يقول تعالى" والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " ولهذا يقول - صلى الله عليه وسلم - إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا وَإِنَّ مِنَ الشَّعْرِ لَحِكَمًا ،وقد يقول قائل :إن اختلاف لغة الشعر يعود إلى المقام ،فأقول: حياة الإنسان كلها مقامات ، والسيطرة للعقل على المقام ، وإن تحدث الإنسان بحسب المقام فيكون ذلك بعد استشارة العقل ، وكم من موقف ضبط فيها المتكلم نفسه لأن العقل ينهاه عن التصرف بحسب المقام ،وقد مدح الله تعالى عباده المؤمنين بهذه الصفة فقال تعالى"وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم - ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " وهذا يؤكد أن العاقل يعيش تحت سيطرة العقل وإن تصرف بحسب المقام فيكون ذلك بعد استشارة العقل ، والجاهل يحكَّم المقام والعاقل يحكِّم العقل ،قال تعالى :ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم "وهذا سلوك الجهلة والأطفال،كما أن المقام يسري في نفس الشاعر الحقيقي وتتلون النفس بتلونه والقرار الأخير للشاعر.